تكنولوجيا

هل سيدخل الذكاء الاصطناعي بيوتنا في العام الجديد؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
بعد تجارب ومحاولات كثيرة في عمليات التطوير التقنية التي شهدها الذكاء الاصطناعي في العام المنصرم يمكن قراءة مجموعة من الإنجازات التقنية التي أصبحت مرشحة لتلعب دورا محوريا في اهتمام الشركات والجمهور في العام 2016.
فمن أهم قدرات الذكاء الاصطناعي الملوسة أنه سيدخل هذا العام بيوتنا وسيتجسد في منتجات مثل الهواتف الجوالة والسيارة الذكية ومنتجات المنزل الذكي وحلوله المتنوعة.

الذكاء الاصطناعي في السيارة

يكاد يجزم معظم محللي قطاع السيارات العالمي أن شركات السيارات الحالية لن تصمد أمام التقنيات الجديدة التي ترسم مواصفات سيارة المستقبل. فسيارات المستقبل ستعمل بالكهرباء والطاقة النظيفة وستتولى القيادة وتتصل بالإنترنت والشبكات الأخرى التي تزودها بكل ما يلزم لضمان رحلة آمنة وبلا حوادث لركابها.
وقد يظن البعض ان تلك توقعات لمستقبل بعيد، إلا أن الحقيقة هي أن سيارة المستقبل أصبحت تسير حاليا على طرقات دول عديدة بشكل أو بآخر. ومنحت ولايات أمريكية عديدة تراخيص قيادة للسيارات ذاتية القيادة لشركات كثيرة مثل غوغل بعد تقديم أدلة أن سيارة غوغل تقود ذاتها أفضل من البشر وتقلص معدل الحوادث بنسب كبيرة، وسنة 2012 أعلنت متحدثة باسم شركة فولفو إن الناس لا يزالون يعتقدون أن القيادة الذاتية للسيارات هي مجرد خيال علمي، لكن الحقيقة هو أن هذه التقنية نضجت ومتوفرة في الواقع وستكون قوافل السيارات ذاتية القيادة أمرا واقعا بشكل أو بآخر في المستقبل القريب.
المستقبل هو للسيارات ذاتية القيادة لأنها تقدم الكثير مما تعجز عن تقديمه شركات السيارات التقليدية، فهي تجنبك الحوادث وتستعيض كليا إن أردت عن سائق خاص، ببرامج وأنظمة ذكية فيها، كما تستفيد من البيانات التي تم جمعها عبر قطع سيارات أخرى لملايين الكيلومترات لتكتشف معطيات كثيرة مثل المواقع الخطرة وتتفادى الحوادث فيها، فيما يضمن لك المحرك الكهربائي توفير نفقات الصيانة بما يعادل نصف ما تدفعه سنويا على صيانة سيارتك من نوع محرك الاحتراق الداخلي.
عندما يتفوق الذكاء الاصطناعي على الأخطاء البشرية ويتفوق على زمن رد فعل السائق من خلال أجهزة قياس والتقاط للمسافات والسرعة، يصبح الذكاء الاصطناعي حلا لحوادث الطرقات والازدحام وتقليص انبعاث الغازات السامة.

الذكاء الاصطناعي في المنزل

كشف مؤسس فيسبوك عما تنوي الشركة تقديمه هذا العام ، وقال زكيربرغ على فيسبوك إنه يقدم كل عام على وضع تحدي لنفسه لتعلم أشياء جديدة خارج عمله، وأعلن أن التحديد الذي وضعه للعام الجديد هو تسليم إدارة منزله للذكاء الاصطناعي ومساعدته في العمل. وأضاف أنه سيبدأ بما هو متوفر من تقنيات الذكاء الاصطناعي ليعلمها التعرف على صوته للتحكم بكل شيء في المنزل مثل الموسيقى والإضاءة وضبط الحرارة وما إلى ذلك، ثم جعل هذه التقنية تفتح الأبواب أمام أصدقائه عندما يأتون لمنزله بالتعرف على وجوههم وفتح الأبواب أمامهم عندما يقرعون الجرس .

الذكاء الاصطناعي في الأجهزة القابلة للارتداء

شهد العام الماضي تجارب عديدة على الذكاء الاصطناعي، مثل جهاز DuLight من شركة التقنية بايدو Baidu – الصينية العملاقة -الذي يبدو وكأنه مجرد سماعة هاتف جوال توضع على الأذن، لكنه حقيقة يتصل بالهاتف الجوال، ويتيح للمكفوفين أن يروا ما أمامهم، إذ أنه يضم كاميرا صغيرة تتولى تصوير ما يوجد أمام الشخص الكفيف لترسل الصور- سواء كانت يافطات في الشارع أو وجه شخص آخر، إلى تطبيق في الهاتف الجوال ليقوم بتحليلها وتحديد ما فيها لتقديم وصف صوتي يسمعه الشخص الكفيف بسماعة أذن!
وكان هناك تجربة أخرى من غوغل وهي تشات بوت وهو برنامج يعتمد الذكاء الاصطناعي لإجراء محادثة مع أي شخص، ويعمد جهاز دو لايت وتشات بوت على تقنية تدعى “التعلم العميق” قدرتها على التعرف على الصور، وفهم الكلام، والترجمة من لغة إلى أخرى؛ وغير ذلك من القدرات الذكية التي أغرت الشركات في وادي السليكون، وتحديدا فيسبوك وغوغل، على الاستثمار وتكثيف الأبحاث فيها.
جهاز دو لايت ، وبرنامج تشاب بوت من غوغل تعتمد على خلاصة تحليل مجموعات هائلة من الصور لدى هذه الشركات، لتتعرف التقنية على الأشياء والأشخاص والكلمة المكتوبة والوجوه البشرية، وعند تقديم صورة لغيمة مثلا، ستقوم هذه التقنية بتحديد الغيمة ونوعها وإن كانت ماطرة أو عابرة إلخ. تعكف شركات عديدة على طرح منتجات عديدة تستفيد من الذكاء الاصطناعي وتتنافس فيسبوك وغوغل، على الاستثمار وتكثيف الأبحاث في هذا المجال الحيوي، ففيما أعلن مؤسس فيسبوك أنه سيوكل إدارة منزله للذكاء الاصطناعي مطلع العام الجديد مستفيدا من استثمار شركته في تطوير هذه التقنية، كانت غوغل قد عرضت صورا رسمها برنامج ذكاء اصطناعي.

التعلم العميق، أحد تجليات الذكاء الاصطناعي

أطلقت غوغل في شهر نوفمبر الماضي برنامج تنسور فلو tensorflow (وهو أداة موجهة للمطورين والباحثين وهو من المصادر المفتوحة للذكاء الاصطناعي) ليعمل في الكمبيوتر والأجهزة المحمولة في أحدث مسعى من الشركة لتقتحم هذا المجال الحيوي وهو أهم توجه تقني قادم لإكساب الأجهزة ميزة الذكاء الاصطناعي.
ويمكن تحميل البرنامج من الرابط http://tensorflow.org، حيث تستخدم هذه التقنية حاليا في منتجات أبل للتعرف على الصور والتعرف على الكلام والترجمة من صورة لوحات إرشادية والتعرف على محتوى لقطات فيديو.
وتعكف الشركة على ترسيخ المعايير التقنية في عالم الذكاء الاصطناعي للهيمنة في مجال تصميم الأنظمة وذلك عبر إتاحة برنامج تطوير الذكاء الاصطناعي الخاص بها مجاناً. وذكرت بلومبيرج، أن شركة “الفابت”، وشركتها “غوغل”، تطلقان هذا البرنامج على نفس المنصة التي عكفت الشركة عدة سنوات على تطويرها لدعم برنامجها للذكاء الاصطناعي وبرامجها الأخرى المعقدة حسابياً.
يعتمد الذكاء الاصطناعي لدى فيسبوك على مبدأ “التعلم العميق” الذي يتجسد من خلال القدرة على التعرف على الصور، وفهم الكلام، والترجمة من لغة إلى أخرى؛ وغير ذلك من القدرات الذكية التي أغرت الشركات في وادي السليكون، مثل فيسبوك وغوغل، بالاستثمار وتكثيف الأبحاث فيها.
يسمح التعلم العميق -وهو أحد تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي تعتمده فيسبوك- بالتعرف على الوجوه في الصور، واختيار المحتوى المناسب وعرضه للمستخدم على صفحة آخر الأخبار، ودعم المساعد الشخصي الرقمي التابع لفيسبوك “أم”، وغير ذلك من الوظائف.
يعتمد التعلم العميق على الشبكات العصبية الاصطناعية، وسميت بالعصبية لأنها تقنية تحاكي شبكات الأعصاب الاعتيادية و طريقة تواصلها في الدماغ البشري، وقد أثبتت وحدات معالجة الرسوميات كفاءة أكبر في هذا المجال مقارنة مع المعالجات التقليدية، الأمر الذي دفع شركات مثل فيسبوك وغوغل وبايدو إلى الاعتماد على هذه المعالجات في أجهزة الذكاء الاصطناعي التابعة لها.
تبقى الإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يزال بحاجة لمعايير أخلاقية وقانونية إذ تسبق التقنيات دوما قدرة القوانين والتشريعات بل حتى المجتمعات على ضبطها كما هو الحال مع السيارات الذكية والسيارات ذاتية القيادة، ومثلا، وهناك معضلات أخلاقية كبيرة في حال الذكاء الاصطناعي، فعند تفادي السيارة الذكية للاصطدام بطفل يركض فجأة وستصدمه السيارة لا محالة، فهل ستحاول السيارة إنقاذ ركابها أم الطفل؟
هذه إحدى السيناريوهات التي أوردها محللون لمعضلات الذكاء الاصطناعي والسيارات الذكية. وكان مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس، قد حذر العام الماضي من تطور تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، فما لذي يقصده بذلك التحذير من تولي زمام الأمور من قبل الروبوتات ومنتجات العقل الاصطناعي بحجج بأداء بعض المهام بدلا منا دون التحكم فيها، لكن بعد مرور بضعة عقود سيتطور الذكاء الاصطناعي إلى درجة تثير القلق
“. جيتس يشاطر القلق كلا من عالم فيزياء الفلك، ستيفن هوكينج، وصاحب شركة تسلا، آلون ماسك، عندما يتساءلان لماذا لا يركز بعض الخبراء على هذه النقطة بالذات ومعالجتها. لا بد للحكومات والمجتمعات من مواكبة التقنية ووضع ضوابط لها فلا يمكن ترك تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعمل مفلوتة الزمام!
المصدر:ارابيان بيزنس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى