تطبيقات ذكية

خريس : 25 بليون دولار إيرادات صناعة ألعاب الموبايل والأجهزة اللوحية

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم عبدالله المبيضين

عمّان – كما عودتنا التكنولوجيا بوسائلها وتقنياتها المختلفة – لا سيّما الإنترنت والهواتف الذكية – على ما تحدثه من أثر كبير في شتى مناحي الحياة، وكل القطاعات الإقتصادية التي تدخلها، فقد أسهمت الشبكة العنكبوتية والأجهزة الذكية أيضا في تطوير وتغيير شكل ومضمون عالم التسلية والترفيه الذي تتصدره اليوم صناعة الالعاب الإلكترونية.

لقد إختلف عالم التسلية بشكله ومضمونه كثيراً مقارنة بما كان عليه قبل 5 عقود من الزمن، فمع توسع القاعدة الجماهيرية لمستخدمي الإنترنت، والشغف والإهتمام المتزايد باستخدام الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ، مع توفير هذه الوسائل والشبكات العابا إلكترونية لا حدود لها ، تحولت صناعة الالعاب الالكترونية الى ظاهرة عالمية، وصناعة ضخمة يقدر حجمها اليوم بعشرات المليارات من الدولارات.

وإنتقلت الالعاب الإلكترونية من لعبة يمارسها شخص لوحده مع جهاز، الى العاب جماعية قد تجمع مستخدمين من اكثر من دولة دون اعتراف بحواجز جغرافية، كما منحت اجهزة الهواتف والحواسيب المتنقلة والاجهزة اللوحية صفة تنقل اللعبة مع المستخدم ليستعملها اينما تواجد، في وقت تظهر فيه الأرقام العالمية بان عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم بلغ العام الحالي 3 بلايين مستخدم، وزاد عدد إشتراكات الخلوي الى اكثر من 7 بلايين اشتراك.

و لم تعد تقتصر الالعاب الإلكترونية على شاشات العرض الكبيرة في صالات الالعاب الرقمية او بالاجهزة الموصولة باجهزة التلفاز والشاشات الكبيرة، لكنها تطورت كثيرا خلال العقد الماضي لتصل الى شاشات اجهزة الهواتف الذكية حيث تستطيع ان تحمّل من المتاجر الالكترونية العالمية المئات من احدث الالعاب واكثرها تطوراً.

كذلك ظهر توجّه حديث تعمّق خلال السنوات الخمس الماضي بإدماج الالعاب الرقمية في كافة مجالات الحياة لتصبح هذه الالعاب ادوات تعليم، او للافادة في المجالات الصحية، او لتعكس اوضاعاً سياسية واجتماعية وغيرها من مجالات الحياة.

وتنقسم صناعة الالعاب الرقمية اليوم بحسب الاجهزة والمنصات الى عدة اقسام : ” الموبايل جيمنغ”، ” اون لاين جيمنغ”، ” الفيديو جيمنغ”، و ” كونسول جيمنغ” وهي الالعاب التي توفرها اجهزة اخرى غير السابقة مثل ” الاكس بوكس” و ” بلاستيشن ” وغيرها.

وتتحدّث تقارير كثيرة ، ودراسات لمؤسسات بحثية عالمية عن أهمية وتطور هذه الصناعة، حيث يقول مقال منشور على الموقع الالكتروني للاتحاد الولي للاتصالات بان صناعة الالعاب الرقمية تطورت خلال العقود الماضية من ألعاب يمارسها شخص واحد إلى ألعاب يشارك فيها عدد كبير من اللاعبين ليشارك فيها ملايين اللاعبين، حيث اصبحت هذه الصناعة نشاطاً تجارياً ضخماً يحقق المليارت من الدولارات.

ويسترشد المقال بتقديرات سابقة لشركة Gartner البحثية تقول بان صناعة الالعاب الرقمية بجميع برمجياتها واجهزتها سوف ترتفع من 74 بليون دولار في 2011 إلى 112 بليون دولار أمريكي في 2015، في حين بلغ مجموع إيرادات السينما في العام 2010 مثلا 31,8 مليار دولار ، وهو ما يقل كثيرا عن الايرادات المتزايدة التي تحققها صناعة الالعاب الإلكترونية، ما يعني أن صناعة الالعاب الالكترونية بدأت تنافس بقوة صناعة السينما.

عن هذه الصناعة وتطوراتها وسيطرة الهواتف الذكية على أسواقها ، قال رئيس رابطة مصنعي الألعاب الإلكترونية الأردنية نور خريس اليوم الخميس : ” ان الدراسات العالمية المحايدة تؤكّد النمو المتزايد والتوسّع الذي تشهده صناعة الألعاب الإلكترونية ، وخصوصا عبر أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ( التابلت ) فيما أصبح يطلق عليه إصطلاحاً بصناعة ” ألعاب الموبايل”.

وأكّد خريس في حديث لـ ” هاشتاج عربي” بأن على الشباب من مطوّري الألعاب الالكترونية، والشركات الأردنية العاملة في هذا المجال التركيز على هذا المضمار من صناعة الألعاب الالكترونية، لأنه سيشكّل فرصة كبيرة لهم للنمو والنجاح، موضحا بأنّ أحدث الدراسات العالمية تقول بأنّ صناعة ” ألعاب الموبايل” العالمية ستسجّل العام الحالي إيرادات بحجم 25 بليون دولار.

وأضاف خريس – الذي يدير شركة ” ميس الورد ” المتخصصة في العاب الموبايل – بأن صناعة ” العاب الموبايل” مع تسجيلها هذا المستوى من الايرادات، تكون قد زادت بنسبة تصل الى 42% مقارنة بالايرادات المسجلة في العام السابق 2013، في وقت يتوقع فيه ان تستمر هذه الصناعة في النمو والتوسع لتسجّل قرابة 30.3 بليون دولار خلال العام المقبل.

ويّاتي حديث خريس، في وقت تستعد فيه العاصمة عمّان لإستقبال نحو 500 خبيرا ومتخصّصاً في مجال الألعاب الإلكترونية من الأردن والمنطقة والعالم، وذلك ضمن فعاليات القمة الرابعة لصناعة الألعاب الإلكترونية التي ينظّمها مختبر الألعاب الالكترونية بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية وبالتعاون مع رابطة صانعي الألعاب الالكترونية.

وستنعقد القمة – وهي الرابعة من نوعها صباح السبت المقبل- لمناقشة اخر ما توصلت إليه هذه الصناعة التي تطورت بشكل متسارع مع إنتشار الإنترنت والهواتف الذكية ، ، فيما سيشكّل هذا المنتدى المتخصّص فرصة لتعريف الشركات الأردنية والشباب الاردني المطور للالعاب الالكترونية على اخر ما توصلت اليه هذه الصناعة، وفرصها وتحدياتها، فضلا عن كونه مساحة للقاء وتشبيك الشركات الأردنية مع الخبراء والشركات العالمية.

و نقل بيان صحافي – صدر الاربعاء الماضي – عن صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية عن مديرة دائرة البرامج والمبادرات في الصندوق نور الحمود قولها بان مختبر الألعاب الالكترونية هو احدى مبادرات جلالة الملك عبدالله الثاني ، والتي تنفذ من قبل صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، جرى تصميمه خصيصا لتلبية إحتياجات المطورين والشركات في تصميم الألعاب الإلكترونية و برمجتها, حيث تم إنشاء مختبرين الأول في العاصمة عمان و الثاني في شمال المملكة في مدينة اربد, ليكونا بمثابة حاضنة أولية للأعضاء ومشاريعهم و لتنمية عقول الشباب الأردني المبدع وتوفير الفرصه لهم للعمل على تطوير أفكارهم و تنميتها لتصبح الى حيز الوجود.

وعن القمة الرابعة لصناعة الالعاب الالكترونية قالت الحمود ان الصندوق، وبالشراكة مع رابطة الالعاب الالكترونية ينظمان هذا العام الدورة الرابعة لهذه القمة والتي سيتخللها جلسات مناقشة مع كبار المختصين و الخبراء العالمين و المحليين في صناعة الالعاب الالكترونية.

واضافت الحمود ان القمة ستتيح المجال لأكثر من (400) مطور العاب من الاردن لمناقشة اخر ما توصلت إليه صناعة الالعاب العالمية مع كبار المختصين و الخبراء العالمين في هذا المجال.

واشارت الحمود ان ممثلين عن كبرى الشركات العالمية في هذا المجال مثل “google ” ، “Sony ” ، ” Epic games ” ، ” Tower Studios” وغيرها ستشارك في هذه القمة من خلال جلسات نقاشية مع المشاركين الذين يمثلون شرائح متعددة مثل طلبة المدارس والجامعات و الشركات و الافراد العاملين في مجال التكنولوجيا المعلومات و قطاع صناعة الالعاب.

وعلى صعيد متصل، قال خريس بأنّ هذه القمة – التي تنعقد بعد 10 ايام من انتهاء منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ” مينا 2014″ – اصبحت تمثّل منصة حقيقية ومساحة لجمع الخبراء في هذا المجال و لتبادل الأفكار والخبرات حول هذه الصناعة ما يسهم في جعل الأردن مركزا اقليميا في هذه الصناعة، مشيرا الى اهمية المؤتمرين في الترويج للاردن ولدعم وتزويد الشركات الاردنية بالخبرات واخر ما توصلت اليه التكنولوجيا في تقنية المعلومات بشكل عام، وصناعة الالعاب الالكترونية بشكل خاص.

وأكد خريس على اهمية القمة في تشبيك الشركات الاردنية مع الشركات العالمية، ما يسهم في تعزيز وتنمية قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية في المنطقة، والتأكيد على مكانة المملكة كمركز لتطوير هذه الصناعة في الشرق الأوسط.

وقال : ” إنّ الشباب الأردني من طلبة مدارس وطلبة جامعيين وخريجيين هم على مستوى عالي من المهارة والدراية بهذه الصناعة، وهم يتمتعون بالشغف لانشاء العاب ومنتجات يمكنها التفوق اذا ما لاقت دعما وارشادا يضعهم على الطريق الصحيح، حيث اصبحت هذه القمة واحدة من الوسائل الاساسية لخدمة هذه التوجّه”.

وكانت صناعة الألعاب الإلكترونية من خلال مختبر الألعاب الالكترونية بالتعاون مع رابطة مصنعي الالعاب الالكترونية الأردنية وعدد من الشركات العاملة في هذا المضمار، شاركت في فعاليات منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ” مينا 2014″ ، حيث جرى تنظيم جلسات تفاعلية توعوية حول صناعة الالعاب وتنظيم حفل تخريج الفوج الخامس لمسابقة تحدي تطبيقات الالعاب الرقمية وهي إحدى المبادرات التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني وينفذها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بالتعاون مع شركة ميس الورد ، حيث جاءت هذه المبادرة في إطار دعم جلالته للإبداع والريادة بين طلبة المدارس.

وهدفت المسابقة التي حملت عنوان الحضارات في الأردن الى تطوير مهارة الابتكار في حل المشكلات لدى الطلبة الأردنيين من الفئة العمرية من 15 الى 17 سنة وبناء قدراتهم في مجال تصميم وتطوير البرامج التطبيقية على الأجهزة الإلكترونية.

و استهدفت المسابقة العام الحالي 112 مدرسة من مختلف محافظات المملكة تأهلت منها 7 مدارس للمرحلة النهائية وعرضت برامجها أمام لجنة فنية من جهات متعددة ومتخصصة في مجال تطبيقات الألعاب الإلكترونية لمناقشتها وتقييمها، حيث فازت بمسابقة هذا العام مدرسة الأميرة بسمة الثانوية للبنات، من محافظة مادبا ، وحصلت على جائزة مقدارها 5000 دولار للطلبة المشاركين، بالإضافة الى جوائز عينية للطلبة المتأهلين.

وعن توقعاته لتطورات هذه الصناعة في السنوات المقبلة، قال خريس : ” لا زلنا في المراحل الأولى وننعلّم الكثير في هذه الصناعة مع وجود العديد من التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة العاملة في هذا المجال لا سيما على مستوى الاستثمار والتوسع في العمل، إلا أنّنا نمشي بخطى سريعة”.

وأضاف : ” نحن نرى مزايا عديدة يمتع بها الشباب الاردني ومطوري الألعاب الاكترونية من فئة طلبة المدارس كما شاهدنا في الافواج الخمسة من مسابقة تحدي التطبيقات الذي تتنافس فيه المدارس الحكومية والخاصة في تطوير العابا الكترونية تحاكي الواقع المحلي، ومن طلبة الجامعات ، وانا اتوقع ان تشهد هذه الصناعة تطورا ملحوظاً وسريعاً، بوجود مجموعة صغيرة من الشركات الناشئة في مجال الالعاب التي يترأسها خبراء في هذا المجال، مع وجود الدعم والتوجيه من قبل رابطة شركات صناعة الالعاب الاردنية”.

ورابطة شركات صناعة الألعاب الإلكترونية أنشأت قبل اربع سنوات لتضم الشركات الأردنية المتخصصة في صناعة الألعاب للخلوي والإنترنت، تعمل تحت مظلة جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج” وبدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وتهدف الرابطة الى بناء قاعدة قوية في هذه الصناعة على الصعيد الإقليمي والمحلي والدولي.

وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية – الذي انشأ في بداية العقد الماضي – يعمل كمنظمة غير حكومية، تسعى إلى تحقيق التنمية في مختلف محافظات المملكة ومناطقها، ولتسهم بدعم الجهود التنموية الاجتماعية والتعليمية، بإقامة مشروعات وطنية تنموية؛ تهدف إلى توزيع مكاسب التنمية المستدامة، عبر الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، بما يحسّن مستوى معيشة المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى