مسؤولية اجتماعية

حملة “تحدي دلو الثلج” لم تكن مضيعة للوقت

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
ربما يكون من السهل تجاهل الحملات الخيرية رائجة الانتشار والتي قد لا تؤثر على أرض الواقع، إلا أن حملة “تحدي دلو الثلج”- “ice bucket challenge” لدعم مرض التصلب الجانبي الضموري ربما تكون وفرت التمويل الكافي لاكتشاف علاج يمثل طفرة في مواجهة المرض.
تقول صحيفة “The Guardian” البريطانية، إن تحدي الثلج مثل ظاهرةً في صيف العام 2014؛ إذ قام المشاركون فيه بسكب دلو من الماء المثلج على رؤوسهم لطلب التبرعات، قبل أن يقوموا بترشيح آخرين لفعل الأمر نفسه، وفق “هافينغتون بوست عربي”.
فيما شارك في التحدي الكثير من المشاهير أمثال: مارك زوكربيرغ، وتوم كروز، وتشارلي شين، وروبرت داوني جونيور، بالإضافة لمئات آخرين غيرهم، إلا أن الحملة واجهت انتقادات من البعض.
وناقشت مواقع وصحف عالمية عدة ذلك الأمر؛ إذ نشر موقع “Slate” موضوعا بعنوان “بالنسبة لأغلب من نشروا مقاطع فيديو لتحدي الثلج على “فيسبوك”، و”فاين”، و”انستغرام”، الجانب الخيري يظل مجرد حاشية”.
في حين وصفت صحيفة “Time” الأميركية الأمر بأنه “إشكالية بكل الطرق”، إذ ذكرت أن أغلب المشاركين لم يذكروا شيئاً عن المرض على الإطلاق، وكانت الرغبة في مواكبة الحدث هي المسيطرة، في حقيقة الأمر، كانت طبيعة التحدي تبدو مسيئة إلى حد كبير للمصابين بالمرض.
ومع ذلك، ظهر الدليل على أهمية الحملة على الطريق؛ إذ نجحت في جمع تمويل يتجاوز الـ100 مليون دولار في 30 يوماً، وكانت قادرة على تمويل عددٍ من المشاريع البحثية بالكامل.
بينما كان أحد تلك المشاريع البحثية ويدعى “MinE”، عبارة عن مبادرة تقوم على كم كبير من البيانات، وتدعمها جمعية التصلب الجانبي الضموري من خلال تبرعات تحدي الثلج، بالإضافة إلى تبرعات أخرى من فروع المنظمة في جورجيا ونيويورك.
ليعلن الباحثون الاثنين الماضي، عن اكتشافهم لجين جديد على علاقة بالمرض، وهو ما أكد الخبراء أنه ربما يؤدي إلى احتمالات جديدة للعلاج.
التصلب الجانبي الضموري -والمعروف باسم “ALS” أو مرض “لو جيهريج”- هو اضطراب عصبي يتسبب في موت الخلايا العصبية الحركية التي تتحكم في وظائف العضلات، ومن الممكن أن يأتي المرض عن طريق الوراثة أو بشكل منفصل، وفي كلتا الحالتين لم يوجد علاج له بعد.
من جانبه، يقول برايان فريدريك نائب الرئيس التنفيذي لجمعية التصلب الجانبي الضموري “إنه أمر مثير للغاية لأنه يظهر أن كل من أسهم في تحدي الثلج كان سبباً في إحداث تأثير على البحث من خلال تبرعه”، مؤكداً أن العمل الذي يؤديه مشروع “MinE” مهم للغاية، واكتشاف ذلك الجين الجديد سيساعد على فهم المرض بصورة أفضل.
الجين الجديد المكتشف يحمل اسم “NEK1”، وهو يرتبط بـ3 % فقط من حالات التصلب الجانبي الضموري، إلا أنه يتواجد في الشكل الوراثي وغير الوراثي للمرض، وهو ما يقول الباحثون إنه يعطيهم هدفاً جديداً لتطوير علاجات محتملة.
وعمل المشروع بالأساس على تعقب تسلسل الجينات لأكثر من 15 ألف شخص من المصابين بالمرض، وشارك في الاكتشاف الجديد، الذي نُشِر في ورقة بحثية في دورية علم الوراثة الطبيعية، أكثر من 80 باحثاً من 11 دولة مختلفة.
كان الاكتشاف مذهلاً، بحسب ما قاله فريدريك، نظراً لأنه سيساعد في فهم مسبب المرض، وبالتالي المساعدة في الوصول لعلاج، إلا أنه أضاف “ما يزال فهمنا لذلك الجين مبكراً جداً، وما يزال لدينا الكثير لنفعله لفهم المرض بشكل عام”.
الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى