تكنولوجيا

كيف تبدو الحوسبة الشخصية مستقبلا؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
في بعض المجتمعات المتقدمة يحتاج مستخدم التقنية الحديثة إن رغب في قضاء سهرة عشاء مع أصدقائه إلى استخدام عدد من تطبيقات هاتفه الذكي في ذات الوقت، فقد يعتمد على أحد تطبيقات طلب الطعام لاختيار الوجبات المطلوبة، ثم يلجأ إلى خدمات مثل “وايز” لتجنب الازدحام المروري أثناء التنقل لشراء حاجات السهرة، بل وحتى الاستفادة من إحدى خدمات الفيديو لمشاهدة فيلم سينمائي مع الأصدقاء.
ويحتاج الإنسان المعاصر إلى عشرات التطبيقات التي صمم كل منها منفردا لمساعدته في تنفيذ مهمة أو عدد محدود من المهام في حياته اليومية، ومع أن مطوري تلك التطبيقات يهدفون من خلالها إلى جعل حياة الإنسان أكثر بساطة، فإن كثرتها وعدم القدرة على التعامل معها في نفس الوقت زادها تعقيدا.
وفي الواقع، لا يشابه مستقبل الحوسبة -وفقا لما يراه محللون- التقنيات المتوفرة حاليا للعموم، فمن المنتظر أن يعتمد الإنسان في المستقبل على نظام حاسوبي قادر على إجابته عن تساؤلاته وإيجاد الحل لمشاكله ومساعدته في أداء مختلف المهام وقابل للتعلم من خلال التفاعل مع المستخدم بشكل مستمر، والأهم من ذلك هو إمكانية الاستفادة منه بشكل عفوي دون ضرورة وجود شاشة للتخاطب مع الحاسوب، أو عتاد حاسوبي بالشكل المعتاد.
وتسيطر الأنظمة المعتمدة على الشاشات -كواجهة تخاطب- على تجربة المستخدم الحاسوبية في هذه الأيام، والتي يستفيد منها الإنسان في تسهيل تواصله مع بني جنسه وأداء عدد غير محدود من المهام، إلا أنها تأخذ حيزا مهما من اهتمام المستخدم، وتشغل مكانا في جيبه أو على مكتبه، وتقوم بمقاطعته وتشتيت انتباهه في كثير من الأحيان، لذلك يعمل المصممون على ابتكار وسائل متنوعة لجلب العفوية إلى طريقة تفاعل المستخدم مع النظام الحاسوبي.
ويعد التخاطب الصوتي مع الحاسب من أبرز الطرق التي يعمل الباحثون عليها، وهي طريقة كثيرا ما تظهر في أفلام الخيال العلمي، التي على ما يبدو أنها في طريقها لتصبح واقعا في الحياة اليومية، حيث يسمح المساعد الشخصي “سيري” لمستخدمي أجهزة آبل بالتخاطب الصوتي مع الجهاز، كما طورت أمازون مساعدها الشخصي “إيكو” الذي حقق مبيعات ضخمة في الولايات المتحدة خلال يوم الجمعة السوداء، حتى أن ميزة التخاطب الصوتي وصلت حديثا إلى ألعاب الأطفال مثل لعبة “هلو باربي”.
وتبقى تقنية التخاطب الصوتي بين الإنسان والآلة بحاجة إلى تطوير كبير، فهي شديدة التأثر بالبيئة المحيطة، أي أن النظام قد يلتقط أصواتا من المحيط، كما أن دقتها في التعرف على الكلام تبقى محدودة.
وتدريجيا، يتناقص الاعتماد على أدوات التخاطب التقليدية مع الحاسوب، أي لوحة المفاتيح والفأرة والشاشات اللمسية، فمن المتوقع لها أن تشغل حيزاً ضئيلا في مستقبل الحوسبة، لينحصر استخدامها في أشياء مثل إعداد المشاريع الهندسية والعروض التقديمية، ولا تعد هذه الأدوات فعالة إن رغب المستخدم في اتباع وصفة لتحضير الطعام جلبها من شبكة الإنترنت، حيث يحتاج الإنسان في مثل هذه الحالة إلى وسيلة لا تجبره على استخدام يديه أو تشتيت نظره.
ولتوفير مثل هذا النوع من التخاطب، يتطلع المصممون نحو تقنيات على رأسها الواقع المعزز، التي من شأنها جلب واجهة التخاطب إلى المحيط الذي يراه الإنسان دون تشتيت انتباهه أو إجباره على استخدام أدوات إدخال تقليدية.
وتسمح نظارات الواقع المعزز للإنسان بالتفاعل مع النظام المحوسب بيدين حرتين، من خلال إسقاط واجهة التخاطب على أي شيء موجود بجوار الإنسان.
إن دمج تقنيات الذكاء الصناعي مع تقنيات مثل الواقعين الافتراضي والمعزز من شأنه أن يوفر أنظمة حاسوبية فريدة من نوعها تتميز بسهولة التخاطب معها وقدراتها الذكية على توفير المعلومات وعرضها بشكل ذكي وعفوي.
المصدر: الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى