هاشتاق عربي – روان الفارس*
من خلال خبرتي السابقة في انشاء مشاريع ريادية ساعدتني في سنوات طويلة مضت على اكمال دراستي وتحسين وضعي وحياتي الاجتماعية، اعترف اليوم بان العمل الريادي ليس بالعمل السهل، يحتاج الى الفكرة التي تسد حاجة لدى المجتمع، والعمل على تنفيذها بنجاح وبجد دون تعب او ملل.
اليوم – وبعد سنوات من العمل في هذا المضمار – ومن خلال فترة عملي السابقة كمديرة تطوير الاعمال في حاضنة قطر للاعمال واشرافي على العديد من المشاريع الرياديية استطيع ان اعرّف ريادة الاعمال ببساطة على انها : “المقدرة على تحويل فكرة الى مشروع تجاري ناجح”.
بلدي الأردن يتمتع بطاقات شبابية هائلة يجب توجيهها لريادة الاعمال، فالحراك الريادي الذي شهدته المملكة خلال اخر 5 سنوات لا سيما في قطاع تكنولوجيا المعلومات يرجع الى اسباب متعددة منها الوضع الاقتصادي و محدودية الدخل مما يدفع الفرد لايجاد مصادر دخل جديدة قد توجدها له مشاريع ريادية ناجحة، عزز ذلك المهنية و الكفاءة للأردني/ الاردنية و المعرفية العالية خاصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات مما يوثر إيجابيا في قوة المشروع الرياديي وكفاءتة.
اعتقد بان الحراك الريادي والشركات الناشئة والريادية موجودة من سنوات طويلة في الاقتصاد الاردني والعربي ولكن دعم القطاع الخاص و تركيز الاعلام لها هو ما أظهرها بشكل أوضح خلال اخر 5 سنوات لما لها اهمية في الاقتصاد ومحاربة مشاكله لا سيما متلازمة الفقر والبطالة.
لقد أصبح لريادة الأعمال دور واضح على نحو متزايد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فمن الناحية الاقتصادية، تسهم إقامة المشاريع الجديدة في خلق فرص عمل، وتحفيز للأسواق كما أن لها تأثير مضاعف على الاقتصاد، لذلك قامت دول العالم المختلفة بزيادة تركيزها على ريادة الأعمال والابتكار بوصفهما الطريقة الأنسب للمضي قدماً لبناء معارف جديدة ومقاربات مبتكرة، وزيادة التنافسية العالمية، والتصدّي للتحدّي المتنامي للبطالة، وإيجاد وظائف جديدة.
غير أن تركيزاً إضافياً يجب أن يعطى اهتماما أكبر الآن لتطوير التفكير الريادي، ووضع الأنظمة التي تعزّز ريادة الأعمال.، واما من الناحية الاجتماعية ، فإن ريادة الأعمال تعمل على تمكين المواطنين وتوليد روح المبادرة والابتكار وتغيير العقليات. وتلك التغييرات تقود الى دمج الدول النامية في الاقتصاد العالم.
في الاردن يمسك شباب رياديون اليوم بزمام المبادرة، ويعملون بجد على انشاء مشاريع ريادية تلقى دعما متنوعا من القطاع الخاص او من حاضنات اعمال وصناديق استثمارية، ولكن اقترح اليوم تقديم المزيد من البرامج التي تنمي قدرات الرياديي و من المهم ان تقدّم هذه البرامج من خلال رياديي اعمال خاضوا تجربة ريادة الاعمال ، وليس من خلال المدربين او الاكاديميين الذين يمتلكون العلم ولكنهم لا يمتلكون الخبرة والتجربة الواقعية المفيدة ، فمهمة مقدم البرنامج هي مساعدة رياديي الاعمال في تقليل مخاطر مشروعة و هذا لن يتم الا اذا كان قد وقع في عقبات مماثلة.
اقترح اليوم إيجاد المزيد من حاضنات الاعمال المتخصصة (طاقة بديلة، تكنولوجيا، سياحة….)، وإيجاد قانون ضريبة خاص يدعم الشركات الناشئة ويجب علينا ان نساعد رياديي الاعمال على تسويق اعمالهم ومنتجاتهم وبالتالي اقترح وجود جهه مختصة بتسويق هذه الشركات عربيا و دوليا، كما ان على القطاع الخاص و الحكومي ان يعززو ويدعموا الثقة بالشركات الريادية من خلال التوجه لدعمهم عن طريق استخدام خدماتهم بدلا من اللجوء للشركات الكبيرة.
* ريادية أعمال و خبيرة في تطوير حاضنات الاعمال