خاصمقالات

طفولة وبرمجة وأمل

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

إحترت كثيرا في وضع عناوين مناسبة لفعاليتين حضرتهما مؤخرا ، وعرض فيهما اطفال وشباب جامعيون أردنيون تطبيقاتهم الخاصة التي ابتكروها من وحي خيالهم وبرمجتهم ، الا ان ثلاثية مترابطة متجانسة يمكن أن تعبّر عن الحدثين هي : الطفولة، البرمجة ، والأمل الذي تراه في عيون هؤلاء الاطفال وهم يعرضون ما أنتجوا بفخر وحماسة شديدة.

تمنيّت كثيرا لو ان مسؤولين من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي حضروا هذين الحدثين، ليلمسوا هذه الثلاثية وماذا تعني، تمنيت ان يشاهدوا كيف ان طفلا صغيرا لم يتجاوز عمره التسعة سنوات يستطيع ان يبرمج لعبة الكترونية اوتطبيقا للهواتف الذكية، فيما لا تزال مناهجنا تحاكي الموجات الاولى من تكنولوجيا المعلومات.

أحببت ما رأيت، وعلمت أن الأطفال والشباب الاردني قادر على الابتكار وابداع الافكار، كما انه قادر على البرمجة التي صنعت كبرى الشركات العالمية المسيطرة على العالم والاقتصاد الرقمي، واعتقد بان مسؤولا معنيا بالتعليم لو شاهد هؤلاء الاطفال والشباب لعلم تماما ان تغيير المناهج وادخال البرمجة والمفاهيم والتوجهات الحديثة في تقنية المعلومات في المدارس او الجامعات هو الذي سيغيّر واقعنا الاقتصادي، وكل اعتماد الاقتصاد بكل قطاعاته ينصب الان على الرقمية وادواتها وأجهزتها وبرامجها

ما شاهدته في الحدثين من رياديين صغار وتطبيقات هو ببساطة نتاج مبادرات واكاديميات خاصة صغيرة عنيت بتعليم الاطفال البرمجة والهندسة وريادة الاعمال، وليس هناك دعم كبير تتلقاه تلك المبادرات .

في الحدثين موضع حديثي شاهدت الاولى (  طفولة ) ، فمن عرض وقدّم الافكار ومشاريع التطبيقات هم اطفال وشباب تتراوح اعمارهم بين  9 سنوات الى 20 سنة، وهؤلاء بحسب الخبراء قادرون على التفكير بنقاء وخيال واسع وبهذه الثنائية استطاوعوا ان ينفذوا تطبيقات مكتملة للهواتف الذكية تنوعت بين عالم الالعاب الالكترونية، قواعد البيانات، التعليم، وتطبيقات للفضاء…. واعتقد ان دعم هؤلاء وتوجيههم بالشكل الصحيح هو استثمار في المستقبل.

وفي كلا الفعاليتين احسست بأهمية الثانية ( برمجة )، وعلمت من الاطفال والشباب ان البرمجة ليست بالامر الصعب تستطيع تعلمها بسهولة، وهي طريقة تفكير ومنهج للعمل، يمكن تعلمه خطوة بخطوة، فلماذا يعتبرون البرمجة أمرا شائكا او يتخوفون مما تحدثه من تغيير، أم من الافضل ان نبقي اطفالنا وشبابنا مستهلكين لتطبيقات الهواتف الذكية ينفقون الساعات والساعات على التسلية والترفيه عبر تطبيقات الالعاب الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعية.

واخيرا لمست في الحدثين الثالثة ( الأمل) عندما رايت مستقبلا عربيا يمكن ان نستخدم فيه ” جوجل عربي” او ” فيسبوك عربي” او ” تطبيق اردني للتراسل الفوري، او لعبة عربية خالصة بشخصيات، نعم فكل الاطفال والشباب الذين عرضوا مشاريعهم هم ” مشاريع مخترعين واصحاب ركات ناشئة تقنية“.

من المهم ان نعمل معا في قطاعي التعليم والاتصالات وتقنية المعلومات، ويجب ان نتكاتف حتى نستفيد مما استفاد منه الغرب، ويجب على المعنيين في قطاع التعليم ان يتخذوا القرار الصائب بتعليم اطفالنا البرمجة وتقنية المعلومات والريادة وكفانا استهلاكا للتكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى