مقالات

كيف تفشل بنجاح

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

عندما تفشل استرخ.

هذه أهم قاعدة تعلمتها من تجارب الفشل المتتالية، ودعني أخبرك بسر، بعمري 26 سعيدة جدًا بعدد التجارب الفاشلة التي مررت بها.
عندما تفشل افتح ذراعيك للفشل واستقبله لا تقاوم، تآلف معه وحسن علاقتك معه، سر الخلطة في الفشل الناجح هو أن تتعلم كيف تفشل بنجاح، الفشل ليس نهاية الطريق كما يظن الكثيرون بل هو بدايته، بداية المغامرة القادمة التي تستقبلها بمعدات وأسلحة أقوى من سابقاتها.

لن أسرد الكثير من قصص الفشل سأكتفي بقصص فشلي في عامي هذا فهو مشارف على الانتهاء، لذا أود أن أتوجه بتجارب الفشل التي تمثل ذخيرة عامي القادم.

لا تثق بأحد لينجز ما عليك إنجازه: هذه القاعدة الذهبية تعلمتها من تجربتي الفاشلة في بداية عامي عندما قررت أن أكوّن فريق عمل، لماذا؟ طبيعة عملي الحر في مجال التسويق وقدرتي على التفاوض وجلب العملاء زادت من عدد العملاء لديّ، ولن أنكر أنه أصابني ضرب من غرور حينها لدرجة أنني كنت أتقدم لعروض العمل باستهتار وأتراهن مع أصدقائي على الفوز بها، وفعلاً كنت أفوز.

وجدت نفسي بالتزام مع عدة جهات من عدة دول فقررت بكل فخر وغرور أن أنشئ فريق عمل، طبعًا دون سابق خبرة وبتأثري بالكلام المشبع بالإنترنت أن الشغف هو الأهم وأنه بإمكانك أن تبني فريق عمل بأن تثق بقدراتهم، لا خبرة لديّ في مجال الإدارة اخترت الفريق بعشوائية ضمن دائرة معارفي سلمتهم المهام وبت آخذ استراحة لم أتابع لا أدري ما سبب ثقتي!

إلى أن انهار العمل وخسرنا كل شيء وأهم نقطة هنا هي خسارتي لعملاء مميزين كانوا سيؤثرون بشكل جد كبير على عملي، صدقًا لحظة انهيار العمل لم ألُم أي شخص غير نفسي فأنا أجيد عملي جداً لدرجة أنني أعرف أني السبب الرئيس بفشله، فأنا لم أتابع الفريق وانشغلت بمشاكلي الخاصة ولم أشرح لهم حتى الآلية التي أعمل بها.

لا للمزيد من العملاء:

بعد فشلي الأول قررت أن أستمر بنفس الوتيرة وأنني مازلت بحاجة للمزيد من الخبرات حتى أبني فريق عمل، عدت لعملي وحصلت على الأعمال، لكن مازالت لديّ تلك النزعة فلا أستطيع أن أرى عرض عمل مغرياً إلا وتقدمت له وفعلاً أحصل على العمل، بت عوضاً عن إنهاء مهامي أتقدم لعروض جديدة حتى تراكمت الأعمال وخسرت عملاء جدداً طبعًا، رغم الفشل إلا أن ما كان يثلج صدري صدقًا هو ثقتي بعملي، فلا يمكن أن تجد أحداً تعامل معي وشكك بجودة العمل ستجد انتقاداته للتأخر أو للتواصل السيئ.
قررت حينها أن أعمل وأركز فقط على إنهاء عمل واحد فقط، لاحظت أن إنتاجيتي زادت وبت أحصل على رضا العميل بالكامل، شعرت برضا أكثر عن نفسي وبت أرفع وتيرة المهام بما هو بقدر استطاعتي ولو زاد الضغط اعتمدت على مستقلين ذوي خبرة لمساعدتي بإنجاز المهام.

احتفظ بأحلامك:

كل حلم راودني ومشروع وفكرة أكتب عنها أو أتكلم عنها تتأخر بالتنفيذ، تفشل أو حتى تجدني صرفت نظري عنها قبل حتى تجربتها، لن أقول حسداً أو عيناً إنما هو تشتت، وأنت تتحدث عن أحلامك ستشعر عند لحظة ما بالرضا وأن الناس تمتدح أفكارك وأحلامك وربما يشككون بمدى فعاليتها فتجد نفسك ابتعدت عنها شيئاً فشيئاً.

لا للتخطيط:

ربما تستغرب من هذه القاعدة إلا أنني وجدت أن الوقت الذي أقضيه في التخطيط والبحث وأغرق نفسي في دوامة ما سيحول دون تنفيذ العمل، لن أقول إنني لا أخطط، لكن توقفت عن بناء الخطط طويلة الأمد، يكفي أن تعرف هدفك أن تحتضن حلمك، أما الطريق فبناء على تجاربي الفاشلة تجدها تتغير برضاك أو رغم عنك ستتغير، لذا لا تخطط لأمد طويل، فالشهر القادم ستجد أن الخطة لن تجدي نفعاً.

ما تجده مناسباً نفذه مباشرة: أي فكرة تجدها مفيدة اعمل على تنفيذها مباشرة، نصيحة من صديق طيب أخبرني بها، وبعد التجارب وجدت أن الأعمال التي نؤجلها خاصة السهل منها هي سبب الفشل وعدم الإنجاز، لذا توقفت عن التفكير مطولًا في الأفكار وحال وجدتها مناسبة أعمل على تنفيذها.

لا تخجل من فشلك واعترف به، لكن ليس المهم أن أعترف أمام الجميع بقدر ما هو الأهم أن أعترف بذلك أمام نفسي، وأكون صادقة معها، لأعرف بالضبط السبب الحقيقي وراء فشلي، تعودت أن أنام على فكرة جديدة وإذا استيقظت وتحقق فشلها لا يمكن أن أعود للنوم إلا بفكرة أخرى، الشغف ليس قراراً أو خياراً، الشغف هو الطاقة التي تحركنا، هو الطاقة الكامنة في باطننا إن اتبعناها لن نضل الطريق.

في كل مرة أفشل يتسلل لقلبي ذلك الشعور اللذيذ، شعور بأن كل شيء سيصبح أفضل، بعض الأصدقاء اتهموني بالجنون عند وصف حالتي لحظة الشعور بالفشل، لكنها قناعة بأن لكل مجتهد نصيب، في كل أعمالي حتى مع تجارب النصب التي مرت بي لم أكن أحزن بل أنظر للموضوع من جانب آخر، وهو أنني اكتسبت خبرة جديدة، فبتّ أستطيع التعامل بشكل أفضل مع العملاء وأصبح لديّ حافظة أعمال قوية، الفشل إن قاومناه غلبنا، وإن تركناه يتسلل إلينا وانغمسنا في معانيه خرجنا من رحم الألم بقوة وخبرة أعظم.

قيل لأديسون: ما هو شعورك حين نجحت باختراع المصباح بعد أكثر من 2000 محاولة فاشلة، فأجاب أديسون: بالنسبة لي الموضوع مختلف لقد نجحت باختراع المصباح بعد 2000 خبرة اكتسبتها من تجاربي السابقة.

المميز كل تجربة يمر فيها تؤسس لنجاحه مستقبلاً.
“وكالات”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى