مقالات

زوكربيرج: الفيديو في قلب خدمات «فيسبوك» الجديدة

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
العثور على تفوق جديد لوصف الأداء المالي لفيسبوك يصبح الآن أكثر صعوبة مع كل ربع سنة. قبل أربع سنوات، في وقت الاكتتاب العام الأولي، ولّدت فيسبوك إيرادات أقل من ياهو وكان معدل النمو فيها قد تباطأ إلى نحو 30 في المائة في الوقت الذي هدد فيه ظهور الهواتف الذكية بالحد من الإعلانات التجارية لديها.
كان مدى التحول واضحا مع صدور أرباح الربع الثاني في وقت متأخر يوم الأربعاء. ارتفعت إيرادات فيسبوك الفصلية أكثر من خمسة أضعاف منذ وقت طرح أسهمها للاكتتاب العام، إلى 6.4 مليار دولار. وهو رقم تتضاءل أمامه 1.4 مليار دولار هي صافي الإيرادات التي حققتها ياهو وتويتر مجتمعتين في الفترة نفسها، ما يجعل كل شركة من هاتين الشركتين تبدو على نحو متزايد وكأنها متسابقة لم يحالفها الحظ في مجال الإعلانات عبر الإنترنت.
وكان معدل النمو بنسبة 59 في المائة في فيسبوك في الفترة الأخيرة أعلى بواقع 11 نقطة مئوية من تقديرات وول ستريت.
وبحسب بريان ويزر، المحلل في معهد بيفوتال للأبحاث: “كان الأداء المتفوق وحده تقريبا بقدر الإيرادات الإعلانية لتويتر بالكامل في ذلك الربع” .
ويبدو أن ديفيد وينر، كبير الإداريين الماليين لفيسبوك، عازم على السعي لإخماد بعض النشوة في وول ستريت. حتى مع ارتفاع سهمها بنسبة 6 في المائة في التداول بعد إقفال السوق، مواصلا صعوده بحيث أضاف نحو 70 مليار دولار لقيمتها السوقية هذا العام، حذر وينر من أن معدل نمو فيسبوك سيتباطأ مع تقدم عام 2016.
وقال إن تباطؤا أكثر أهمية وطويل الأمد قد يبدأ في مثل هذا الوقت من العام المقبل، في الوقت الذي تصل فيه فيسبوك إلى ذروة “تحميل الإعلان” التي يمكن لخدمتها أن تتحمله.
وتعتبر عملية كبح حماس سوق الأسهم منطقية نظرا لصعوبة التنبؤ بمدى الكبر الذي ستصبح عليه الأسواق الجديدة التي تقدم فيها فيسبوك خدماتها. وقال وينر: “إنهم بحاجة إلى تهدئة التوقعات. إنهم لا يعرفون مدى العلو في المستوى الموجود هناك”.
لكن بالنسبة للوقت الحاضر، وفي الوقت الذي يتزاحم فيه المعلنون الباحثون عن الجماهير المتنقلة على فيسبوك، من السهل أن نعتقد أن السماء هي الحد. وحتى عندما كانوا يوضحون أحدث قفزة في الإيرادات، أبرز التنفيذيون في فيسبوك يوم الأربعاء المجالات التي يمكن أن تسفر عن صنع مبالغ كبيرة من المال في الشركة. مثلا، بلغ عدد عمليات البحث اليومية في فيسبوك ملياري عملية، ما يرفع احتمال وجود مصدر جديد للدخل في إعلانات البحث. وقال ويزر إن هذا من شأنه أن يكون وسيلة جذب أكثر للشركات الصغيرة التي تشكل الجزء الأكبر من إعلانات جوجل.
وقال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي، إن فيسبوك لم تكن مستعدة للتحرك في هذه السوق الجديدة بعد. لكنه أضاف أنها ترى بالفعل بعض الاستخدامات القوية للبحث حول خدماتها، مثل البحث عن محتوى وسائل الإعلام، مشيرا إلى ما يمكن أن يصبح فرصا تجارية كبيرة.
حركة المرور المتزايدة على خدمات الشركة المتمثلة في الرسائل، وماسنجر، وتطبيق واتس آب، تسلط الضوء أيضا على إمكانية الإعلان. وقال زوكربيرج إن عدد الرسائل التي يتم إرسالها عبر هذه الخدمات والذي بلغ 60 مليار رسالة يوميا، يشكل ثلاثة أضعاف الذروة التي وصل إليها الحجم العالمي للرسائل النصية القصيرة SMS.
وتجاوز عدد مستخدمي ماسنجر مليار مستخدم نشط شهريا في الربع الأخير، وهو الرقم القياسي الذي وصل إليه من قبل تطبيق واتس آب. وقالت فيسبوك إن لدى مستخدميها مليار “تفاعل” في الشهر مع الشركات الموجودة على ماسنجر – هذا النوع من النشاط يمكن أن يصبح الأساس لمجال الإعلانات التجارية، على الرغم من قول وينر إنه “من المبكر للغاية” التفكير في كيفية كسب المال من هذه التفاعلات.
حتى مع انتظار فيسبوك انطلاق مصادر جديدة للإعلانات من هذا القبيل، يستعد زوكربيرج لموجة من الفيديو من المرجح أن تغير من طبيعة عديد من خدماتها.
وقال المؤسس المشارك لفيسبوك: “قبل عشر سنوات كان معظم ما شاركنا به واستهلكناه على الإنترنت عبارة عن نصوص. الآن حان الوقت للصور. قريبا، سوف يكون أكثر ما نشارك به عبارة عن فيديو. ونحن نرى عالما يكون فيه الفيديو أولا، حيث سيشكل الفيديو (…) قلب كل من التطبيقات والخدمات لدينا”.
ولأنه تنبَّه للكيفية التي يمكن بها لرياح الموضة أن تتحول إلى سلوك عبر الإنترنت، فقد أشار أيضا إلى أن Pokémon Go، لعبة الجوال التي تعتمد على أنموذج بسيط من الواقع المعزز (المعروفة اختصارا بالحرفين AR)، كانت أكثر من لمع السراب.
الدرس الأكبر من اللعبة، كما قال: هو أن الهواتف المحمولة من المرجح أن تجلب التطبيقات السائدة الأولى للواقع المعزز، بدلا من النظارات المحمولة على الوجه – وهو تنبؤ يترك سؤالا معلقا فوق الاستثمارات الطموحة من قبل مايكروسوفت، الذي تعتبر سماعة HoloLens التابعة لها أول سماعة تأتي إلى السوق، وجوجل، واحدة من أكبر الممولين لشركة الواقع المعزز الناشئة “ماجيك لييب”.
وكان زوكربيرج قد راهن بالفعل على الواقع المعزز. ففي وقت سابق من هذا العام، استحوذت فيسبوك على Masquerade، وهو تطبيق لتسجيل الفيديو يركِّب ملامح كرتونية على وجوه حقيقية لأناس يجري تصويرهم.
وقال زوكربيرج، يمكن للفيديو والواقع المعزز معا أن يوضحا السبيل إلى طرق جديدة وأكثر تعبيرا بحيث يستخدمها الناس للتواصل. مع جمهور شهري يبلغ 1.7 مليار مستخدم، لديها قاعدة من المستخدمين لاختبار الخدمات. وكما يُظهِر أحدث تقرير للأرباح من الشركة، فإن لديها القوة لتحويل الحركات الناجحة الجديدة على الإنترنت إلى أموال مجزية.
الاقتصادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى