أجهزة ذكية

محاولات لزيادة الإقبال على التسوّق عبر الهواتف الذكية

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
يعتمد كثيرون على الهواتف الذكية لأغراض متنوّعة من تصفح الإنترنت إلى الألعاب والموسيقى والقراءة، لكنها تصبح خياراً ثانياً ومستبعداً في بعض الأحيان في ما يتعلق بالتسوّق عبر الإنترنت، ويكتفي البعض باستخدامها في تصفح مواقع التسوّق، وكمحفظة مالية رقمية لدفع المال في المتاجر، ويجدون صعوبة في إضافة أرقام البطاقات الائتمانية والفواتير وتفاصيل العناوين على شاشات الهواتف الذكية.
وأظهرت دراسة سابقة تخلي 90% من المتسوّقين عن سلات أو عربات التسوّق عند الشراء عبر الهواتف الذكية، مقارنةً بنسبة تبلغ نحو 68% عند التسوّق عبر الحواسيب المكتبية والمحمولة.
وحسب مركز أبحاث التجزئة، بلغت المبيعات عبر الإنترنت في الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا إجمالاً 582 مليار دولار، جرى 10% منها عبر الهواتف الذكية في الولايات المتحدة، بينما بلغت نسبتها في أوروبا 7%.
ويقرّ المؤسس المشارك في «سكيني ديب» Skinny Dip للحقائب والإكسسوارات، جيمس جولد، بحقيقة وضع التسوّق عبر الهواتف الذكية، قائلاً: «يأتي نحو 15% من زوارنا عبر (المحمول)، لكن معدل تحول الزوار إلى مشترين أقل كثيراً مقارنةً بالحواسيب المكتبية واللوحية، نُدرك أن علينا جعل (المحمول) تجربة أفضل كثيراً».
ويرى مؤسس «بوا تكنولوجيز» Powa Technologies، دان فاغنر، أن شركته وفرت منصّة تجعل التسوّق من خلال الهواتف الذكية أسهل كثيراً، وقال: «أنشأنا نوعاً جديداً من منصّات التجارة الإلكترونية يسمح لك بالتلويح بهاتفك مقابل منتج أو صورة، ولمس شاشة هاتفك، والشراء دون الحاجة إلى استكمال كثير من النماذج».
ووصف فاغنر تأثير «بوا تكنولوجيز» بأنه تغيير للتجارة والإعلان. ويعتمد نظامها «بوا تاغ» PowaTag على شارات أو بطاقات رقمية على غرار «رمز الاستجابة السريعة» أو «كيو آر»، ويمكن إضافتها إلى رسائل البريد الإلكتروني ومواقع الإنترنت والملصقات والصور، وحتى الصوت في الإعلانات التلفزيونية.
ويتطلب الاستخدام تنزيل المستهلكين للتطبيق المخصص، وإنشاء حساب وإضافة بيانات بطاقات الدفع الخاصة بهم، وبعدها يمكنهم شراء المنتجات التي تحمل رمز «بوا تاغ» من خلال مسح الرمز بواسطة الهاتف، ولمس زر «الشراء الآن».
وذكر فاغنر أن 1200 من العلامات التجارية ومتاجر التجزئة، اشتركت في منصة «بوا تكنولوجيز»، ومنها «لوريال» في الولايات المتحدة و«كارفور».
كما أتاحت الشركة ميزة التعرف إلى الصور، بما يسمح للمستخدمين بالتقاط صورة إعلان وشراء المنتجات المعروضة فيه، كما تسعى إلى توفير خاصية تمييز محتويات مقاطع الفيديو، لتُتيح شراء المنتجات التي تظهر ضمن إعلانات الفيديو ومدونات الفيديو على الإنترنت. ومع ذلك، تظل «بوا تكنولوجيز» بحاجة إلى ضم مزيد من متاجر التجزئة، ودون ذلك تُواجه خطر البقاء منتجاً متخصصاً.
وبينما تُوفر «أمازون» طريقة للشراء بنقرة واحدة من موقعها، إلا أنها لا تُفيد المتسوّقين الراغبين في التنوّع والشراء من متاجر مختلفة، إذ سيُواجهون مجدداً عملية الشراء المعقدة والبطيئة، والحاجة إلى التسجيل، وإضافة تفاصيل العنوان وبطاقة الدفع.
ويسعى تطبيق «زِن شوبينغ» Zen Shopping لحل ذلك، من خلال إتاحة إمكانية الشراء بلمسة واحدة عبر الهواتف الذكية من أكثر من 100 ألف متجر، ويزعم توفير المخزون الأكبر من السلع في العالم.
ويتيح التطبيق مقارنة أسعار المنتجات، كما يطلع المستخدمين حال توافر منتج اشتروه حديثاً بسعر أقل في مكان آخر، وإمكانية استعادة المال.
لكن يعيب «زِن شوبينغ» توافره في الولايات المتحدة فقط ولمستخدمي هواتف «آي فون» من شركة «أبل». وقالت «زِن شوبينغ» إنها تسعى إلى إتاحة نسخة دولية، وكذلك تقديم إصدار للهواتف العاملة بنظام تشغيل «أندرويد».
وفي ما يتعلق بسبل الدفع، فعلى الرغم من نجاح «باي بال» في تبسيط عملية الدفع، قإنها لا تُقبل من جميع تجار التجزئة، ويصدق الأمر نفسه على المحافظ الرقمية مثل «أبل باي» و«غوغل والت». ويشير ذلك إلى الحاجة إلى محفظة رقمية يُقبل العمل بها في كل مكان.
وتعتقد شركة «داشلين» Dashlane، التي تتوزع مكاتبها بين نيويورك وباريس، أنها تُوفر ذلك من خلال تطبيق مُشفر يحمل الاسم نفسه. ويُدير التطبيق جميع كلمات المرور الخاصة بالمستخدم، وأرقام بطاقات الائتمان والخصم، وأرقام الهواتف، والفواتير، وعناوين توصيل البضائع.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، إيمانويل شاليت، إن «ثلاثة أرباع المستخدمين، البالغ عددهم أربعة ملايين شخص حول العالم، يرون في (داشلين) وسيلة أكثر راحة للدفع عند الشراء من الإنترنت».
ومن ناحية تجار التجزئة تعفيهم «داشلين» من الحاجة إلى استخدام تكنولوجيا للبيع، وتجري مختلف عمليات التشفير في التطبيق أو إضافة لمتصفح الـ«ويب». وفي الوقت نفسه تُعالج الخدمة التخوف المُبرر للمستهلكين من تعرض بيانات بطاقاتهم الائتمانية للسرقة والاختراق، ويتم الاحتفاظ بالبيانات مُشفرة في التطبيق أو إضافة المتصفح، وليس خوادم متاجر التجزئة، الأمر الذي يُوفر طبقة إضافية من الأمن.
وقال شاليت: «تُشفَر جميع بياناتك بواسطة مفاتيح رقمية لا نراها أو نلمسها أبداً». وأضاف أنه «في حال نسيان المستخدم لكلمة المرور الرئيسة، تصير البيانات عديمة القيمة، ولا يُمكن للشركة الوصول إليها، ما يسهِم في إقناع المستخدمين بأمن بياناتهم. وحتى الآن يسرت (داشلين) معاملات بقيمة أربعة مليارات دولار، حسب شاليت. ويتميز التطبيق بملائمته مع جميع طرق الدفع ومواقع متاجر التجزئة».
ويرى أندي ملكاهي، من مجموعة الإعلام التفاعلي لقطاع التجزئة IMRG، أن «التسوّق عبر الهواتف الذكية في سبيله للتصاعد على الرغم من الصعوبات».
وخلال يوم «الجمعة السوداء» في نوفمبر الماضي، أنفق المتسوّقون في المملكة المتحدة 3.3 مليارات جنيه إسترليني في التسوّق عبر الإنترنت، وجاء نحو 772 مليون جنيه إسترليني منها من خلال الهواتف الذكية، مقابل مليار جنيه إسترليني عبر الحواسيب اللوحية.
وقال ملكاهي إن «نمو المبيعات عبر الهواتف الذكية كان السمة المميزة للعام الماضي»، وفي ما يتعلق بسبب الزيادة قال: «من المرجح أن هذه الزيادة تعود إلى طبيعة فترة الخصومات، فيتلقى الأشخاص العروض عبر البريد الإلكتروني على الهواتف، ويتجهون إلى المواقع مباشرة كي لا تفوتهم العروض».
وفي الواقع لاتزال متاجر التجزئة تُحاول تحقيق بعض التقدم في ما يخص التسوّق عبر الهواتف الذكية، ومن العلامات المُشجعة تلقي العروض الخاصة عبر الهواتف الذكية قبولًا أكبر لدى المستهلكين، ولذلك ففي حال تيسير مرحلة الشراء عبر الهواتف، من المُرجح ارتفاع المبيعات كثيراً.
المصدر: الامارات اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى