اقتصاد

عشرات ملايين الدنانير أنفقها المرشحون وأنعشت قطاعات إقتصادية

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

تفاوتت التقديرات حول إجمالي انفاق المرشحين بالمملكة على حملاتهم الانتخابية، وسط شبه إجماع بأنها وصلت الى عشرات ملايين الدنانير، توزعت على عدد من القطاعات الاقتصادية المختلفة، بحسب خبراء وعاملين في عدد من القطاعات ومدراء حملات انتخابية.
وقدر خبراء وعاملون في الانتخابات إجمالي حجم الانفاق على الحملات الانتخابية بحوالي 50 مليون دينار كحد أدنى، تتمثل بالدعاية الانتخابية ونفقات المقرات.
وربط هؤلاء بين الانفاق وعطلة عيد الأضحى المبارك التي استمرت 9 أيام، إلى جانب اشتداد المنافسة بين المرشحين في استقطاب أكثر عدد من الناخبين.
وبينوا، في أحاديث لـ”الغد”، أن المقرات في العيد والأيام الأخيرة قبل الاقتراع الذي يجري اليوم الثلاثاء، شهدت إقبالا أكثر من الناخبين والمؤازرين، ما زاد من حجم الانفاق.
ويقدر عدد من يحق لهم الانتخاب بأكثر من 4 ملايين شخص، يتركزون في العاصمة عمان بواقع 1.5 مليون ناخب، وإربد (حوالي 750 ألف ناخب) والزرقاء (حوالي 583 ألف ناخب)، والباقي يتوزعون على مختلف محافظات ودوائر المملكة.
وقدر مدير حملة أحد مرشحي الانتخابات في العاصمة عمان، رفض الكشف عن اسمه، إجمالي إنفاق المرشحين على الانتخابات في المملكة بنحو 50 مليون دينار كحد ادنى.
وبين أن التقديرات في العاصمة عمان تشير إلى أن ما اصطلح على تسميتها بـ”دائرة الحيتان” أنفقت حوالي 10 ملايين دينار، بمعدل 1 مليون دينار للقائمة الواحدة، حيث تجاوزت نفقات قوائم المليون دينار، فيما قلت نفقات قوائم أخرى عن هذا الرقم.
وقال إن دوائر أخرى في العاصمة عمان كالدائرة الخامسة التي بلغ عدد القوائم فيها 13 قائمة، ويزيد من حجم الانفاق في العاصمة عمان، ناهيك عن الدوائر الأخرى في العاصمة.
وأكد مدير حملة المرشح أن الانفاق يقل في الدوائر الأخرى، سيما الموجودة خارج العاصمة عمان، لكن التقديرات لن تقل عن 50 مليون دينار.
ووفقا لآخر الأرقام الرسمية الصادرة عن الهيئة المستقلة للانتخابات بلغ عدد المرشحين للانتخابات الحالية 1252 مرشحا، وبلغ عدد القوائم 226 قائمة.
فيما قدّر مدير حملة انتخابية لأحد المرشحين، محمود سعيد، حجم الإنفاق بنحو 75 مليون دينار، معظمها تم إنفاقه في العاصمة عمان.
وقال سعيد إن الرقم يتجاوز المقدّر ضمن قانون الانتخابات، الذي وضع سقوفا لحجم الانفاق في الدوائر حسب عدد الناخبين.
وبين سعيد أن تزامن عطلة عيد الأضحى مع الأسبوعين الأخيرين لسباق الترشح، زاد من الكلف التي يتحملها المرشحون للانتخابات.
وبموجب المادة (14/ ب) من التعليمات التنفيذية الخاصة بقواعد حملات الدعاية الانتخابية فإن السقف الإجمالي للإنفاق على الحملة الانتخابية يُحدد وفق معايير تتعلق بحجم الدائرة الانتخابية، وعدد الناخبين وتكلفة المعيشة؛ بحيث تلتزم القوائم المترشحة بالسقف المالي، ومقداره (5) دنانير لكل ناخب في دوائر محافظات العاصمة وإربد والزرقاء، و(3) دنانير لكل ناخب في باقي الدوائر.
من جهته، قال الخبير الاقتصادي، زيان زوانة، أن تقدير كلف انفاق المرشحين ليس بالمسألة السهلة، إلا أن عشرات الملايين انفقت على عدد من القطاعات الاقتصادية المختلفة مما اسهم بتحريك الطلب عليها.
ولفت الى أن العاصمة عمان حكما تعد الاعلى من حيث الإنفاق على حملات المرشحين بها، ومن ثم تليها إربد، فالزرقاء وباقي المحافظات.
وقدر الخبير الاقتصادي، حسام عايش، كلفة الإنفاق على العملية الانتخابية بعشرات ملايين الدنانير، تتضمن لافتات ودعايات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار الى ان الانفاق على الدعايات الانتخابية يشمل كذلك المقرات للمرشحين والتي تنصب لأيام عديدة يتخللها انفاق على المشروبات والحلويات ما ساهم في تنشيط قطاعات اقتصادية.
ولفت عايش إلى أن من ضمنها الإنفاق على ما يسمى بـ”المال السياسي”، أو “المال الأسود”، ناهيك عن الإنفاق على الدعاية الانتخابية من لافتات ودعايات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والإنفاق على متطلبات مختلفة كالمقرات الانتخابية وغيرها.
ويشمل الإنفاق على الحملات الانتخابية، إلى جانب الدعاية الانتخابية في وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة والمسموعة، الإعلانات الخارجية، وأجور الطباعة، والنقل والعاملين في الحملات الانتخابية، والطعام والمشروبات والحلويات، إلى جانب 500 دينار عن كل مرشح غير قابلة للاسترداد لدى تسجيل نفسه، وتحسب هذه المبالغ كإيراداتٍ للدولة، فيما تدفع كل قائمة مبلغاً وقدره 2000 دينار تأميناً لالتزامها بأحكام الدعاية الانتخابية، ويمكن استرداد المبلغ في حال رفض طلب المرشّح أو في حال عدم مخالفته للأحكام.
وقدر ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الاردن، رائد حمادة، انفاق المرشحين (على المواد الغذائية) حوالي 5 ملايين دينار منذ بدء الحملات الانتخابية.
وبين حمادة، لـ”الغد”، ان المواد الغذائية التي زاد الطلب عليها من قبل المرشحين ولجان المؤازرة تتمثل في مدخلات اعداد الاكلة الشعبية (المنسف) والعصائر والمياه، إضافة الى الحلويات من مختلف انواعها.
وقال حمادة “رغم تنشيط الحملات الانتخابية الطلب على المواد الغذائية الا انها تعتبر اقل من مستويات الطلب التي تم تسجيلها خلال الدور الانتخابية الماضية”.
وأرجع حمادة تراجع الانفاق الى مجموعة من العوامل أهمها التأخر في افتتاح المقرات الانتخابية للمرشحين، إضافة إلى تجنب العديد من المرشحين إعداد الولائم خوفا من ان تحسب “مالا سياسيا”.
وتوقع حمادة ان يستمر نشاط الحركة التجارية على المواد الغذائية خلال الفترة المقبل، خصوصا على الحلويات وإعداد الأكلة الشعبية (المنسف) خصوصا بعد صدور النتائج الانتخابات.
من جانب آخر، وبحسب تعليمات الهيئة المستقلة للانتخاب بخصوص قواعد الدعاية الانتخابية للقوائم المترشحة في انتخابات مجلس النواب الثامن عشر فإن القوائم الانتخابية معنية بالإفصاح عن موارد تمويل حملاتها الانتخابية.
ووفق مصدر حكومي لـ”الغد” فإن سقف الانفاق للقائمة الواحدة يصل الى حوالي مليون دينار في كل قائمة في حده الاعلى.
في سياق متصل، كان لخدمات الاتصالات وتطبيقات التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري دور كبير في الانتخابات النيابية التي من المقرر إجراؤها اليوم، وفي الدعاية الانتخابية للمرشحين طيلة الاسابيع القليلة الماضية، فقد كانت خدمات الاتصالات التقليدية مثل الرسائل النصية القصيرة، والدعاية الانتخابية عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” اساسية لإيصال افكار المرشح الى الناخب الاردني.
وقد كان تواجد المرشحين وخصوصا على شبكة الفيسبوك الاجتماعية، الاوسع انتشارا بين الناس، ملاحظا ولافتا مقارنة بالانتخابات النيابية السابقة؛ حيث لم تكن وقتها هذه الشبكة مستخدمة ومنتشرة بالشكل الذي تستخدم عليه اليوم من قبل الاردنيين.
وقال المستشار والمدرب في مضمار الاعلام الاجتماعي، خالد الاحمد، إن تواجد مرشحي الانتخابات النيابية الحالية على شبكات تواصل الاجتماعي، وخصوصا الفيسبوك كان لافتا ومميزا في هذه الدورة، من حيث الكم والنوع وطريقة الاستخدام والترويج.
وأوضح الاحمد أن ما شاهدناه من ترويج ودعاية انتخابية سواء لمرشحين أو لقوائم عبر الفيسبوك يعكس زيادة ادراك ووعي الناس والمرشحين بأهمية شبكات التواصل الاجتماعي في الوصول الى قواعدهم الانتخابية وجمهور الناخبين.
وقال إن انفاق واعتماد المرشحين على شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيسبوك اخذ اشكالا متنوعة؛ منها الترويج المباشر المدفوع للوصول الى اكبر شريحة من الناس، والاعتماد على مدير لإدارة الإعلام الاجتماعي للحملات الانتخابية على شبكات التواصل الاجتماعي، والاعتماد على الترويج من خلال المؤثرين، فضلا عن الاستعانة بالتقنيات والخدمات الجديدة على الفيسبوك مثل تقنية البث المباشر “فيسبوك لايف” لمخاطبة والتواصل مع الناخبين.
ويستخدم الانترنت في الاردن نحو 8 ملايين مستخدم، فيما يقدر عدد مستخدمي الفيسبوك بحوالي 5 ملايين مستخدم، و250 ألفا لشبكة “تويتر”.
وفي سياق متصل بينت نتائج إجراء مسحي نفذه برنامج راصد لمراقبة أداء المجالس الانتخابية مؤخرا حول استخدام الفيسبوك في الترويج الانتخابي بان نسبة 65 % من المرشحين يمتلكون حسابات وصفحات على شبكة الفيسبوك، وان نسبة 40 % من القوائم الانتخابية تمتلك حسابات على “الفيسبوك”.
معنى ذلك وبالاستناد الى النسب التي خرجت بها دراسة “راصد” فإن عدد المرشحين الذين يمتلكون حسابات على الفيسبوك يقدر بـ814 مرشحا، والقوائم التي تمتلك حسابات على الفيسبوك يقدر بحوالي 90 قائمة.
واستنادا الى كل هذه الارقام والنسب، قال الاحمد إنه على افتراض ان كل المرشحين الذين يتواجدون على الفيسبوك، والقوائم التي تتواجد على الفيسبوك، قد انفقت بالمعدل 1400 دينار على الترويج عبر الفيسبوك (وهذا المعدل يشمل الترويج المباشر المدفوع لفيسبوك، أو من خلال مؤثرين، ومديري حملات اعلام اجتماعي)، فإن التقديرات تظهر أن إجمالي ما انفق على الترويج عبر الفيسبوك يبلغ حوالي 1.8 مليون دينار (1.73 مليون دينار للمرشحين، و180 الف دينار للقوائم).
إلى ذلك، بينت نتائج المسح الذي اجرته “راصد” أن نسبة القوائم الانتخابية التي تمتلك صفحات على “فيسبوك” قد وصلت إلى 40 % من مجموع القوائم المترشحة تركزت معظمها في محافظات العاصمة والزرقاء وإربد، فيما وصلت نسبة القوائم التي لا تمتلك صفحات إلى 60 % من مجموع القوائم المترشحة.
وفيما يخص الترويج مدفوع الأجر لصفحات ومنشورات القوائم، فقد تبين من دراسة” راصد” أن 29 % من القوائم التي تمتلك صفحات على “فيسبوك” تعتمد آلية الترويج المدفوع لزيادة فرص الوصول إلى الجمهور، بينما وصلت نسبة القوائم التي تمتلك صفحات على “فيسبوك” ولا تستخدم الترويج المدفوع 71 % من مجموع القوائم.
أما فيما يخص تتبع صفحات وحسابات المرشحين فقد تبينّ أن نسبة المرشحين الفاعلين على موقع “فيسبوك” قد وصلت إلى (65 %) بينما لم يتم إيجاد أي صفحات أو حسابات لما نسبته (35 %) من المرشحين، وبخصوص تحليل المحتوى فقد تبينّ أن (95%) من المرشحين الذين يملكون حسابات وصفحات على “فيسبوك” ينشرون محتوى الوسائط المتعددة لاستقطاب الجمهور، كما بينت الدراسة أن 19 % من المرشحين الذين يملكون صفحات أو حسابات خاصة على “فيسبوك” ينشرون برنامجهم الانتخابي.
وبالنظر إلى مجموع المتابعين في صفحات القوائم المترشحة فقد وصل مجموع أعداد المتابعين إلى 115 ألف متابع فقط لجميع القوائم التي تملك حسابات وصفحات على موقع “فيسبوك”. فيما وصل مجموع أعداد المتابعين على صفحات وحسابات المرشحين الشخصية إلى 2.93 مليون معجب، ومن الجدير ذكره أن أحد المرشحين وصل عدد المعجبين على صفحته 1.17 مليون معجب فيما تلاه مرشح وصل عدد المعجبين على صفحته 800 ألف معجب.
وقدر المسؤول الاعلامي في نقابة اصحاب السيارات السياحية، رند ضياء، حجم انفاق المرشحين لاستئجار سيارات سياحية بحوالي 50 الف دينار، مبينا انه رقم متواضع اذا ما تمت مقارنته بالحملات الانتخابية خلال السنوات الخمس الماضية.
وبين ضياء، في تصريح لـ”الغد”، أن عدد السيارات السياحية في المملكة يصل الى حوالي 8.900 سيارة لم يتجاوز عدد السيارات التي استؤجرت لحملات المرشحين الانتخابية الـ100 سيارة؛ حيث ان متوسط استئجار السيارة الواحدة ولمدة شهر واحد يصل إلى 500 دينار.
وأوضح ضياء أن هنالك سوقا موازيا لعمل السيارات السياحية وهي الباصات الصغيرة والسيارات ذات النمرة البيضاء والتي تعمل بأضعاف مضاعفة مقارنة بالسيارات السياحية.

المصدر: صحيفة الغد الأردنية

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى