شبكات اجتماعية

دراسة:الشبكات الاجتماعية تؤدي للإكتئاب

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي 

حذّر باحثون من إدمان الشباب على الشبكات الاجتماعية، حيث يبدو أن خطورة الأمر تفوق التوقعات. فمع كل مرة يستخدم فيها الشباب تلك الشبكات، يزداد احتمال إصابتهم بالاكتئاب، بحسب دراسة جديدة صادرة عن كلية الطب بجامعة بيتسبرغ الأميركية.

ذكرت الدراسة أن الشبكات الاجتماعية تعزز ما أسمته بـ”إدمان الانترنت”، وهي حالة نفسية ذات علاقة وثيقة بالاكتئاب. ومن المتوقع أن تساعد نتائج الدراسة في توجيه العلاجات المختلفة لشفاء الاكتئاب، والذي من المتوقع أن يصبح أهم أسباب الإصابة بالعجز في الدول التي يحصل مواطنوها على دخل اقتصادي كبير بحلول العام 2030، حسب تقرير نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية.

يقول مدير مركز أبحاث جامعة بيتسبرغ للإعلام والتكنولوجيا والصحة برايان بريماك، “نظراً لأن الشبكات الاجتماعية أصبحت جزءاً أساسياً من التفاعل البشري، فمن المهم للغاية بالنسبة للأطباء الذين يتعاملون مع الشباب أن يقوموا بمساعدتهم في استخدام تلك الشبكات بصورة إيجابية ومتوازنة، وتوجيههم بعيداً عن استخدامها الخاطئ”.

تضيف ليو يي لين، وهي الكاتبة الرئيسية للدراسة الجديدة، “في الغالب يتجه من يعانون من الاكتئاب إلى الشبكات الاجتماعية في محاولة لسد تلك الفجوة التي لديهم”.

وترى لين أن تعرض هؤلاء للشبكات الاجتماعية يعزز من حالة الاكتئاب لديهم، والتي تزيد بدورها من استخدامهم لتلك الشبكات، وحذرت من تأثير رؤية حالة الآخرين ومشاعرهم المختلفة، والتي تؤجج حالة الحسد وتزيد من الاعتقاد بأن الآخرين يعيشون حياة أكثر سعادة ونجاحاً.

يضيف البحث الجديد أيضاً أن الانخراط في بعض الأنشطة عديمة المعنى على الشبكات الاجتماعية يؤدي إلى شعور الشخص بأنه يضيع الوقت، وهو ما يؤثر على حالته النفسية بشكل سلبي، كما أن قضاء الكثير من الوقت على شبكات التواصل يزيد من خطر التعرض للتسلط الالكتروني وغيرها من التفاعلات السلبية التي تقود في النهاية إلى الاكتئاب بحسب لين.

يُذكر أن البحث تم تمويله من قبل وكالة المعاهد الصحية الوطنية الأميركية NIH، كما تم نشره عبر الانترنت حالياً قبل أن يُنشر في مطلع أبريل/ نيسان القادم في المجلة العلمية لأمراض الاكتئاب والقلق.

وتعد هذه أول دراسة بهذا الحجم في الولايات المتحدة مكرسة لتحديد العلاقة بين استخدام الشبكات الاجتماعية والاكتئاب، حيث كانت الدراسات السابقة قد أظهرت نتائج ملتبسة، نظراً لصغر الشريحة التي تجري عليها الدراسة أو خضوعها لنطاق ضيق فقط، كما أنهم كانت تركز دائماً على إحدى الشبكات الاجتماعية بدلاً من دراسة تأثير الشبكات بشكل واسع على الشباب.

ففي العام 2014، قام بريماك وزملاؤه بتحديد شريحة تتكون من 1787 شاباً أميركياً تتراوح أعمارهم بين 19 و32 عاماً، وقاموا بإجراء استبيان لتحديد استخدامهم للشبكات الاجتماعية لتحديد درجة اكتئابهم.

استهدف الاستبيان أشهر 11 موقعاً ومنصة للتواصل الاجتماعي في ذلك الوقت وهي: فيسبوك ويوتيوب وتويتر وجوجل بلاس وإنستغرام وسناب شات وريديت وتمبلر وبينتريست وفاين ولينكد إن.

وتوصلت الدراسة إلى أن متوسط استخدام الشبكات الاجتماعية بين المشاركين هي 61 دقيقة يومياً، وأن متوسط عدد الزيارات لحساباتهم على مختلف تلك الشبكات هو 30 مرة أسبوعياً.

أظهرت النتائج تصنيف أكثر من ربع المشاركين بحالة اكتئاب شديدة، كما وجدت علاقة وثيقة بين الشبكات الاجتماعية وكآبة هؤلاء الأشخاص، حيث كانوا الأكثر زيارة لتلك الشبكات، فالأشخاص الذين يتفقدون الشبكات الاجتماعية أكثر من غيرهم خلال الأسبوع، يتضاعف لديهم احتمال الإصابة بالاكتئاب ثلاثة أضعاف أقرانهم الأقل تفقداً لهذه الشبكات.

في الوقت نفسه، لم يغفل الباحثون العوامل الأخرى التي تساهم أيضاً في نسب الإصابة بالاكتئاب مثل السن والنوع والعرق والحالة الاجتماعية والمستوى المعيشي والدخل الشهري والمستوى التعليمي.

وشجع الباحثون الأطباء على سؤال مرضى الاكتئاب لديهم عن طبيعة استخدامهم للشبكات الاجتماعية، كما أنه من المنتظر أن تستخدم نتائج هذه الدراسة الجديدة كأساس لعلاجات الصحة العامة بحسب ما ذكره الفريق البحثي.

المصدر:هافينغتون بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى