تكنولوجيا

وظائف التكنولوجيا: هل أنت بحاجة لشهادة جامعية؟

شارك هذا الموضوع:

في عام 2013، كان معدل راتب الموظف في مجال صناعات التكنولوجيا هو 196 ألف دولار أمريكي، حسب الأرقام التي جُمعت من مكتب إحصائيات العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن المتوقع أن يرتفع هذا المعدل في هذه السنة.
واصلت رواتب القطاع التكنولوجي في وادي السيليكون ازديادها لسنوات، متجاوزة معدل التضخم، لتجتذب المواهب من مختلف بقاع العالم. ويمكن ملاحظة تزايد الرواتب في كثير من مراكز صناعة التكنولوجيا في أنحاء مختلفة من العالم.
أعلنت مؤخراً شركة تطوير برامج الألعاب على الهواتف النقالة ويبي دوت كوم (weeby.com) أنها مستعدة أن تدفع راتبا سنوياً لمهندسي التطبيقات الجديدة يقرب من ربع مليون دولار أمريكي، إضافة إلى تملك أسهم في الشركة.
في نفس الوقت، تظل بعض الوظائف شاغرة، سواء في وادي السيليكون في الولايات المتحدة، أو في مراكز أخرى مثل برلين. وغالباً ما يتنافس أرباب العمل على ملء هذه الوظائف بما يتوافر أمامهم من أفضل المواهب التكنولوجية.
مع كل هذه المعلومات مجتمعة، لا عجب أن يتساءل طلاب الجامعات في أرجاء المعمورة عما إذا كانت الدراسة لأربع سنوات جامعية هي أفضل السبل للحصول على قطعة من تلك الكعكة. وهل من الأفضل ترك الدراسة الجامعية والتسجيل في إحدى الدورات التكنولوجية للوصول بسرعة إلى مهنة مربحة؟
استطلع موقع (بي بي سي كابيتال) رأي عدد من الخبراء حول أهمية الشهادة الجامعية في عالم يقوده التقدم التكنولوجي بشكل متزايد، ويركز فيه الناس على الرواتب– سواء كنت تبحث عن عمل في وادي السيليكون في أمريكا، أو لندن، أو برلين، أو في أي مكان آخر في ذلك القطاع الصناعي. وفيما يلي مقتطفات من آراء بعض الخبراء.
سكوت بورسيل – مدير قسم في توظيف التقنيين بشركة (جوب-سبرينغ بارتنرز) بوادي السيليكون:
تبحث الشركات عن مهندسين متحمسين وذوي أسس قوية جداً ممن يريدون مستقبلاً في عالم البرمجة. فإذا كان الشخص يبحث فقط عن راتب جيد ولم تكن لديه رغبة أو حماس قوي في البرمجة، فإني أوصي بشدة أن يحصلوا على شهادة جامعية.
وإذا كنت من الحاصلين على مستوى جيد في التقدير العام من جامعة مرموقة، فإنك ستجد أبواباً كثيرة مفتوحة لمقابلات التوظيف. أما إذا كنت من الدارسين في جامعات أقل شهرة أو كليات حكومية، فإن الشهادة لن تكون بتلك الأهمية. وعندها، سيهتم أرباب العمل بأمور مثل فترات التدريب والمشاريع الجانبية والتقدير الدراسي العام في الجامعة. وستكون، في تلك اللحظة واحدا من كثيرين يسعون للحصول على فرص عمل وسيتوجب عليك أن تتميز عن الآخرين بوسيلة ما.
تصور بأن النخبة من العاملين في هذا القطاع الصناعي هم أناس متحمسون في التكنولوجيا والبرمجة، فإن لم تكن مثلهم، سيكون صعباً عليك منافستهم. وإن كنت من المتحمسين، فلا تتوقف عند الشهادة الجامعية. قم بإنجاز مشاريعك الجانبية، واشترك في إحدى خدمات الانترنت التي تعرض فيها مهاراتك، وشارك في دورات التدريب العملي، واحضر اللقاءات غير الرسمية أو تجمعات تبادل الخبرات.
إذا ما قمت بهذه الأمور، فذلك يعني أنك ستتميّز عن الجموع التي تنظر إلى مجال الهندسة على أنه يوفر مهنة آمنة، والتي تبذل أقل جهد ممكن لتحصل على وظيفة متوسطة براتب لائق.
ناتالي مرّي – مسؤولة توظيف التقنيين بشركة ديمونوير المساهمة في فانكوفر، كندا
هناك إجماع في الرأي بين أقراني بأن شهادة أساسية في علوم الكمبيوتر هي قيّمة جداً. ومع ذلك، فإن عدداً من كبار المهندسين الذين أكنُّ لهم احتراماً جماً يرون أنها ليست بالضرورة مؤشراً للنجاح.
وكما ذكر لي أحدهم: “لا يضمن أي من المسارين تحقيق آفاقك المستقبلية، فأنت تكسب قدراتك التالية في كل يوم من أيامك المهنية في الوظيفة.”
كنت قد عيّنت من قبل مطوّري برامج تعلموا ذاتياً، وكانوا بارعين بالفعل. ومع ذلك، يؤكد معظم مديري التطوير والتنمية بشدة على وجود رغبة جامحة لنيل شهادة جامعية.
قمت باستطلاع رأي عدد من كبار المهندسين، وشمل ذلك بعض الأسباب التي أشاروا إليها والتي تصب في صالح التعليم الجامعي: إن شهادة جيدة في الهندسة هي معيار جيد للنجاح؛ فسرعان ما تتغير اللغات والأدوات المحددة التي تستعملها يومياً كمبرمج، لكن المباديء الأساسية ليست كذلك. يمكن للأسس الجيدة أن تُعدك لمهنة تدوم لعقود.
ويجادل البعض بأن الجامعة وشهاداتها هي أقل أهمية من سلوكيات التعامل، فالأكثر تعبيراً عنك، هي روح المبادرة التي لديك، والأعمال والإنجازات التي تحققها، ومساهماتك في أنظمة “المصدر المفتوح”، إضافة إلى سلوكك وولعك (وما قمت به عند توفر الفرص التي أتيحت لك).
من وجهة نظر مسؤول في مجال التوظيف، هناك أمر آخر يصب في صالح الحصول على شهادة جامعية، وهو القدرة على التحرك عالميا، فأكثر مواصفات الحصول على تأشيرة دخول، لكي يتم قبولك في كندا وأوروبا على حد سواء، تتطلب منك الحصول على شهادة تعليمية واحدة على الأقل.
نيل ماثامز – كبير مسؤولي التوظيف في شركة تالنت انترناشنال، بيرث، استراليا
إذا كان الطالب جاداً في جهوده للحصول على وظيفة في مجال تقنية المعلومات، فإن الحصول على شهادة في علم الكمبيوتر هو أفضل من ترك الدراسة الجامعية لصالح دورة في برمجة التقنيات.
في هذه الأيام، يعد الحصول على تدريب في شركة غوغل، أو فيسبوك، أو آبل، موازيا للحصول على وظيفة مبتدئة في شركة غولدمان ساكس قبل 10 سنوات مضت.
يقدم 50 ألف شخص أسبوعياً سيرهم الذاتية إلى شركة غوغل من كافة أنحاء العالم، بينما تقوم الشركة بتوظيف ما يقل عن 0.2 في المئة منهم فقط. لذا، فإن الحد الأدنى المطلوب هو شهادة معتبرة من جامعة رائدة.
بالطبع هناك أمثلة لوجود مبرمجي تطبيقات ممن اشتهروا بشكل مذهل دون شهادة جامعية. قابلت العديد منهم، ولكن لكل قاعدة شواذ. سأفاجأ إذا ما وجدت أن نسبة المبرمجين غير الحاصلين على شهادات في أي شركة كبرى في وادي السيليكون أو لندن ستفوق نسبة 10 في المئة.
راجيش سيتّي – مؤلف وصاحب عدة شركات في وادي السيليكون – الولايات المتحدة
الخيار المؤقت بدراستك لدورة في مجال التكنولوجيا بدلاً من الدراسة الجامعية هو خيار محبب لأجل قصيرٍ فقط.
ليست هناك، حتى اليوم، خيارات جيدة يمكن أن تقدم لك ما تقدمه الدراسة عبر جامعة معتبرة. فالدراسة في جامعة معتبرة تشمل أموراً مختلفة مثل السمعة القوية لتلك الجامعة، وجمهور الخريجين الضخم، ومهارات التعامل مع الآخرين، والصداقات التي يمكن أن تدوم مدى الحياة، و التنوع الفكري.
النصيحة هي أن تدرس في الجامعة ثم تبذل جهداً إضافياً للدخول في دورات مجانية أخرى، مثل الدورات المكثفة المصغرة على الانترنت، كتلك التي توفرها مواقع مثل كورسيرا (Coursera) و أوداسيتي (Udacity) لإثراء معلوماتك.
جيرمي ديل-غايديساي- المدير التنفيذي للفرع الأوروبي لشركة فون-تشرتشز لتوظيف مهندسي تطبيقات التسلية الرقمية، فرع برلين
يبدو أن لاسم الجامعة، في أوروبا، أثر بسيط على اتخاذ قرار أرباب العمل بتوظيف مهندس ما. وهذا أقل بكثير مما يحدث في قطاعي البنوك والمحاماة. ففوق كل شيء، يبحث أصحاب العمل في أوروبا عن الخبرة التجارية، لأن لأغلبهم مشاكل آنية يجب حلّها، وعادة يكون ذلك من خلال تمويل محدود جداً.
إن توظيف مهندسين عديمي أو قليلي الخبرة في هذا الحقل له مخاطره. لذلك يعمد الكثيرون من مطوّري التطبيقات، وخاصة في ألمانيا على سبيل المثال، إلى توظيف متدربين برواتب قليلة ليفسحوا لهم المجال أمام التقدم والتطور في عملهم.
يبدو هذا جنونياً عندما نعلم أن قرابة 20 ألف وظيفة مطوّر تطبيقات ستبقى شاغرة هذا العام في ألمانيا. إن أغلب الشركات قد توجهت إلى السوق العالمية لتضع الحلول لهذه المشكلة.
وكما أن الخبرة التجارية مهمة جداً بالنسبة لأوروبا، فإن إنهاء الدراسات العليا مهمة أيضاً. ومن المهم أن تكون حاصلاً على شهادة دكتوراة أو ماجستير في علوم الكمبيوتر أو ما يتعلق بذلك المجال.
إذا ما ترك طالب دراسته الجامعية، فذلك يدل على أنه من المرجح أن يعيد نفس الأمر في بيئته الوظيفية. إن ذلك يرسل إشارات خاطئة، وخاصة للشركات حديثة النشأة التي تريد أن يبقى موظفوها لأطول فترة ممكنة. فهذا يفيد أيضا في القضاء على عدم التجانس بين فرق العمل، وتفادي هجرة العقول الجيدة من الشركة.
إذا ما ترك طالب جامعي دراسته، فإنه قد يخسر معرفة نظرية محددة مطلوبة على مستوى تجاري، وهي قيمة الانضباط. كما أنه يقلل من فرص حصوله على عمل في الخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى