مقالات

خاص لـ #عربي : أريكسون تبتكر جهاز يتصل بالإسعاف حال وقوع حادث لسيارتك

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – رافية ابراهيم، رئيس شركة اريكسون الشرق الأوسط

تخيل أن سيارتك تتحدث معك. تخيل أنه يمكنك اختصار الوقت اللازم للوصول إلى اجتماع مهم،حيث أن سيارتك تخبرك أين تجد موقفاً لركنها. تخيلأنه لا داعي لأن تقلق بشأن من سيقوم بالاتصال مع قسم الإسعاف في حال حصول حادث، لأن سيارتك سوف تقوم بذلك بالنيابة عنك. تخيل أن سيارتك تتواصل معك ومع العالم من حولك، وتنقل لك المعلومات التي تهمك، على نحو يساهم في إثراء تجربة قيادتك للسيارة برمتها من جهة، ويضمن لك المزيد من معايير الراحة والسلامة والاتصال في حياتك اليوميةمن جهة أخرى. هذا هو الواقع الذي سينقلنا إليه المجتمع الشبكي، حيث سيرتبط بالشبكة كل ما يمكن أن يستفيد من حلول الاتصال، والذي ستلعب فيه سياراتنا دوراً محورياً في تواصلنا مع العالم من حولنا، تماماً كما هو حال هواتفنا الذكية.

وقبل نحو 15 عاماً من الزمن، كان من الصعب علينا أن نتخيل وجود جهاز يوفر مزايا وقدرات الهاتف الذكي. واليوم، بات من المستحيل أن نتخيل الحياةدون استعمالجهاز واحد على الأقل يتصل بالشبكة، حيث باتت هذه الأجهزة تلعب دوراً هاماً في تواصلنا مع عالمنا على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع. وقد ساهمت الاختراعات الرائدة، مثل الهاتف الذكي، في تطوير أساليب تفاعلنا مع العالم، حيث اتسع نطاق هذا التفاعل بفضل جهود الابتكار المتواصلة ليشمل جوانب أخرى من حياتنا، وفي مقدمتها سياراتنا.

وتمثل المركبات المتصلة المرحلة التطورية التالية على مستوى قطاع النقل، حيث بدأت شركات صناعة السيارات التطوير ضمن هذا الإطار فعلياً، إذ يجري العمل على إزالة العقبات الحالية التي تعوق استفادة السيارات الكاملة من السحابة للاتصال مع المركبات الأخرى، ومقدمي خدمات النقل، وهيئات المواصلات وغيرها من الجهات المعنية.

وتساهم شبكات وتقنيات الجيل الرابع في إتاحة ربط المركبات مع الشبكة، وتسمح بالتالي بتعزيز تجربة قيادة وركوب السيارات بطرق غير مسبوقة تعود بفوائد عديدة مباشرة على السائقين والركاب، إلى جانب الشركات المصنعة للسيارات وشركائها المعنيين بعمليات التطوير.

والفوائد التي ستعود على السائقين وسواهم من مستخدمي المركبات عديدة ومتنوعة، حيث ستساهم في إعادة صياغة ملامح تجربة النقل بأسرها والأنشطة اليومية العادية التي تتضمنها، وفي مقدمتها القدرة على الاستفادة من التطبيقات المتطورة التي توفر معلومات هامة حول المركبة، وتقديم إرشادات الملاحة وخيارات الترفيه، سواء على شاشات الأجهزة الذكية، أو على شاشة مدمجة في مقصورة السيارة. ولا حدود لنطاق الخدمات التي يمكن توفيرها في هذا المجال، فمن الناحية العملية، سوف تتواصل السيارات مع الشركات المصنعة لتقديم تشخيص حول وضعهاعن بعد، والحصول على تحديثات البرمجيات والتطبيقات، فضلاً عن جدولة خدمات الصيانة تلقائياً والإبلاغ عن مشاكل الأداء. كما سيتيح الربط مع السحابة تقديم خيارات تنبيه السائقين إلى حالة الطريق والتذكير بدفع الغرامات والرسوم من خلال سياراتهم. فضلاً عن ذلك، ستتيح هذه التطبيقات المجال لتقديم حلول تأمين السيارات مقابل الاستخدام، الأمر الذي يوفر مبالغ مالية كبيرة على السائقين،حيث يجري احتساب رسوم التأمين مقابل أوقات قيادتها على الطرقات فقط.

وبعيداً عن المجالات التقنية، سيكون بإمكان السائقين والركاب الاستفادة من شتى أنواع وسائل الترفيه في السيارة عبر السحابة، وفي مقدمتها محطات الراديو على الإنترنت، ومجموعات ملفات الموسيقى والأفلام الشخصية التي يخزنها المستخدم على السحابةوسواها من وسائل الترفيه. كما سيكون بإمكان أصحاب السيارات إدارة معلوماتهم وحساباتهمالشخصية من داخل سياراتهم، حيث يقدم هذا للشركات فرص واعدة لتنظيم الحملات الإعلانية في السيارات، ويفتح المجال أمام رفد نظام تشغيل السيارة بمعلومات حول مواقع وجهات الترفيه الأهم في المدينة.

كما تتعدىفوائد حلول اتصال المركبات السائقين والركاب، فهي تسمح بتحسين مستويات الكفاءة، بما في ذلك المعايير البيئية بفضل المساعدة على توفير الوقود والانبعاثات، وأيضاً المساعدة على تخفيف الازدحام المروري. وتوفر هذه الحلول أفضل أساليب تخطيط الطريق، كما تصدر تنبيهات مستمرة حول العوائق المحتملة على الطريق وتقوم باقتراح مسارات بديلة. وهذا بدوره يسمح للسائقين باتخاذ قرارات واعية حول كل رحلة، ما يساعد على تحويل حركة المرور بعيداً عن المناطق المزدحمة لتخفيف الازدحام والحؤول دون تأخير السائقين عن وجهاتهم.

وقد تكون معايير السلامة أحد أهم أهداف حلول اتصال المركبات وأكثرها عملية، حيث أنها تتيح تعزيز هذه المعايير بفضل قدرتها على منع سلوكيات القيادة الخطرة بشكل كبير، إذ يمكنها أن تتحكم بالسرعة وتعدلها أو تخففها آلياً، فضلاً عن قدرتها على منع القيادة تحت تأثير العقاقير والكحول، وهذان نوعان فقط من التطبيقات التي يمكن أن تعود بتأثيرات إيجابية كبيرة على سلوكيات القيادة. فضلاً عن ذلك، سوف يكون بإمكان المركبات المتصلة التحذير من المخاطر المرورية بشكل مبكر ومنح السائقين وقت كافي للتصرف قبل الوصول إلى مصدر الخطر، والحد من مخاطر الحوادث والاصطدامات.

وفي حال تعرضت المركبة المتصلة لحادث، فإنه يمكنها الاتصال مع خدمات الإسعاف والشرطة، وتحديد مدى خطورة الحادث، بهدف إتاحة المجال لفرق العمل لتحديد حالاتالطوارئ اللازم التعامل معه. ويدعى نظام السلامة الإلكتروني هذا (eCall)، وهو مصمم للاتصال مع أقسام الطوارئ في حالات الحوادث الخطيرة، حتى لو فقد السائق وعيه، وإرسال بيانات موقع الحادث لضمان وصول فرقالطوارئ إلى الحادث دون تأخير. وتشارك إريكسون في الوقت الحالي ضمن إطار مشروع تجريبي لاختبار هذا النظام في العديد من البلدانالأوروبية.

وأياً كانت الطريقة التي ننظر من خلالها إلى حلول اتصال المركبات، فالاحتمالات والإمكانات التي تتيحها لا حصر لها. ومن أهمها تحسين تجربة العملاء بأسرها، وفتح مصادر عائدات جديدة للأصول، وفتح آفاق سلاسل قيمة جديدة لشركات الإنترنت والشركات المصنعة للسيارات والمعلنين، وتعزيز معايير الراحة والسلامة على جميع المستويات. وهذه هيتماماً وجهة نظرنا في إريكسون لحقبة المجتمع الشبكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى