مقالات

النطاق‭ ‬العريض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة

شارك هذا الموضوع:

د. ‬حمدون‭ ‬إ‭. ‬توريه

قدمت في إطار احتفالات 17 مايو بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات (يحتفل به هذا العام يوم 16 مايو نظراً لوقوع 17 مايو يوم سبت) جوائز اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات لعام 2014 لثلاثة رواد كرسوا أنفسهم للنهوض بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوصيلية النطاق العريض كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة. والفائزون هم: بول كاغامي، رئيس رواندا؛ وبارك غوين-هاي، رئيسة جمهورية كوريا (مثّلها تشوي مون-كي، وزير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتخطيط المستقبلي)؛ وكارلوس سليم حلو، رئيس مجموعة كارسو ورئيس مؤسسة كارلوس سليم.

وفي كل عام، يحتفل الاتحاد الدولي للاتصالات باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات في 17 مايو، ذكرى تأسيس الاتحاد في عام 1865. وموضوع هذا العام، الذي اعتمده مجلس الاتحاد في عام 2013، هو “النطاق العريض من أجل التنمية المستدامة” – الذي كان أيضاً موضوع المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات (WTDC-14). وقد حضر احتفالات اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات ممثلون بارزون من الدول الأعضاء في مجلس الاتحاد، ومنهم أبو بكر زورمبا رئيس المجلس لعام 2014.

كان أصحاب الجوائز الأفاضل مصدر إلهام لنا جميعاً، فقد ساندوا أعمال الاتحاد بقدر هائل من الالتزام والريادة. كما سعوا جاهدين لترويج توصيلية النطاق العريض عالي السرعة، مما فتح آفاقاً جديدة للتواصل في كل زمان ومكان. وتوصيلية النطاق العريض عنصر حاسم في ضمان إمكانية استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنفيذ الفعّال لطائفة واسعة من الخدمات، بما فيها الصحة والتعليم والحوكمة والتجارة وغير ذلك من الخدمات الكثيرة. والشبكات القائمة على النطاق العريض هي عوامل تمكينية قوية وشاملة لتحقيق الركائز الثلاث للتنمية المستدامة – النمو الاقتصادي والاندماج الاجتماعي والتوازن البيئي. ولهذا يلتزم الاتحاد بتحقيق النفاذ الشامل إلى توصيلية النطاق العريض – وتعزيز الإرادة السياسية اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

ويشاركنا في الاحتفال بان كي-مون الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة تفيد بشكل قاطع أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي محرك الاقتصاد العالمي، وهي تقدم الحلول للنمو الاقتصادي المستدام والرخاء المشترك. وأكد السيد بان على أن شبكات النطاق العريض توفر أساليب ذكية تراعي البيئة لإدارة المدن ونظم النقل وتعزيز كفاءة الصناعات التحويلية، وتجعل من الممكن إجراء تشخيص على بُعد مسافات طويلة وعلاج المرضى في مناطق نائية. وأَقر بأن النطاق العريض عنصر أيضاً في تمكين تطبيقات تعليمية مبتكرة على صعيد العالم.

والاتحاد الدولي للاتصالات ولجنة النطاق العريض المعنية بالتنمية الرقمية هما في طليعة الدعوة إلى بدء تنفيذ النطاق العريض. ويشارك الرئيس كاغامي والسيد سليم في رئاسة هذه اللجنة، وقد عملا معاً على إقناع الحكومات والخبراء والأوساط الأكاديمية والمواطنين في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأن النطاق العريض وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مسألة لها أهمية حيوية لمستقبل كوكبنا. وحرصاً على خدمة الإنسانية، يجب علينا الحفاظ على النطاق العريض بمثابة عنصر مركزي في خطة التنمية المستدامة لما بعد عام 2015.

وكذلك يتعين علينا أن نستبين الفجوات في البحث والتطوير في مجال النطاق العريض والبنى التحتية والتطبيقات والخدمات. وعلينا أن نحدد أولويات السياسة العامة لتوزيع طيف الترددات الراديوية للنطاق العريض والوفاء بالتزامات النفاذ الشامل. وعلينا أن نجد آليات تمويل مبتكرة وحلول تكنولوجية رائدة، ولا سيما في توسيع مجال النفاذ إلى النطاق العريض ليشمل المناطق الريفية وأقل البلدان نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية.

والحق في التواصل مرادف لمجتمع المعلومات. وهو مبدأ أساسي من أجل النفاذ العادل والشامل بتكلفة معقولة إلى المعلومات والمعارف، التي تسهم بدورها في تمكين الناس من تلبية تطلعاتهم وتحقيق أهدافهم الإنمائية. وكان الاتحاد الدولي للاتصالات، منذ ما يقرب من 150 عاماً، منظمة مكرسة لتمكين الناس من التواصل، في كل مكان، حتى في أبعد ركن من أركان المعمورة.

لقد قرر مجلس الاتحاد في دورته هذا العام أن تركز الاحتفالات بالذكرى السنوية الخمسين بعد المائة للاتحاد في عام 2015 على إنجازات الاتحاد المبتكرة وتأثيرها على الحياة اليومية عبر التاريخ وفي المستقبل. وقرر أيضاً أن يكون موضوع الاحتفالات بالذكرى السنوية الخمسين بعد المائة واليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات 2015 هو نفس الموضوع: “الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات: قوى دافعة للابتكار”.

لذا اسمحوا لي أن أدعو جميع أعضائنا للاحتفال بالذكرى الخمسين بعد المائة للاتحاد للعمل، في إطار هذا الموضوع، على تنظيم أنشطة على مستوى الإنجازات التي حققناها حتى الآن والمضي في طريق الابتكار من أجل مستقبل أفضل للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى