ريادة

الملك يرعى الاحتفال السنوي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية

شارك هذا الموضوع:

هشاتاق عربي

رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، امس الأربعاء، في قصر الملك الحسين للمؤتمرات في منطقة البحر الميت، الاحتفال السنوي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، والذي عقد تحت شعار “النهضة مستمرة بتحويل التحديات إلى فرص”، بهدف تسليط الضوء على أهم الإنجازات التي حققها الصندوق في عام 2015.

وتعرض هذه الإنجازات محاور وآليات عمل الصندوق، ودوره في تمكين الأردنيين من المساهمة في مسيرة البناء من خلال تحويل التحديات إلى فرص مع التركيز على عدد من المشروعات والبرامج التي ينفذها.

وجرى، خلال الحفل، إطلاق برنامج “بوابة فرص” الإلكترونية، بالتعاون بين الصندوق ووزارة العمل وشركاء محليين وإقليميين، والذي يعد بوابة وطنية لمساعدة الشباب على بناء مستقبلهم المهني، ونقطة وصل تقدم خمس خدمات رئيسة، هي: الإرشاد المهني، والتدريب، والتطوع، وفرص العمل، وريادة الأعمال بهدف إحداث تغيير جذري في ثقافة العمل وأساليب الحصول عليه.

وقال رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، عماد فاخوري، في كلمة له خلال الحفل، “نحتفل بهذه المناسبة كما أردتها يا سيدي، عيداً للنجاح والبناء، عيدا للعطاء والإنجاز، وللعزم والإصرار على تحويل التحديات التي تواجهنا في مسيرة البناء إلى فرص نستثمر من خلالها نقاط قوتنا ونمضي من أجل تحسين نوعية الحياة“.

ولفت إلى أن البرامج والمشاريع التي ينفذها الصندوق، والمستمدة من التوجيهات الملكية السامية، تهدف إلى تمكين الشباب وتفعيل دورهم في التنمية الشاملة والمستدامة، وتندرج تحت خمسة محاور رئيسة، هي: الريادة، والتوعية المجتمعية، وبناء القدرات، ورفع قابلية التشغيل، وهيئة شباب كلنا الأردن، والتي شارك فيها ما يقارب 770 ألف شاب وشابة من جميع محافظات المملكة.

وأشار فاخوري إلى أن الأوراق النقاشية الملكية، بما حملته من مفاهيم وقيم، تمكن الشباب من تبني فكر المواطنة الفاعلة، حيث فتح هذا المجال عند أندية الحوار والتطوع المدرسية لبناء شبكة من الشباب الفاعلين، يتابعون نشر ثقافة الحوار والعمل التطوعي في مجتمعاتهم المحلية، شارك فيها 32 ألفا من الطلاب والطالبات، وقدموا 100 مبادرة، إضافة إلى برنامج (أدوار تنتظرنا) الذي تنفذه هيئة شباب كلنا الأردن، بمشاركة نحو 5850 شابا وشابة من خلال 160 حلقة نقاشية للقضايا الوطنية التي تشكل أولوية بالنسبة لهم.

ولفت إلى أن الصندوق قدم برامج تساعد الشباب على الاستفادة من الفرص المتاحة، مثل برنامج (شبابنا منتج)، الذي تنفذه هيئة شباب كلنا الأردن بهدف تعزيز التشغيل الذاتي، وبلغ عدد المستفيدين منه 1130 شابا وشابة، وإنشاء مكاتب الإرشاد الوظيفي ومتابعة الخريجين في 25 جامعة حكومية وخاصة، بحيث توفر هذه المكاتب بيئة مناسبة لاكتساب الخبرات والمهارات التي يحتاجها سوق العمل.

كما استعرض بعض المشاريع التي دعمها الصندوق، ومنها: مختبر الألعاب الأردني، ومشاريع التخرج الجامعية، و”سيمفونية الشهيد”، والتي جاءت جميعها كثمرة دعم وتوجيهات جلالة الملك للصندوق، الذي يجتهد القائمون عليه بهدف زيادة المأسسة، ووضع استراتيجية مستقبلية له في العشرية الثانية يستكمل من خلالها الصندوق مسيرته لتحقيق الأهداف المرجوة والغايات الوطنية التي يطمح إليها.

وأعلن فاخوري عن إطلاق “بوابة فرص” الإلكترونية، والتي تمكن الباحثون عن فرص العمل وأرباب العمل من التشبيك بطريقة إلكترونية، وتمكين المرشدين في مكاتب التأهيل الوظيفي التابعة للجامعات من التواصل عبر البوابة مع الطلبة والخريجين.

وأكد مخاطبا جلالة الملك أن “ما فعلناه في الصندوق لم يكن إلا استلهاما لحكمتكم وخبرتكم التي وضعت الأردن في مكانة متقدمة على جميع الأصعدة، ومهتدين برؤيتكم لتوظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان“.

 

وتم، خلال الحفل، عرض فيلم قصير يهدف إلى تحسين نوعية الحياة، سلط الضوء على إنجازات شركتين تابعتين للصندوق، وهما: الأكاديمية الملكية لفنون الطهي عبر مشروع Signature Plate، والتي تعتمد فكرة صاحبه، تيمور فوج، على الترويج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لأطباق يعدها مواطنون غير معروفين، والشركة الأردنية لترويج المنتجات التراثية – متجر أردن، من خلال مشروع Handmade Art By Mamdo، والذي يعكف صاحبه، محمد التل، على تصميم وصناعة أثاث منزلي يعتمد على إعادة التدوير.

كما تم تقديم عرض مختبر الألعاب الأردني، الذي تأسس عام 2011 بالتعاون مع أبرز الشركات المتخصصة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية على مستوى المنطقة والعالم، ويهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية صناعة الألعاب في الأردن، والعمل على جعل المملكة مركزا إقليميا للألعاب الإلكترونية في المنطقة، وبناء قدرات الشباب وإكسابهم مهارات تقنية في هذا المجال، وتطوير مستوى التعليم في الأردن، وتهيئة الظروف والبيئة الملائمة للمطورين الأردنيين.

وجرى عرض مادة فيلمية حول الطاقة الشمسية في الأردن واستغلالها الأمثل في محافظة معان، والدور الذي تقوم به منطقة معان التنموية لتهيئة البيئة الاستثمارية المناسبة في هذا المجال، والتي تعد من أفضل ثلاث مناطق في العالم لإقامة مشاريع الطاقة الشمسية لأسباب أهمها سطوع الشمس العالي فيها، وأراضيها المنبسطة والمنافسة، خاصة في مجال التكلفة.

كما تم عرض مادة فيلمية أخرى ضمن خطة الصندوق عام 2016 للمشاركة في الاحتفال بمئوية الثورة العربية الكبرى، حيث ينظم الصندوق ستة معسكرات لتتبع مسار الثورة العربية الكبرى، تبلغ مدة كل معسكر أربعة أيام بمشاركة 50 شابا وشابة من مختلف محافظات المملكة، يجولون محافظات العقبة ومعان وعمان وعجلون.

وتم أيضا، خلال الحفل، الإعلان عن نتائج جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي لعام 2015، والتي فاز فيها عشرة شباب وشابات من الأردن ودول عربية، تم اختيارهم من خلال عملية تقييم بناء على ثلاثة معايير أساسية هي القيادة، والإبداع، والشراكة والتعاون.

وشملت المشروعات مجالات تحسين التعليم، ورفع مستوى المرأة في القطاعين الاجتماعي والاقتصادي، وتعزيز حرية التعبير والحصول على المعلومة، وخدمات العلاج النفسي للأطفال، ومشروعات تستهدف دعم المشاريع الصغيرة والناشئة، وإنشاء نظام لتمويل المشاريع للحد من الفقر، وإنشاء شبكة من وسائل الإعلام المجتمعية في المناطق المهمشة.

وقدمت مجموعة من الطلبة، خلال الحفل، مقطعا موسيقيا بعنوان (سمفونية الشهيد)، من تأليف الطالب رعد الزبن، من قسم التأليف الموسيقي في الجامعة الأردنية، وأداء الأوركسترا الوطنية الأردنية، قدمها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ضمن برنامجه لدعم مشاريع التخرج لطلبة الجامعات الأردنية.

وتحاكي السمفونية قصة درامية بطلها الشهيد، وتنتمي إلى المدرسة التصويرية العالمية في التأليف، كما تتضمن إعادة صياغة الألحان الفلكلورية أو الوطنية في قالب ذي ملامح عالمية.

وحضر الحفل عدد من أصحاب السمو الأمراء، وكبار المسؤولين، وأعضاء مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وعدد من السفراء المقيمين لدى البلاط الملكي الهاشمي، وعدد كبير من الفعاليات الرسمية والشبابية، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني من مختلف القطاعات.

وفي مقابلات مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال مدير عام صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، صائب الحسن، إن الحفل اشتمل على عرض الفرص المتاحة من خلال المبادرات الجديدة التي أطلقها الصندوق، وأهمها “بوابة فرص” التي تشكل نقطة وصل بين الشباب الأردني والمشغلين من أصحاب العمل، إضافة إلى تأمين محتوى إلكتروني يوفر لهم خدمات التدريب الإلكتروني والإرشاد الوظيفي ليرفدهم بالمهارات اللازمة لتطوير مشروعاتهم الناشئة والريادية.

وقال إن حفل العام الحالي للصندوق استذكر مئوية الثورة العربية الكبرى من خلال إطلاق حزمة من المعسكرات التي تهدف إلى بناء قدرات شباب وشابات الوطن في مختلف المحافظات، وتطوير مهارات القيادة لديهم من خلال تنظيم معسكرات الثورة.

 

وتناول مبادرات الصندوق، التي أعلن عنها رئيس مجلس الأمناء ومنها: توسيع النافذة التمويلية التي تقدم دعما ماليا وفنيا لمشروعات التخرج لطلبة البكالوريوس، لتشمل طلبة التخصصات الإنسانية إلى جانب العملية التطبيقية.

من جهته، قال مؤلف “سمفونية الشهيد”، رعد الزبن، التي تمثل مشروع تخرجه من الجامعة الأردنية، وتبنى صندوق الملك عبدالله للتنمية هذا العمل ودعمه لوجستيا وماديا لإنتاجه، “إننا كمدنيين نحمل مشاعر الفخر تجاه نشامى القوات المسلحة، وننظر لهذه المؤسسة العريقة ودورها وبطولاتها كرمز من رموز الوطن“.

وأضاف أن السمفونية جاءت لتخليد الشهيد، كرمز للمؤسسة العسكرية، وتمجيد بطولاتها، لافتا إلى أن هذه السمفونية سيتبعها مشروعات تأليف موسيقية من خلال نوافذ صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية وبالتعاون مع العديد من المؤسسات الريادية في المملكة.

بدورها، قالت مسؤولة التسويق في متجر الأردن، هديل الشوبكي، إن المتجر يمثل الشركة الأردنية لترويج المنتجات التراثية، ويهدف إلى دعم صغار المصنعين الأردنيين، سواء أكانوا أفرادا أم جمعيات وشركات وترويج منتجاتهم التراثية داخل وخارج المملكة.

وحول طبيعة المنتجات التراثية التي يتم تسويقها، أكدت أنها تشمل الحرف اليدوية بمختلف أنواعها من فسيفساء ومشغولات يدوية ومطرزات، داعية كل من لديهم موهبة حرفية وقدرة على إنتاج منتجات أردنية بقيمة مضافة كاملة أن يزورا متجر الأردن ويقدموا عينات من منتجاتهم ليبدأ العمل على ترويج هذه المنتجات وتسويقها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى