مقالات

تكنولوجيا القيادة بدون سائق تصل إلى مفترق طرق

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
قالت «فورد» إنه لا توجد طريقة آمنة للجمع بين الإنسان والروبوت، لكن الشركات المنافسة، مثل مرسيدس بنز وتيسلا، تبيع آلاف المركبات التي يمكن أن تقود نفسها، على الأقل جزءا من الوقت.

حادث مميت هذا العام ينطوي على نظام القيادة الآلي في تيسلا يسلط الضوء على عواقب طرح نظام غير كامل. لكن الشركة تستمر في بيع سياراتها ذاتية القيادة جزئيا للجمهور، زاعمة أنها تنقذ الأرواح.

يتفق الجميع على أن التكنولوجيا بمجرد أن تصل إلى مرحلة الإتقان ستقدم زيادة هائلة في مجال سلامة الطرق، لأن أكثر من 90 في المائة من حوادث المرور نتيجة خطأ بشري. ومن شبه المؤكد أن تؤدي المركبات ذاتية القيادة إلى إحداث ثورة في الطريقة التي يتنقل بها الناس- من سيارات الأجرة بدون سائق، مثل تلك التي تخطط لها فولفو وأوبر، إلى المركبات التي تهدف إلى نقل الأشخاص الذين بلغ بهم كبر السن، أو الإعاقة درجة تحول دون القيادة بأنفسهم.

وتبحث شركات صناعة السيارات عن أفضل طريقة للتحول نحو القيادة الذاتية، مع ظهور شركات تكنولوجيا، مثل جوجل وأبل، في أفق القطاع.

ونشرت بعض الشركات صورا غريبة لما تتوقع أن يكون شكل السيارة في غضون 25 عاما، بينما أخرى تعمل بهدوء على تطورات أقل بريقا، مثل تكنولوجيا رسم الخرائط، لكن لا يزال هناك طريق طويل قبل أن تتنقل الوحدات ذاتية القيادة في الطرق السريعة ومراكز المدن التي نعبرها اليوم.

وكما هي الحال مع تطوير جميع التكنولوجيات الجديدة، الشركات المتنافسة تتابع استراتيجيات بديلة. ففي حين أن بعض الشركات، مثل جنرال موتورز وديملر، مالكة مرسيدس، تعتقد أن حالة الاستقلال الذاتي الجزئي يمكن أن تتعايش في الطرقات مع السائقين “العاديين” إلا أن هناك شركات أخرى، مثل فورد وبي إم دبليو، تستعد لاتخاذ قفزة نحو “القيادة الذاتية” الشاملة.

وتسللت عناصر تكنولوجيا القيادة بدون سائق إلى عدد كبير من المركبات المتوافرة اليوم. مثلا، التحكم في السرعة، الذي يحافظ على سرعة ثابتة، هو من أبسط الأمور ويسمح للسائقين برفع أقدامهم من على الدواسات مؤقتا. كذلك النظام الذي يقيس المسافة من السيارة التي أمامك ويزيد أو يخفف السرعة، وفقا لذلك هو أيضا ميزة مألوفة في مجموعة واسعة من السيارات المتوافرة حاليا – دخل إلى السوق أول مرة على يد جاكوار عام 1996.

لكن عددا قليلا من شركات صناعة السيارات قفز إلى المستوى التالي، حيث تسيطر المركبات على المقود. بي إم دبليو، وأودي، ومرسيدس، وفولفو، وتيسلا، جميعها تنتج سيارات تحتوي على بعض الميزات التي يمكن أن تضعها في فئة السيارات ذاتية القيادة.

وجزء من سبب حدوث هذا هو أن السيارات الفاخرة يمكن أن تدمج بسهولة أجهزة الاستشعار المكلفة وأنظمة الرادار اللازمة لتشغيل النظام الذي يتتبع المركبات، أو العوائق الأخرى بدقة تبلغ أجزاء من الألف من الثانية.

وأنفقت «جنرال موتورز» مبالغ كبيرة للشراكة مع مجموعات تكنولوجيا، أو شرائها، بهدف منحها ميزة في الأنظمة ذاتية القيادة بشكل جزئي. فقد اشترت “كروز” مقابل 581 مليون دولار، واستثمرت 500 مليون دولار في “ليفت”، الشركة المنافسة لـ “أوبر”. وستطرح نظام “سوبر كروز” للقيادة في المسارات في سيارة كاديلاك CT6 العام المقبل، وستدمج مستويات أعلى من التحكم الذاتي ليتم اختبارها في سيارتها “بولت” الكهربائية بالكامل، للاستخدام في نهاية المطاف في “شبكة مشاركة الركوب المستقل”.

ماري بارا، الرئيسة التنفيذية لجنرال موتورز، قالت إن المجموعة تتوقع الاستمرار في وضع عجلات القيادة في سياراتها في الوقت الحالي.

“نيسان”، التي كانت شركة تطوير التكنولوجيا اليابانية الأقوى، ستطرح سيارة صغيرة مع تكنولوجيا القيادة في المسارات، بينما سيارتها الرائدة “قاشقاي” ذات الاستخدامات الرياضية ستتميز بهذه القدرة في وقت لاحق من هذا العام.

وقال كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي لـ”نيسان”، إن تطوير التكنولوجيا سيتم على مراحل وسيستمر السائق في تولي المسؤولية كاملة، وسط عدم وجود إطار عمل تنظيمي للسيارات بدون سائق. وقال في آذار (مارس): “القيادة المستقلة ستأتي على مراحل”.

«نيسان»، التي تعتبر توأم «رينو» في تحالف عالمي، تهدف إلى تثبيت تكنولوجيات القيادة المستقلة الخاصة بها في المركبات التي يمكن قيادتها على الطرق السريعة وبعض المدن بحلول عام 2020.

ماساهيرو أكيتا، المحلل في بنك كريدي سويس، قال: “جميع شركات الصناعة اليابانية ستنضم إلى السباق لصقل التكنولوجيات الأساسية وراء القيادة المستقلة، لكن إزالة عجلة القيادة والدواسات أمر مختلف”.

وتم التركيز على قيود التكنولوجيا الحالية بشدة بسبب حادث مميت في أيار (مايو)، حين فشلت أجهزة الاستشعار في سيارة من إنتاج شركة تيسلا في رصد شاحنة بيضاء في ضوء الشمس الساطع.

وتقول الشركة إن المالكين يجب أن يكونوا قادرين على السيطرة في أية مرحلة، لكن هناك أمثلة أظهرت أن السائقين يفقدون التركيز، أو يقومون بأنشطة أخرى مثل القراءة أو مشاهدة فيلم.

ووقع حادث أقل خطورة في وقت سابق من هذا العام، حين خدشت سيارة جوجل ذاتية القيادة جانب حافلة، ما يشير إلى خطر دمج السائقين الآليين مع البشر الذين لا يمكن التنبؤ بأفعالهم.

إيلون ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، دافع عن التكنولوجيا في شكلها الحالي، قائلا إنها أكثر أمنا من البشر عند استخدامها بشكل صحيح وبالتالي فإنها تنقذ الأرواح.

لغز كيفية تنبيه السائق الذي يأخذ قيلولة أنه معرض لحادث وشيك، ومنح تحذير كاف للسيطرة على المركبة والفرامل، أبعد بعض شركات صناعة السيارات من تجربة الأنظمة المؤقتة.

قال راج ناير، كبير الإداريين الفنيين في «فورد»: “لم نجد تكنولوجيا يمكن أن تضمن مشاركة السائق”، عندما شرح قرار شركة صناعة السيارات للضغط من أجل الاستقلال الذاتي الكامل، بعد استكشاف الاحتمالات لمدة عشرة أعوام.

وسوف تستغني فورد عن الدواسات وعجلة القيادة عندما يتعلق الأمر بتصميم سياراتها ذاتية القيادة، المقرر إصدارها في عام 2021 ـ إلى هذه الدرجة بلغ إيمانها بالتكنولوجيا التي تعمل عليها.
الاقتصادية

وأعلنت بي إم دبليو عن شراكة عامة مع “إنتل” و”موبيلاي”، شركة صناعة أجهزة الاستشعار، لتطوير سيارة بدون سائق بالكامل بحلول عام 2021.

تقول الشركات الثلاثة إنها ستسمح لشركات صناعة السيارات الأخرى بالوصول إلى التكنولوجيا، في إشارة إلى أنها تملك الطموحات لتطوير معايير الصناعة لأنظمة القيادة بدون سائق.

هارالد كروجر، الرئيس التنفيذي لـ “بي إم دبليو”، أشار إلى أن الشركة ستقفز مباشرة إلى أنظمة القيادة بدون سائق بالكامل، قائلا إن التكنولوجيا المستقلة الحالية “ليست جاهزة للإنتاج الجاد”.

وتعتقد «فولفو» أيضا أن نظام القيادة الآلية الجزئي ليس آمنا، وستهدف مباشرة للاستقلال الذاتي الكامل، على الرغم من أن الشركة تملك بالفعل بعض وظائف التحكم في المسارات في مركباتها الحالية. وستختبر زيادة التحكم الذاتي في المملكة المتحدة والسويد والصين في العام المقبل، لترى كيف يؤثر ذلك على سلوك المستهلكين.

وفي وقت سابق قال مهندسو في «تويوتا الولايات المتحدة» إن مشكلة إعادة السيطرة للبشر هي “مشكلة غير قابلة للحل جذريا”.

أكيو تويدا، رئيس الشركة، الذي اقتنع بالحاجة إلى تكنولوجيا القيادة بدون سائق بعد لقاء رياضيين ذوي احتياجات خاصة أرادوا الركوب في سيارات عصرية، قال إن تويوتا تريد تسويق السيارات التي تستطيع قيادة نفسها على الطرق السريعة في غضون أربعة أعوام.

ربما المثال الأكثر وضوحا هو جوجل التي ظلت تشغل وحداتها وسياراتها ذاتية القيادة المجهزة بأنظمة ليزر في أنحاء كاليفورنيا منذ عدة أعوام، حيث سجلت ملايين الأميال بسيارات روبوتية.

مجموعة التكنولوجيا التي تملك الدائرة الخاصة بها المصممة لاتخاذ “إنجازات” طموحة، كانت هادئة بشأن طموحاتها على المدى الطويل فيما يتعلق بهذه التكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى