مقالات

الناس تستجيب وتتأثر بالأفعال

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – كمال الحمود*

يحب الناس ان يروا أمامهم محتوى قيّم حتى يتبعوك ويهتموا لأمرك، وهذا المحتوى قد يكون على شكل أفعال ولا يقتصر على الحديث والكلام.

وحتى يكون لك أثر فعّال من المفترض ان يصدر عنك وتمتلك فلاً يعكس شخصيتك، مهما كان الدور الذي تلعبه في المجتمع.

واعتقد بان هنالك علاقة طردية بين هذا الفعل والتأثير على الناس، فكلما كان هذا الدور متقنا كلما كان التأثير أكبر وأعمق وأكثر عمومية على الناس، وكلما كانت استجابتهم أكبر، كما هو الفيلم السينيمائي، فكلما كان دور البطل متقنا ومحبوكا بحرفية، كلما كانت رسالة الفيلم اكثر تاثيرا ووصولية للناس.

ولذلك يجب عليك ان تلعب دور البطل في حياتك وأترك أثرا اينما حللت، في عملك ولقاءك وتعاملك مع الناس، يمكن ان يكون هذا الأثر نتيجة نصيحة أسديتها لصديق، أو معلومة مررتها لزميل، او تطوعّك في عمل مجتمعي، لتحدث اثرا ايجابيا على محيطك،…..، يمكن ان يكون هذا الاثر عمل مفيد ايجابي تقوم به التقطته عين أحدهم من بعيد ليعلق بذهنه ويؤثر به الى الابد.

 من الجميل ان يكون الانسان مميزا بافعاله، والناس تتذكره، وتتذكر مناقبه وأفعاله.

وأنا دائم السؤال لنفسي، عندما أرحل عن هذه الدنيا، هل ساترك أثرا ايجابيا ؟، هل سيتذكرني الناس بالخير؟ ، ….، أسأل نفسي : هل سيذكرني الناس بعد 10 سنوات او مئة سنة؟ … ذلك يعتمد اصدقائي على اهمية وايجابية ما تفعله اليوم بالتأكيد،

حياتنا ورقة بيضاء، وعلينا ان نملأها بافعالنا وعملنا المستمر، فلماذا لا نملاها بافعال يستجيب لها الناس وتؤثر فيهم حتى بعد رحيلنا عن هذه الحياة؟

“” روزا باركز” وهي أمريكيّة من البشرة السمراء كانت تركب يوما في عام 1955 حافلة للوصول الى عملها مثل كل يوم، في ذلك الوقت كان هناك الكثير من العنصرية التي عانى منها طويلا اصحاب البشرة السمراء، وكان متعارفا عليه ان الاولوية في الجلوس هي لاصحاب البشرة البيضاء، فلا  بباص عشان تروّح من شغلها, وزيّ ما هوه معتاد بهداك الوقت انه صاحب البشرة السمروز ان يحمل مشهد الحافلة ابيضا يركب الحافلة واقفا وهنك اسمر يجلس على كرسي.

كانت “روزا” تجلس على مقعدها في الحافلة ووقف أمامها رجلاً ابيضا كان ينتظر ان تعطيه مقعدها ويجلس مكانها، ….. ” روزا ” رفضت ترك مقعدها والوقوف، كل الناس استغربت, حتى أصحاب البشرة السمراء استهجنوا فعلتها, عشان هذا الفعل السود استجابوا الها وثاروا وأصرّوا على مقاطعة قطاع المواصلات, روز بفعلتها هاي التغى القانون العنصري اللي كان ضد أصحاب البشرة السمراء.

نيلسون مانديلا ، ناضل طويلا ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا،ومكث في السجن  27 عاما، أشعل بشخصيته وتأثيره على الناس حرب أهليه وضغوطات كانت تطالب بالافراج عنه وإخراجه من السجن، ثار الناس لأجله لأنه حارب العنصريّة والأنظمة المستبدة…

قاتل مانديلا، وكافح، وخرج من السجن،  وتمكن من خوض أول انتخابات متعددة الأعراق وكان أول رئيس أسود بيحكم البلاد.

مانديلا الذي شارك في جنازته الآلاف يتوسطهم حكّام وزعماء العالم، صار أسطورة وإيقونة لرفض العنصريّة والمطالبة بحقوق الناس…… مانديلا صاحب رسالة وفكر أثر في حياة الناس وسيظل في ذاكرة الناس طويلا

” تيري فوكس” هو انسان عادي،  اصيب يوما بحادث سير تعرض على اثره لخدوش في قدميه،  لكنه بعد فترة شعر بالام جديدة، وعلم انه مصابا بالسرطان، وكان الحل والعلاج له وقتها هو بتر قدمه، وبترت، واعتمد بعد على قدم صناعية.

مشكلة ” تيري” ومعاناته المرض العضال، جعلته يفكر طويلا ويسأل : هل هو منطقي ان كل من يصاب بحالته سيتعرض لبتر قدمه،اليس هناك من علاج؟ ولماذا لايكون هناك ابحاث جداة للوصول الى علاج؟

يوما ما قرّر ” تيري”  ان يحارب يحارب هذا المرض عن طريق جمع التبرعات حتى يكون هناك أبحاث تتوصل للعلاج للناس حول العالم، قرر انه يخرج  للركض على قدميه ويجمع التبرعات، استمر في الركض 143 يوم وقطع فيهم 5373 كيلو

بعد هذا الجهد أصابه مرض شديد ووصل السرطان لرئتيه،  وقتها كان قد تمكن من جمع 1.7 مليون دولار،  لم يستطع إكمال مبادرته ورجع  الى كندا مرة تانية ولكن ضلّت التبرعات مستمرة في التدفق الى بيت “تيري”  تعاطفا معه حتى وصلت لـ 10.5 مليون دولار كندي،  قام ” تيري” بجمعها وارسالها  الى الجمعيات المختصة حتى يتمكنوا من بناء مركز لأبحاث السرطان، ليحمل المركز اسم “تيري” والمدهش انه التبرعات ما توقفت حتى وصلت 23 مليون دولار

في العام 1981 رحل ” تيري فوكس” ، وأذاعوا جنازته على الهواء مباشرة كنوع من التكريم له وتخليدا لذكراه ، وصنعوا له تمثالا برونزيا حتى يظل ماثلا بفعله امام الجميع…!!!

هذه مجرد أمثلة بسيطة لأشخاص استجاب الناس لأفعالهم، وساروا وراءهم، آمنوا بأفكارهم وضلّت ذكرى أفعالهم ماثلة حتى يومنا هذا، يجب علينا الاستعداد لهذه اللحظة من اليوم ، علي ان أعمل الشيء الذي سيترك اثرا في محيطي وعالمي، لا اريد ان اكون مجرد رقما في الاحصاءات، ….

لماذا لا نضع اهدافا إعتبارا من اليوم ، اهدافا أمامنا نسير لتحقيقها، وهذا ليس بالامر الصعب، يجب علي التميز في مجال عملي، او اي مجال كان، ويجب ان اترك اثرا يراه الناس وقد يقلدوه بنفس الايجابية التي صنعتها، وقد ياتي احد يبني ويطور على ما فعلت……

أربع نقاط ضروريّة يجب ان يلتفت اليها كل من يسعى لاحداث وصنع التغيير: يجب عليه في البداية ان يمتلك علما ومعرفة في مجال ما، ان يكون لديه المعرفة بعلم معين، او تشريعات معينة، او اية معلومات مرتبطة بمحور معين من محاور حياتنا…..

بعدها يجب ان لديك توجّه، تعلم جيدا الى اين أنت ذاهب، تحدّد هدفك والى اين تريد الوصول…….

 وثالث نقطة تتمثّل في السلوك الذي يجب ان يعكس شخصيّتنا من الداخل, فالعلم والمعرفة التي تحدثنا عنها في اول نقطتين يجب ان يتمثلان في سلوك حتى تراه الناس وتشعر به وتحسّه ……ا

وأخيرا يأتي التغيير الإجتماعي، و هدفنا الأساسي هو التغيير، تغيير في المحيط، العائلة، الجيران، الوطن، وحتى العالم كله….!!!

* كمال الحمود
الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس في شركة ” استر” الريادية
التي تعمل على تحويل اسطح المنازل الى مساحات خضراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى