أجهزة ذكية

الهواتف الذكية.. نوافذ مفتوحة على الحياة الشخصية والمهنية

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
تجمع الهواتف الذكية عن مستخدميها قدراً ضخماً من البيانات، ما يجعلها مستودعات رقمية للحياة اليومية للمستخدم. وتشمل هذه البيانات الأماكن التي يتردد عليها، وتاريخ تصفح الإنترنت والتسوق والعلاقات الشخصية، وبيانات صحية ومالية، فضلاً عن تفضيلات الترفيه والرياضة والميول السياسية وأسرار العمل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «كولسبان» Koolspan لأمن الاتصالات، إيلاد يوران: «يُمكنك استخراج ما يكفي من المعلومات من هاتف الشخص العادي، بما يُمكنك من بناء نسخة افتراضية من ذلك الشخص.. إنها نوافذ ليس فقط على حياتنا الشخصية، لكن بالقدر نفسه نوافذ على حياتنا المهنية».

منجم ثمين

وأصبحت الهواتف الذكية بمثابة منجم ثمين للبيانات الشخصية، ويدل على ذلك المعركة الجارية بين شركة «أبل» الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي الذي نال إذناً من محكمة أميركية تطلب مساعدة «أبل» على فتح قفل هاتف «آي فون» استخدمه سيد رضوان فاروق، أحد المُشاركين في حادث إطلاق النار في مدينة «سان برناردينو» بولاية كاليفورنيا الأميركية في ديسمبر 2015، ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً.
وحظيت القضية ولاتزال بالكثير من الاهتمام، فيما تقاوم «أبل» وأنصارها من المدافعين عن الخصوصية وعدد من شركات التكنولوجيا، ما تصفه بتجاوز الحكومة، ولغاية الدفاع عن خصوصية المستخدمين، وأمن بياناتهم. وحذرت الشركة من أن أي خطوات لتجاوز التشفير قد تقدم مساعدة قيّمة للقراصنة، وتتجاوز عواقبها هذه القضية.
وأخيراً، صرح الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، تيم كوك، أن «من المُحتمل أن يحتوي الهاتف معلومات عنك تفوق ما يوجد في منزلك».
وأضاف: «تحمل هواتفنا الذكية محادثاتنا الخاصة، وبياناتنا المالية، وسجلاتنا الصحية، وتحمل أيضاً المواقع الجغرافية لأطفالنا في كثير من الحالات».
ومن بين سكان العالم البالغ عددهم 7.3 مليارات نسمة، يستخدم الهواتف الذكية نحو 3.4 مليارات شخص، ويُتوقع ارتفاع هذا العدد إلى 6.4 مليارات شخص بحلول عام 2021، بحسب شركة «إريكسون» للاتصالات. وفضلاً عن تزايد انتشار الهواتف الذكية، فإنها تتمتع بمواصفات قوية، وتُعالج المعلومات بسرعات تجاوز أجهزة الكمبيوتر التي استخدمتها وكالة «ناسا» الأميركية لأبحاث الفضاء، من أجل إرسال رواد الفضاء إلى سطح القمر.
وتسمح هذه الإمكانات للهواتف الذكية بإنجاز مجموعة مُذهلة من الوظائف، وجمع كنوز من البيانات.
وتضم الهواتف سجلات للمكالمات الهاتفية الصادرة والواردة، والرسائل النصية، والصور، وجهات الاتصال، وتاريخ تصفح الإنترنت، والملاحظات، وتُتيح الوصول إلى حسابات البريد الإلكتروني والمؤسسات المصرفية ومواقع مثل «أمازون» و«فيس بوك» و«تويتر» و«نيتفلكس»، بحسب ما قال يوران.

ميول ومواقع

وفضلاً عن ذلك، يختار العديد من الأشخاص ضبط هواتفهم الذكية لتحتفظ بكلمات مرور التطبيقات التي يستخدمونها باستمرار، بما يُمكنهم من فتح التطبيقات سريعاً دون الحاجة إلى إدخال كلمات المرور في كل مرة، لكن ذلك يعني إتاحتها لأي شخص يُمكنه الوصول إلى الهاتف، وتكشف التطبيقات جانباً غير قليل من الميول في الأفلام والتسوق والعادات والعلاقات.
وتحمل بعض الهواتف الذكية الجديدة تطبيقات صحية تعد مثلاً الخطوات التي يقطعها المستخدم، كما تتوافر تطبيقات أخرى تُحدد الموقع الجغرافي للشخص بواسطة إحداثيات النظام العالمي لتحديد المواقع الجغرافية، ويُسلط ذلك الضوء على الميول السياسية، وتفضيلات الطعام.
وتُشكل برامج المساعدة على التنقل والملاحة سجلاً للأماكن التي زارها الشخص، وفي حال استخدام تطبيقات للعثور على الأصدقاء في الأماكن القريبة، فإنها ترصد الأماكن التي يتردد عليها الأصدقاء وأفراد العائلة.

طرف ثالث

وإضافة إلى البيانات التي تجمعها التطبيقات، وما تكشف عنه من تفضيلات المستخدم، فإن الهواتف الذكية تجمع بهدوء بيانات عن المستخدمين وتُشاركها مع أطراف أخرى، بحسب ما قال أندرو بليتش، المُحلل الأمني في شركة «بلوبوكس سيكيوريتي» Bluebox Security التي تُساعد على تأمين التطبيقات.
وضرب مثلاً بتواصل الهاتف مع الشركة المُوفرة لخدمة الاتصالات اللاسلكية والشركة المُصنعة من أجل الحصول على تحديث للبرمجيات، كما تُرسل التطبيقات معلومات عن أسلوب الاستخدام إلى مُطوريها.
وقال بليتش إن التطبيقات عموماً تُسجل الكثير من البيانات، منها أسماء الاستخدام وكلمات المرور، وقد تتضمن أيضاً أرقام البطاقات الائتمانية. وأضاف: «إذا تمكن أحد المُهاجمين من الوصول إلى هاتفك، والوصول إلى هذه البيانات، فيُمكنه انتحال شخصيتك، إذ تُخزن الكثير من هذه المعلومات دون تشفير على الجهاز».
وتُرسل تطبيقات أخرى بيانات عن تفضيلات المستخدم إلى المعلنين. ولا يُدرك معظم المستخدمين نطاق تواصل هواتفهم مع العالم الخارجي، نظراً لأن حساباتهم تظل مفتوحة تلقائياً، كما قال نائب الرئيس لأبحاث الأمن في شركة «لوك آوت» Lookout لأمن المحمول مايك موراي.
كما قد تكشف الهواتف الذكية أسرار الشركات والأعمال. وقال موراي إن العديد من الشركات التي تندرج ضمن قائمة «فورتشن 500» لأكبر الشركات الأميركية من ناحية العائدات، تمتلك تطبيقات للهواتف المحمولة تسمح لموظفيها بالاتصال بالشبكات من خلال شبكة خاصة افتراضية.

فوائد للشرطة

وقد تجد الشرطة والمؤسسات المسؤولة عن تنفيذ القانون فوائد جمة في البيانات التي تحتفظ بها الهواتف الذكية.
وفي فبراير الماضي قال رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، جيمس كومي، أمام لجنة تشريعية أميركية، إن هاتف «آي فون» الذي استخدمه فاروق قد يُساعد على كشف غموض مكان وجوده وزوجته خلال 18 دقيقة تلت الحادث مُباشرةً.
وعلى الرغم من البحث في تسجيلات الكاميرات الأمنية وإجراء مُقابلات مع شهود عيان، لم تتمكن التحقيقات من التوصل إلى مكان الزوجين قبل أن ترصدهما الشرطة في سيارة مُستأجرة، وتقتلهما لاحقاً خلال مطاردة.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أكسيليون» Accellion للأمن الإلكتروني، يورجن إدهوم، إن القدرة على التتبع وانتحال الشخصية والتلاعب بشخص من خلال هاتف ذكي، تُؤكد الحاجة إلى توخي الحذر بشأن الأمن، والتيقظ حيال تجاوزات الحكومة.
ووصف الهاتف الذكي بأنه بمثابة «سايبورج» Cyborg الذي يُشير إلى الجمع بين المكونات العضوية والإلكترونية في كائن واحد. وتابع إدهوم: «إذا رغبت الحكومة في مفتاح لفك تشفيري، فسيكون هاتفي الذكي».
المصدر: الامارات اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى