تكنولوجيا

الصين تهدد هيمنة كوريا على ألعاب الإنترنت

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي
صناعة ألعاب الكمبيوتر في كوريا الجنوبية تواجه أزمة في الوقت الذي تخوض فيه شركات صناعة برمجيات الإنترنت منافسة مع الشركات الصينية، سريعة النمو، في عالم ألعاب الهاتف الجوال.

وظلت شركات صناعة ألعاب الإنترنت في كوريا الجنوبية مهيمنة منذ فترة طويلة على السوق العالمية لألعاب تقمّص الأدوار كثيفة اللاعبين، لكنها خسرت ميزتها في الوقت الذي يتبنى فيه اللاعبون بشكل متزايد اللعب على هواتفهم الذكية.

وفشلت الشركات الكورية حتى الآن في تحقيق أي إنجاز كبير لمنصات الهاتف الخليوي، وهذا يُعتبر بمثابة مشكلة لصناعة لطالما كانت مصدر فخر محلي، إلى جانب كونها هواية وطنية مفضلة.

وتعد كوريا الجنوبية ثاني أكبر سوق ألعاب على الإنترنت في العالم بعد الصين. وتحصل ألعابها على الإنترنت، القائمة على جهاز الكمبيوتر الشخصي، خُمس الإيرادات المتحققة في السوق العالمية – لكن وفقاً لوكالة المحتوى الإبداعي في كوريا “كوكا”، هذه العائدات أقل من 28.2 في المائة كسبتها البلاد في عام 2012.

وتُقدر وكالة كوكا أن مبيعات الألعاب الكورية في الخارج نمت 7 في المائة لتُصبح 3.2 مليار دولار العام الماضي، مسجلة بذلك تراجعا حادا عن وتيرة نمو مكونة من خانتين خلال الفترة 2007 ـ 2012 عندما طورت شركات من كوريا الجنوبية ـ من بينها “إن سي سوفت” و”نيكسون” المُدرجة في طوكيو، سوق الألعاب على الإنترنت.

وجاء كثير من نجاحها من تحقيق الريادة في أنموذج أعمال “فريميوم” – الذي يتم الآن استخدامه بنجاح في ألعاب الهاتف الخليوي – من خلال عرض الألعاب التي يتم لعبها مجاناً، مع فرض رسوم على البنود الافتراضية التي تمنح اللاعبين المزايا.

لكن في مرحلة التحوّل إلى ألعاب الهاتف الخليوي سريعة النمو، التي يعد تطويرها أسرع وأرخص، تراجعت شركات الألعاب الكورية أمام تفوق الشركات المنافسة الغربية والصينية.

وفي الوقت الذي خفّضت فيه شركات التطوير الكورية الاستثمار في ألعاب الإنترنت في محاولة للتركيز على الهاتف الخليوي، تراجعت هيمنتها على الإنترنت أمام ألعاب تتم صناعتها في الخارج، مثل “ليج أوف ليجيندز” من إنتاج “ريوت جيمز” و”أوفرواتش” من تصميم “بليزارد إنترتينمنت”. وهاتان اللعبتان اللتان تم تطويرهما في الولايات المتحدة تُسيطران على أكثر من نصف السوق في كوريا الجنوبية.

ويقول محللون إن الشركات في كوريا الجنوبية ركّزت كثيراً على ألعاب المعارك ذات الرسومات الكثيرة لتقمّص الأدوار على الإنترنت التي تخسر جاذبيتها الآن، ليطغى عليها عروض أبسط وذات وتيرة أسرع: لعبة أوفرواتش هي لعبة إطلاق نار، ولعبة ليج أوف ليجندز لعبة استراتيجية.

بارك يونج هو، رئيس شركة صناعة ألعاب الهاتف الخليوي “فور ثيرتي ثري” يقول: “نحن لم نُعد القادة بعد دخولنا عصر الهاتف الخليوي. قوتنا في ألعاب تقمّص الأدوار كثيفة اللاعبين على الإنترنت، الملتزمة التي تستند على شبكات مُتقدمة، أصبحت في الواقع بمثابة حاجز ضد العولمة الخاصة بنا”. ولم تنتج “إن سي سوفت”، أكبر شركة لصناعة ألعاب الإنترنت في كوريا الجنوبية، أية لعبة جديدة كبيرة على الإنترنت منذ لعبة “بليد آند سول” في حزيران (يونيو) 2012، بينما الألعاب الجديدة مثل “مابلستوري 2″ و”سادن أتاك 2” من شركة نكسون، أكبر شركة ألعاب في كوريا، فشلت في كسب الشعبية. بيرس هاردينج رولز، رئيس قسم أبحاث الألعاب في “آي إتش إس ماركيت”، يقول: “ذروة صادرات الألعاب في كوريا الجنوبية انتهت الآن بسبب التطوّر وتسييل الخبرات”. ويضيف: “الصين تملك صناعة محلية ناضجة وشركات الألعاب الغربية تُنتج الآن ألعاب فريميوم على أجهزة الكمبيوتر الشخصي التي تحظى بشعبية كبيرة”. في حين أن شركات صناعة الألعاب في كوريا لا يزال عليها اقتحام السوق الصينية، إلا أن كثيرا من الشركات الصينية المنافسة تبلي بلاءً حسناً في كوريا. وتعد “مو أوريجين”، وهي نسخة مطوّرة في الصين للعبة كورية على الإنترنت، واحدة من أفضل خمس ألعاب على الهاتف الخليوي في كوريا.

يقول إيريك تشا، المحلل في بنك كريدي سويس: “قبل خمسة أعوام فقط، مثل هذه الأمور لم يكُن بالإمكان تصوّرها. السوق الصينية كانت تُهيمن عليها ألعاب الإنترنت الكورية، لكن كثيرا من ألعاب الهاتف الخليوي الخاصة بهم في هذه الأيام هي في الواقع أفضل من الألعاب الكورية. السرعة مهمة مع ألعاب الهاتف الخليوي العصرية. الصين أفضل من كوريا من حيث توقيت التسويق”. ووفقاً لمعهد الأبحاث الاقتصادية في كوريا، التراجع في صناعة الألعاب المحلية أدّى إلى انكماش حاد في القطاع انخفض معه عدد مطوري الألعاب المحلية 30 في المائة، إلى 14 ألفا، بين عامي 2009 و2014.

وتتقلص الأرباح في كثير من المجموعات الأكبر، بينما سجل بعضها مثل “إن إتش إن إنترتينمنت” و”نيوويز جيمز”، خسائر في العام الماضي. وفي النصف الأول من هذا العام انخفض صافي أرباح شركة نيكسون 37.5 في المائة.

كذلك تعرّضت أسعار الأسهم للضغط، الأمر الذي أخاف بعض الشركات التي كانت تنظر في إدراج أسهمها في البورصات. وتخلت “نيتماربل جيمز”، شركة ألعاب الهاتف الخليوي الأكبر في البلاد، عن فكرة للتعويم في بورصة ناسداك وتسعى الآن إلى جمع نحو تريليوني وون (1.7 مليار دولار) في وقت لاحق من هذا العام أو مطلع العام المُقبل، عبر عملية اكتتاب عام أولي في كوريا.

وبحسب نامجونج هون، رئيس شركة كاكاو جيمز، الشركات الكورية بحاجة إلى التنويع. “يتعين عليها تطوير ألعاب يستطيع أي شخص لعبها على أية منصة إذا كانت جادّة في التوسع في الخارج”.

إلا أن التمايز أمر حيوي أيضاً، كما يقول تشا، من “كريدي سويس”، مُشيراً إلى الشعبية الهائلة للعبة بوكيمون جو ويذكر أن شركات صناعة الألعاب في كوريا الجنوبية لا يزال عليها طرح أي ألعاب كبيرة تستخدم الواقع المُعزّز أو الافتراضي.

ويقول: “هذا ليس صعباً من حيث التكنولوجيا. الأمر هو كيفية دمج مثل هذه التكنولوجيا مع المحتوى المعروف عالمياً. إنها بحاجة إلى شيء جديد ومختلف يعمل على فصل ألعابها عن ألعاب الشركات المنافسة من أجل اقتحام السوق العالمية”.
الاقتصادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى