ريادة

طيار أردني في الإمارات يقود أكبر طائرة ركاب في العالم

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- بدأت رحلته في قطاع الطيران المدني إثر حصوله على رخصة الطيران التجاري من أكاديمية طيران الشرق الأوسط في عمّان العام 2006، بعدها تقدم للعمل في الملكية الأردنية وتم قبوله بعد اجتياز الاختبارات الأولية، ووقع عليه الاختيار لقيادة طائرات الإيرباص A310، “وهي طائرات من الطراز التقليدي القديم”، ذلك ما يقوله الطيار صالح محمد أمين قارت عن بداياته في عالم الطيران.
ويضيف صالح: “أمضيت بضع سنوات على هذه الطائرات أكسبتني الخبرة للانتقال الى مرحلة جديدة، وهي قيادة طائرات ذات تقنيات حديثة فتم تحويلي الى طائرات الإيرباص A340 ذات الأربعة محركات والتي تعمل على الرحلات الطويلة. ثم تم دمج أسطول طائرات الإيرباص A330؛ حيث أصبحت مؤهلاً لقيادة كلا الطرازين. واحتاجت الشركة بعد سنوات عدة الى طيارين للتحول لقيادة عائلة طائرات الإيرباص A320، فكنت أحد الطيارين الذين تطوعوا للتحول لقيادة هذه الطائرات، وبذلك أصبحت أحمل رخصة طيران تشمل أربعة طرازات من الطائرات”.
اكتسب صالح، خلال تلك المدة الزمنية الخبرات اللازمة للمضي قدماً والتقدم للعمل في طيران الإمارات، صاحبة الشهرة الرفيعة في اختيار الطيارين ذوي الخبرة والكفاءة لقيادة أسطولها الحديث، وتمكن من اجتياز الاختبارات كافة بحيث تم قبوله للعمل في العام 2015 مباشرة لقيادة طائرات الإيرباص A380.
وقال: “كل ما يحتاجه الانتقال إلى قيادة الإيرباص A380 دورة تحويلية تتفاوت مدتها اعتماداً على الخبرات السابقة لكل طيار. وقد كانت مدة الدورة المعطاة لي أربعة أشهر من التدريب المكثف على أيدي مدربين طيارين وأرضيين يتمتعون بخبرات واسعة جداً في مجال التدريب”.
ويرى الكابتن صالح أن ما يميز قيادة طائرة الايرباص العملاقة A380 عن باقي الطائرات الأخرى يكمن في أن “قمرة قيادة الطائرة الإيرباص A380 شبيهة بعائلة طائرات الإيرباص الأخرى، لذلك فإن قيادتها لا تختلف كثيراً عن طائرات الإيرباص الأصغر حجماً. لكن مقارنة بطائرات البوينج، فإن قيادة الإيرباص تتم عن طريق عصا التحكم side stick في حين ما تزال طائرات البوينج الحديثة تحتوي على عجلة القيادة التقليدية. وهناك أيضاً فروق في مواضع بعض أجهزة وعدادات الطائرة. لكن أهم ما يميز الإيرباص A380 أنها أكبر طائرة ركاب في العالم. كما أن طيران الإمارات زودتها بتجهيزات ومرافق فريدة ومبتكرة”.
ودخلت طائرة الإيرباص A380 الخدمة ضمن أسطول طيران الإمارات العام 2008؛ حيث انطلقت أول رحلة لها على خط دبي- نيويورك. واليوم يضم أسطول طيران الإمارات 83 طائرة من هذا الطراز تخدم رحلات الناقلة إلى أكثر من 40 وجهة ضمن شبكة خطوطها، التي تغطي ما يزيد على 150 مدينة في 83 دولة ضمن قارات العالم الست. وهناك طلبية قائمة لـ39 طائرة أخرى من هذا الطراز.
وبالإضافة إلى الرحلات المنتظمة التي تعمل بطائرات الإيرباص A380، دأبت طيران الإمارات على تشغيل هذه الطائرة إلى عدد من محطاتها لمرة واحدة احتفالاً بمناسبات معينة، مثل اليوم الوطني لدولة ما، أو بمناسبة مرور عدد من السنوات على بدء خدمة تلك الدولة، أو لترويج فعالية رياضية ترعاها طيران الإمارات.
وقررت طيران الإمارات تسيير الإيرباص A380 إلى مطار الملكة علياء الدولي يوم 25 أيلول (سبتمبر) الحالي بمناسبة مرور 30 عاماً على انطلاق أول رحلة لها إلى عمّان؛ حيث تشغل حالياً 3 رحلات يومياً، لاسيما أن مطار الملكة علياء الدولي أصبح مهيأ لاستقبال هذا الطراز من الطائرات.
ويقول الطيار صالح: “تستخدم طائرة الإيرباص A380 مدرجاً عادياً للإقلاع والهبوط، فهي لا تحتاج إلى مدرج أطول. لكن من ناحية المبنى وجسور صعود ونزول الركاب، فإنها تحتاج إلى جسرين نظراً إلى وجود طابقين للطائرة؛ حيث يصعد ركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال عبر الجسر العلوي، في حين يصعد ركاب الدرجة السياحية على الجسر السفلي. كما يتطلب تحميل حاويات وجبات الطعام ومستلزمات الرحلة على الطائرة رافعات خاصة أيضاً. ويمكن استخدام السلالم للصعود والنزول، ونقل الركاب بالحافلات، لكن ذلك يستغرق وقتاً طويلاً نظراً لعدد الركاب الكبير؛ حيث تستوعب الطائرة 517 راكباً في الدرجات الثلاث”.
ويضيف الكابتن طيار صالح: “توفر طائرة الإمارات الإيرباص A380 مجموعة من المبتكرات الجوية الكفيلة بجعل الرحلات أكثر متعة وراحة للركاب في جميع الدرجات. وتتيح الدرجة الأولى لركابها الاسترخاء في واحد من أجنحتها الخاصة الفخمة، البالغ عددها 14، والتي تحتوي على مقاعد تتحول إلى أسرة مستوية تماماً. وطيران الإمارات هي الأولى على مستوى العالم التي توفر حجرتي حمام (شاور سبا) بكامل تجهيزاتهما في الدرجة الأولى، بما في ذلك الدوش. وتضم الطائرة كذلك الصالون الجوي لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، الذي يتيح لهم التعارف والتواصل وتناول المرطبات والمأكولات الخفيفة، جلوساً أو وقوفاً برفاهية النادي الخاص”.
كما يمكن لركاب درجة رجال الأعمال، وفق الكابتن صالح “الاسترخاء في مقاعد تتحول إلى أسرة مستوية بالكامل بطول مترين. أما ركاب الدرجة السياحية فيمكنهم الجلوس في مقاعدهم براحة تامة؛ حيث تبلغ المسافة بين صفوف المقاعد 33 بوصة”.
ويقول الكابتن طيار صالح: “يتوفر على الطائرة كذلك نظام طيران الإمارات الفريد للمعلومات والاتصالات والترفيه الجوي ice ذي الشاشة الرقمية العريضة، الذي يتيح للركاب في جميع الدرجات اختيار ما يحلو لهم من البرامج المرئية والمسموعة عبر ما يزيد على 2500 قناة منوعة، بما في ذلك أكثر من 500 فيلم عالمي، وبرامج تلفزيونية شهيرة وآلاف الساعات من الموسيقى الكلاسيكية والحديثة وأفلام وبرامج الأطفال. وتتيح طيران الإمارات لركابها إمكانية الارتباط بخدمة الإنترنت اللاسلكي Wi-Fi؛ حيث تتوفر هذه الخدمة حالياً على أكثر من نصف عدد الطائرات، بما فيها أسطول الإيرباص A380 بأكمله. ويوجد نظام الإضاءة الذكية في كل درجة، بالتكامل مع قبة سماوية مرصعة بالنجوم. ويجري خلال الرحلة تعديل مستوى الإضاءة داخل الطائرة ليعكس الوقت في الوجهة المقصودة، الأمر الذي يساعد الركاب على التخفيف من آثار إعياء السفر Jet Lag الناجم عن الانتقال عبر المناطق الزمنية”.
الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى