اتصالات

الجبور: خدمات إنترنت الأشياء ليست ترفاً تكنولوجياً بل أصبحت متطلب حياة

شارك هذا الموضوع:

 #هاشتاق_عربي

 أكد رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الدكتور المهندس غازي الجبور أن تطبيق مفهوم انترنت الأشياء لا يتأتى الا من خلال تذليل كافة الصعوبات للوصول لمستوى من التفعيل لهذه التكنولوجيا والتي تتمثل بتحديات كبيرة كالتحديات التنظيمية والتشريعية وسياسات تنظيم الطيف الترددي وحماية الحقوق الشخصية للمستخدمين.

وأشار الجبور في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح ورشة العمل حول ” انترنت الأشياء” والتي تأتي ضمن فعاليات الاجتماع السنوي الرابع عشر لشبكة الهيئات العربيه لتنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات وتستضيفها الهيئة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات/ المكتب الاقليمي وبرعاية من الشركة الاردنية لخدمات الهواتف المتنقلة (زين) الى أن كثير من الباحثين والعلماء أطلقوا على هذا المفهوم بمصطلح الثورة الصناعية الرابعة، وان المفهوم بدأ منذ منتصف الستينات وليس مصطلحاً حديثاً كما يراه البعض، ومن المتوقع أن يصبح انترنت الأشياء مستقبلاً حاجة ملحة لا يمكن الاستغناء عنه، الأمر الذي دفع الكثير من الدول أن تجعل إنترنت الأشياء هدفاً قومياً.

وأضاف الجبور أن ما تحققَ من إنجازات تكنولوجية زاد في أداءِ شبكاتِ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقلّص حجم القطعِ الالكترونية، مما ساهم في الدفعِ بعجلةِ الابتكارِ والابداعِ والتطويرِ في مجالاتِ التطبيقِ والتي ساهمت بمُجملِها في توفيرِ البنيةِ التحتيةِ اللازمةَ للثورةِ الصناعية الرابعة (إنترنت الأشياء) وعززتها سياسةُ العولمة.

 وقال:” إن خدمات إنترنت الأشياء سوف تنقُلنا إلى العالم الافتراضي والرقمي ليس فقط لأنها ترفاً تكنولوجياً، بل لأنها أصبحت متطلب حياة بمعنى متطلب اجتماعي/ اقتصادي/ صناعي/ صحي وتعليمي لكافة الشرائح، وعليه جاء اهتمام العالم أجمع بإنترنت الأشياء، فعلى سبيل المثال اتخذت الصين هذا الموضوع هدفاً قومياً لها، ونحن في المنطقةِ العربيةِ لسنا بمعزل عن تلك الدول، بل نشاطرها الإهتمام في هذا التطور التكنولوجي، وما انعقاد هذه الورشة اليوم إلاّ دليل على اهتمامنا بهذا الموضوع الحيوي الهام”.

وقال الجبور:” إن المتوقع من إنترنت الأشياء عالمياً هو الكثير، وكما أشارت المراكز البحثية المتخصصة بأنها تعود بمنافع كثيرة، ففي النواحي الاقتصادية نُلاحظ الأثر الذي يشكِلهُ هذا الموضوع من خلال  زيادة الانتاجية وخفض التكاليف بمقدار (6.5) تريليون دولار، وتوفير(2) تريليون دولار من الفرص المتوفرة في قطاعِ الصناعة، وزيادة العوائد المالية المتأتية عن خفض التكاليف بما يقدّر بـــ(14,4) تريليون دولار. أما من النواحي الصحيةِ فانها سوف تُسهم في زيادة نسبة إنقاذ حياة المواطنين بنسبة (10%)، وخفض تكاليف الرعاية الصحية بما قيمته (400) مليون دولار، وتوفيرُ غذاء إضافي لما مجموعه (400) مليون شخص، وتحسين تطبيق السياسات المرورية بما يوفر (20) بليون دولار”.

 وأشار الجبور الى إن تطبيقَ إنترنت الأشياء لا يتأتى إلاّ من خلال تذليل كافة الصعوبات للوصول لمستوى من التفعيل لهذه التكنولوجيا والتي تتمثلُ بتحديات كبيرة، كالتحديات التنظيمية والتشريعية وسياساتُ تنظيم الطيف الترددي، وحماية الحقوق الشخصية للمستخدمين، وغيرها من التحديات.

 وفي نهاية الكلمة، دعا الدكتور الجبور كافة المشاركين من الهيئات العربية والجهات المحلية الى الاستفادة من المواضيع المطروحة، ومقدماً الشكر للجهات الداعمه للورشة والاجتماع وفي مقدمتهم شركة زين على رعايتها وحرصها على انجاح هذه الفعاليات.

 من جانبه، قال مدير المكتب الاقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات الدكتور ابراهيم الحداد أننا نعيش عالم متسارع ومتغير. فموضوع أنترنت الأشياء هو موضوع قد يعتقد البعض على أنه سابق لأوانه. ولكن مع التطور السريع في هذا المجال فلابد أن نفهم مضمون هذا الموضوع لكي نكون على أستعداد للتعامل معه والتغلب على العقبات التي قد تكون السبب في عدم الأستفادة القصوى من هذه التطبيقات التي تصب في نهاية الأمر الى خدمة مجتمعاتنا.

وأضاف أن موضوع أنترنت الأشياء مرتبط أرتباط وثيق بفكرة البيانات الضخمة أو الكبيرة (Big Data)، حيث سيأتي يوما تنبعث من كل الاجهزة بيانات ومؤشرات عن أستخداماتها بما فيها نقاط الأستشعار التي ترصد البيئة حولها ليتم تجميع هذه البيانات الهائلة في مخازن بياناتية (Data Storage) وأستعمالها في عمليات التحليل لتكون قاعدة يبنى عليها مشاريع مستقبلية ورصد للحالات المجتمعية.  

 ولأهمية هذا الموضوع، فقد أنشأ قطاع التقييس بالاتحاد الدولي للاتصالات لجنة الدراسات (20) والمعنية بهذا الموضوع، حيث يأتي انشاء اللجنة أقتناعا من الدول الأعضاء وأعضاء القطاع بالدور الذي يجب أن يلعبه الاتحاد الدولي للاتصالات في هذا المجال بالأضافة الى وضع آلية موحدة ومعتمدة لربط (كل الأشياء) ببعضها بأستخدام نظم يتم الأتفاق عليها عالميا، آخذين في الأعتبار الخصوصيات الشخصية والأمور الأمنية للدول بحيث يتم المحافظة على أمن الشبكات والمعلومات الشخصية من أخطار الأعتداءات وفي الوقت نفسه زرع الثقة لدى المستخدمين بأن جميع معاملاتهم سيتكون في مأمن من كل التجاوزات والأختراقات.

 وتناولت الورشة العديد من المحاور والقضايا الرئيسية ذات العلاقة بانترنت الاشياء في وقتنا الحاضر ومنها نشأة إنترنت الأشياء ومستقبلها، وابرز النشاطات والدراسات في مجال انترنت الاشياء، والتحديات التي يواجهها فضاء انترنت الاشياء، بالاضافة الى استعراض نماذج وتجارب في مجال انترنت الأشياء ودور مشغلي الاتصالات في هذا المجال قدمها عدد من المحاضرين من هيئة تنظيم قطاع الاتصالات/الأردن وخبراء الاتحاد الدولي للاتصالات والرابطة الدولية لمشغلي الهواتف المتنقلة (GSMA) وشركة هواوي، وشركة زين/ الاردن، وشركة أورانج/ الاردن وشركة أمنيه للاتصالات المتنقلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى