خاصشبكات اجتماعية

” السيلفي” : إضافة جديدة لطقوس ومراسم العيد في الأردن

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

علاوة على الطقوس الدينية ، والزيارات، ومشاركة الاهل والاقارب الفرحة في العيد، اضافت لنا تكنولوجيا الاتصالات والهواتف الذكية جديدا على طقوس ومراسم العيد …… هي صور السيلفي الجماعية او المنفردة تثبيتا وتوثيقا للحدث والفرحة به.

قبل 6 سنوات لم يكن هذا ” الطقس” موجودا ولا منتشرا بالشكل الذي نراه اليوم، فالكل اصبح متعلقا بعالم الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي التي قلبت حياة الناس واثرت فيها ودخلت في كل تفاصيلها اليومية، والعيد بحسب
كثيرين يستحق التوثيق والتصوير بمظاهره الجميلة.

مع دخول شبكات الانترنت عريضة النطاق من الجيلين الثالث والرابع والانتشار الكبير للهواتف الذكية التي تستحوذ اليوم على 70% من اجمالي مستخدمي ” المتنقل”، وتطور هذه الهواتف وكاميراتها الرقمية، مع وجود مزايا وخدمات تربط التصوير بالنشر في شبكات التواصل الاجتماعي، كل ذلك عزّز من انتشار ظاهرة ” السيلفي” في العيد.

خلال عيد الفطر ، والى جانب عشرات الملايين من التهاني الالكترونية التي تبادلها الاردنيون مع أهليهم ومعارفهم واصدقاءهم في الاردن وخارج المملكة، فاضت صفحات الاردنيين على ” فيسبوك وغيرها من الشبكات الاجتماعية بعشرات الملايين من صور ” السيلفي” مع العائلة كاملة، خلال زيارات الاقارب، ولقطات التجمعات و ” مشاوير” الشباب والصغار.

هي التكنولوجيا بما تقدمه من اجهزة وخدمات وتسهيلات اصبحت تؤثر في حياتنا وتضيف عادات وتلغي اخرى، اصبحت تلعب دورا فاعلا في تعزيز علاقاتنا الاجتماعية او تقلل منها، وكل ذلك يرتبط بالمستخدم وكيفية استعماله لهذه الوسائل والخدمات.

لست ضد ” السيلفي” فالصورة اضافة جديدة للتكنولوجيا توثق الحدث وتحفظ الذكريات، ولكنني ضد المبالغة في هذه الظاهرة التي اجتاحت عالم شبكات التواصل الاجتماعي، واصبحت تؤثر لا سيما في شريحة الشباب الذين وصل بعضهم حد ” الادمان” في التقاط هذه النوعية من الصور بشكل يعكس كل تفاصيل حياتهم الشخصية كما يعكس جانبا نفسيا لا بد من الانتباه له ومعالجته وهذا ما وصلت اليه دراسات عالمية متعددة باتت تتحدث عن جوانب نفسية وامراض يعاني منها الشباب المدمنون بشكل عام على شبكات التواصل الاجتماعي او صور السيلفي.

وعلاوة على ذلك انا ضد اي مظهر للتكنولوجيا يفقدنا انسانيتنا وحلاوة اللقاء الوجاهي،…..

فالوقت الذي ننفقه في متابعة هواتفنا وشبكات التواصل الاجتماعي اثناء زياراتنا العائلية في العيد وحتى في الايام العادية، والانشغال بالتصوير وبث الصور ومشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي ، هو وقت قد لا يرجع او يتكرر، كما انه يشغلنا عن من هم حولنا وفي محيطنا القريب، ولذا علينا ترك هواتفنا والاستغناء عنها لحين الانتهاء من هذه الزيارات التي يجب ان تتضمن جانبا انسانيا حميميا قد تشغلنا عنه تلك الوسائل والاجهزة.

قد دخلت هذه الظاهرة دوائر ” الهوس” و ” الادمان” لدى كثيرين، ما دفع مؤسسات بحثية واكاديمية عالمية لدراستها، ومحاولة الكشف عن مديات ارتباطها بالحالة النفسية للمستخدمين، واشارتها الى أنها قد تدلّل على أمراض نفسية تصل إلى الاكتئاب ومحاولة إيذاء النفس.

وإستحوذت صور ” السيلفي” خلال السنوات الأربع الماضية على جانب كبير من استخدامات الناس للهواتف الذكية وفي كافة اماكن تواجدهم، لتسجيل وتوثيق اللحظة والحدث، ما دفع قاموس ” أوكسفورد ” الإنكليزي المرجعي الى قيامه بتقديم تعريف للكلمة في العام 2013 مفاده بانها ” الصورة الملتقطة ذاتيا بواسطة هاتف ذكي أو ويبكام وتنشر على موقع للتواصل الاجتماعي.

ولم تتوقف هذه الظاهرة على المستخدمين العاديين، ولكنها توسعت بشكل كبير لتصبح عادة تمارسها شخصيات عامة ومشاهير في كافة مجالات الحياة، في السياسة، الرياضة، الفن، وغيرها من مجالات الحياة، كما ظهرت خلال السنوات الاربع الماضية دراسات اخذت ترصد وتدرس هذه الظاهرة، كما تسابقت جهات متخصصة وغير متخصصة في رصد ابرز هذه الصور وأفضلها وأكثرها شهرة، أواكثرها خطورة و صعوبة، او اكثرها غباءاً وغرابة.

مرة اخرى ، اضافت التكنولوجيا طقسا جديدا من طقوس ومراسم العيد في الاردن والعالم العربي ، وجميل ان نوثق الحدث، ونسجل لحظات جميلة، لكن علينا الانتباه دائما بان علينا ان نعيش الزيارة او ” الجمعة” او ” المشوار” بكامل انسانيته ولا نترك مجالا لهذه التكنولوجيا حتى تسرق منا هذه اللحظات الانسانية الجميلة.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى