مقالات

لهذه الأسباب يكره بعض الناس سنابشات

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
اعلم أني كتبت مقالة سابقة بعنوان مناقض لهذا العنوان (لماذا يحب الناس سناب شات) أنا لا أتناقض مع نفسي وإنما أعرض كلا الجهتين، هنالك أناس يحبون سناب شات فكانت تلك هي الأسباب، وهنالك آخرون يكرهون سناب شات وهذه هي الأسباب. وفي الأخير أي شيء في هذه الحياة له وجهين، وجه إيجابي وآخر سلبي.
سأجتهد في هذه المقالة وأحاول كتابة الأسباب الرئيسي لكره بعض أو كثير من الناس لهذا التطبيق (من وجهة نظري ومتابعتي الشخصية)، ويحق لك أخي القارئ الاتفاق أو الاختلاف مع بعضها، ويسعدنا أن تضيف ما تراه مناسباً من أسباب عبر التعليقات وخاصة إن كنت من هذا الصنف الذي يكره هذا التطبيق. كما أنني هنا لن أكتفي بذكر تلك الأسباب، بل وتقديم الحلول المقترحة لتحويل مشاعرك السلبية تجاه هذا التطبيق.
1. الاستخدام الخاطئ
هذه التطبيقات التي بين أيدينا والأجهزة التي تحملها وغيرها من التقنيات التي ظهرت وتظهر إنما هي أدوات ووسائل، ويبقى الجزء الآخر الأهم هو طريقة استخدام هذه الأدوات، فكل شيء تقريباً من حولنا يمكن استخدامه في الخير أو في الشر، في النافع أو في الضار، في الإصلاح أو في الإفساد، خذ مثلاً القلم العادي، يمكن استخدامه لكتابة مواد هدامه وضاره ويمكن استخدامه لكتابة ما ينفع الناس، والأمر كذلك ينطبق على تلك التطبيقات والشبكات الاجتماعية.
سبب رئيسي في كره بعض الناس لتطبيق سناب شات هو نحن، استخدام البعض لهذا التطبيق، قد يكون اطلع على بعض الحسابات التي تسيء استخدامه وتنشر ما يفسد على الناس دينهم وأخلاقهم، أو قد يكون اشترك في حسابات ليس من وارئها فائدة، فقط تصوير عادي لأحداث اليوم الروتينية المملة، لقد قتلنا رويتيننا اليومي فهل سنطيق متابعة روتين الآخرين الممل.
الحل له زاويتين، الأولى من جهة الاستخدام، وهي أن يختار المستخدم من يتابع بعناية، لا يتابع أي شخص بشكل عشوائي لكن فقط الذين يستحقون فعلاً، الأشخاص الذين يمتلكون تجربة حياتية خصبة يمكن ان يستفيد المتابع منها، أولائك الذين تخرج من عندهم بفائدة دائماً كلما شاهدت سناباتهم، أو تلك الحسابات التعليمية أو المتخصصة التي تعطيك الفائدة مقشرة جاهزة، ابحث عن أولائك الأشخاص وعن تلك الحسابات، ستجد الكثير والكثير، وعندما تصبح صفحة الـ(قصص) لديك مليئة بالفوائد والنوادر، فبالتأكيد سيكون سناب شات عندك ذو فائدة، وربما بدأت تحب هذا التطبيق.
الحل الآخر يكمن في التوعية، دائماً التوعية مهمة جداً لمن حولنا وللمجتمع بقدر المستطاع كلٌ من مكانه، يجب أن يكون للأب دور في توعية وتوجيه أسرته في استخدام هذا التطبيق، ليس من الضروري أن ينشر كل شخص سنابات، فقط أولائك الذين لديهم فعلاً ما يقولونه أو يصورونه.
2. سرقة الوقت
السبب الآخر الذي نعاني منه كلنا تقريباً، هو سرقة الوقت، هذا التطبيق الجديد له مقدرة عجيبة في إبقاء عيونك محملقة نحو الهاتف ساعات متتالية، فعلاً أثبتت التجربة أن الوقت ينقضي سريعاً ودون أن تشعر عندما تكون في جنبات سناب شات، وبالرغم من أنه تطبيق للمحتوى المختصر، انها فقط لقطات لا تدوم أكثر من 10 ثواني، لكن تلك العشر الثواني عندما تتجمع تصبح دقائق ثم ساعات، وخاصة عندما يكون حسابك في سناب شات ممتلئ بالحسابات المتابعة.
السبب أن المحتوى مرئي، صور، فيديوهات، وكذلك محتوى مجزأ كل جزء في 10 ثواني فقط، فمثلاً في اليوتيوب قد تمل من مشاهدة الفيديو بعد الدقيقة الثانية أو الثالثة فتذهب وتتركه، لأن الفيديو الطويل كله يتمحور حول نفس النقطة، لكن في السناب انت لا تمل في الغالب، لأن المحتوى عبارة عن فلاشات سريعة كل فلاشة تعطيك متعة أو فائدة مستقلة بذاتها.
الحل هو مثلما ذكرنا سابقاً، أن تختار من تتابع بعناية، صحيح أنك ستكتشف أن هنالك الكثير من الحسابات الجميل والتي تحب متابعتها، لكن قف مع نفسك دقيقة وفكر في الحساب الذي يعطيك فائدة حقيقية، فائدة تجد اثرها في حياتك وفي تحسين مستقبلك، طبعاً ليست كل الحياة جدية، لذلك يمكن الاحتفاظ بحساب واحد أو حسابين على الأكثر للمقاطع المضحكة مثلاً أو لأي نوع من التسلية والترفيه، أما بقية الحسابات المخصصة للتسلية، فاتركها واحتفظ بوقتك الثمين.
3. طبيعة الإعلانات
للأسف نجد بعض حسابات المشاهير في السناب بعد أن وصولوا إلى عدد كبير من المتابعين، اصبح حسابهم اعلاني بحت، لم يعد يقدم أي فائدة للمتابعين الذين هم سبب شهرته ونجاحه، كل ليلة تغطية في شاليه أو مطعم أو محل، أو كل يوم عدد من المنتجات المعلن عنها والتي ربما يكون بعضها غير ذات جودة لكن صاحبنا السنابي يروج لها ويؤكد على جودتها وأنها وأنها، وهو ربما لم يجربها.
الاعلانات مزعجة للكثير من المستخدمين، وللأسف نحن نعيش عصر اقتحمت علينا الاعلانات حياتنا ودخلت إلى بيوتنا من أكثر من طريق، تلفاز – هاتف – مجلات وجرائد، نتعرض كل يوم لعشرات الرسائل الإعلانية التي تحاول التأثير علينا بشتى الوسائل لتحولنا إلى مخلوقات مستهلكة فقط نكافح في الحياة كي نشتري ذاك المنتج أو نشترك في تلك الخدمة التي غالباً ما نكون لسنا بحاجة إليها، لذلك فبعض الأشخاص يكره سناب شات لأنه مليئ بالإعلانات، أو ربما لأنه مشترك في حسابات مليئة بالإعلانات، ومن هنا يكمن الحل.
الحل هو في الخروج من تلك الحسابات التي لا تحترمك، التي أصبحت وسيلة اعلانية فقط دون فائدة مرجوة منها، طبعاً لا أقصد تلك الحسابات التي تعطيك الفائدة والنفع وفي نفس الوقت ترسل لك بعض الإعلانات، خذها معادلة، عندما يكون المحتوى الاعلاني والدعائي أكثر من المحتوى الأصلي للحساب، فهذا الحساب لا يستحق أن تتابعه، ليس في السناب شات فقط، خذها قاعدة في جميع الشبكات الاجتماعية الاخرى. أما وجود بعض الاعلانات ضمن المحتوى النافع والمفيد فهذا لا يضر، بل يفيد صاحب الحساب بالاستمرار في العطاء.
4. الخوف على الأبناء
انها مشكلة معاصرة كبيرة، تربية الجيل الصاعد، جيل الهاتف والانترنت، جيل الآيباد والآيفون، الجيل الذي ظهر للنور وسط هذا الزخم الهائل من التقنيات التي تغريه وتجذب فضولة على استكشافها، الطفل بطبيعة الحال يحب استشكاف المجهول، يندفع وراء فضوله للتعرف على الشيء الجديد في حياته، وعندما يكبر الأولاد شيئاً فشيئاً، يزداد شغفهم إلى تلك التطبيقات والشبكات وتزداد رغبتهم في الدخول فيها، هذه الرغبة التي يصعب على كثيرٍ من الآباء والأمهات مقوامتها.
طبعا تطبيق سناب شات من الممكن أن يكون خطراً على الأطفال، لأن إعدادات الخصوصية فيه ضعيفة، فانت عندما تتابع أي شخص يظهر اسمك وحسابك لديه فور متابعتك إياه ومن الممكن أن يقوم بمراسلتك بكل سهولة، كما أن هنالك حسابات قد تكون غير مناسبة بل وخطرة على الأطفال وعلى سلوكهم.
الحل هو في المتابعة المستمرة وأن يعيش الأبناء والأمهات أجواء الأبناء، أن يندمجوا معهم في حياتهم، أن يتابعوهم باستمرار مع إعطاء الثقة لشخصياتهم، الإنغلاق في هذا الزمن صعب، كما أن الانفتاح بدون ضوابط أمر خطير، لذلك التوسط هو المطلوب والاهتمام الحقيقي ومتابعة الأبناء في أنشطتهم الرقمية أمر مهم جداً في هذا العصر الذي نعيش فيه.
5. استهلاك الانترنت
مشكلة الانترنت لازالت مشكلة تؤرق الكثريين في عدة بقاع في العالم، قد تكون ممن يعيشون في رخاء وفي بلد مزدهر ولا تشعر أن هذا السبب هو مشكلة، لكن هنالك بلدان عربية متأخرة في المسيرة التقنية، ولازال الانترنت لديهم ضعيفاً والأسعار مرتفعة، والسناب شات كما تعلمون يستهلك معدل كبير من حجم البيانات لأن محتواه مرئي (صور وفيديو) لذلك فربما يتطلب متابعة السناب شات في بعض البلدان ميزانية خاصة قد ترهق كاهل الشخص.
للأسف هذه المشكلة لا حل لها، هذه هي طبيعة السناب شات، يستهلك من الانترنت الكثير، لذلك فلا نجد أي نصيحة لأولائك الذين يعانون من هذه المشكلة إلا أن يستمروا في كرههم لهذا التطبيق كي لا يخسروا ميزانيتهم الشهرية في سداد مستحقات الانترنت، أو ربنا يهاجروا إلى بلدان العالم المتقدم.
عالم التقنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى