اقتصاد

“أوبك” وسط المنافسة الإقليمية

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- هل تُهم “أوبك” كثيراً؟ يستشهد هؤلاء الذين يرون بأن لا أهمية لمنظمة الدول المصدرة للنفط، الملقبة أيضاً بمنظمة منتجي النفط، بثلاثة أسباب على الأقل للاعتقاد بأن لا فائدة ترجى منها.
فلا يتفق الأعضاء الـ14 فيما بينهم، بينما لا يقل عن ذلك أهمية كون المنظمة تضم منافسة إقليمية مريرة تأتي من إيران والسعودية، وحتى وإن وافقت المنظمة على شيء ما، فقليلاً ما تنجح مواثيقها في النهاية، لأن هناك الكثير من النفط الذي ينتج الآن في مواطن أخرى غيرها -في المناطق النائية كسيبيريا وأميركا. وفي حال لم تؤد اتفاقيات أوبك الغرض المطلوب منها، لن يكون هناك أي سبب يجبر أعضائها على الإلتزام بها.
وبالنسبة إلى هؤلاء الذين يظنون أن وجود “أوبك” ما يزال في غاية الأهمية، فهم يستطيعون الآن أن يعرضوا حجة قوية تدعم رأيهم: وهي الجزائر في العام 2016. ففي الـ28 من شهر أيلول (سبتمبر)، اجتمع أعضاء “أوبك” في الجزائر بشكل غير رسمي، واتفقوا على تخفيض الإنتاج لأول مرة منذ 2008.
وكان مقدار الانخفاض المتفق عليه متواضعاً حيث حدد الإنتاج فيما بين 32,5 مليون و33 مليون برميل يومياً، ما يقدر من حيث النسبة فيما بين 0.7 % و 2.2 % أقل من الإنتاج الحالي. وكان من المحتمل أن ينخفض إنتاج المملكة العربية السعودية على أية حال نظراً لاقتراب فصل الشتاء.
وكان الاتفاق غامضاً نوعاً ما أيضاً. وسوف ينتظر الأعضاء اجتماعهم الرسمي في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام لتسوية كيفية توزيع هذا التخفيض بينهم. ومع ذلك، ارتفع سعر النفط بنسبة تجاوزت الـ5 % (قبل أن تخف إلى حد ما)، عقب إصدار تقرير الاجتماع. وفيما يخص سؤال إذا ما كان وجود الأوبك مهماً أم لا، قدمت لنا السوق الإجابة المثبتة بالأدلة والمقبولة التي نريد.
المنظمة تشهد حاليا صراعا مباشرا مع أعضاء مثل إيران، لاسيما وأن الجمهورية الإيرانية وضعت نصب عينيها رفع إنتاجها النفطي في أسرع وقت ممكن، عقب رفع العقوبات الدولية عنها في وقت سابق من العام الحالي.
وأصبح اتفاق الجزائر ممكناً فقط لأنه قد بدا وأن إيران قد انتصرت بالحجة الأقوى. وبالتالي، سوف يتم السماح لها بالإنتاج “بالمستويات القصوى المنطقية”، وفقا لوزير الطاقة السعودي –ما يعتبر موقفاً سعوديا لينا ربما يعكس قيودا أكثر صرامة في الأراضي السعودية. وقد ترك انخفاض أسعار النفط المملكة بطبيعة الحال مع عجز في ميزانية بلغت نسبته 15 % من الناتج المحلي الإجمالي في العام الماضي.
ولكن هل سينج الاتفاق في حل الأزمة؟ لقد حرك أسعار النفط فعليا في الواقع. ولكن بعد ذلك، قد يقول قائل، ما الذي لا يحركها؟ لقد كانت أسواق النفط متقلبة على نحو غير اعتيادي هذا العام، بينما تكافح من أجل العثور على تأثيرات ومواقف لها في المشهد الجديد، يعلمها نمو عالمي أبطأ ومنتجوا نفط الصخر الزيتي الأكثر مرونة وعودة إيران.
ووسط الشكوك العظيمة حول هذه الأسس التي خضعت للتغيير، يمكن لتجار الذهب الأسود أن يسقطوا في التشكيك مرة أخرى ببعضهم البعض. وحتى لو كان كل تاجر يشكك بأن الأوبك لم تعد مهمة بعد الآن، ستبقى قوية حتى يعلم كل شخص بأن الجميع غيرهم يوافقون على هذا الرأي في النهاية.

“الإيكونوميست”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى