الرئيسيةخاصريادة

الريادة في تقنية المعلومات ليست جلوساً مريحاً خلف جهاز حاسوب

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

شهدت بيئة ريادة الاعمال في المملكة خلال السنوات الخمس الماضية طفرة كبيرة وتوجها متزايدا من الشباب الاردني بالتخلي عن الوظيفة التقليدية والبدء بمشاريعهم الخاصة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي يتميز بانخفاض التكاليف والطلب المتزايد على منتجاته وافكاره لا سيما تلك القائمة على الانترنت.

واسهم في هذه الفورة من مشاريع الانترنت، تعدد وتنوع حاضنات الاعمال وتركيز المستثمرين والصناديق الاستثمارية في توجيه استثماراتهم لهذا القطاع الذي اثبت قوته عالميا وتاثيره الكبير في الاقتصاد العالمي المتوجه يوما بعد يوم للمعرفة وتقنية المعلومات بتقنياتها وأجهزتها المختلفة.

وساعد على هذا التوجه قصص النجاح المحلية والعالمية التي شغلت الدنيا في بعض الحالات ومنها على سبيل المثال قصة نجاح تطبيق ” واتساب” الذي اسسه شابان في امريكا قبل خمس سنوات واستطاعا انجاحه بشكل لافت لتستحوذ عليه ” فيسبوك” بداية العام الحالي بصفقة بلغت قيمتها 19 مليار دولار.

غير ان كل ذلك لا يعني بان الريادة في تقنية المعلومات هي طريق سهلة، بمجرد امتلاك فكرة متميزة، ولكنها طريق صعبة تعج بالتحديات والصعوبات كما هي حال كثير من الاعمال، اذا يؤكد خبراء بان الفشل والمشاكل ستواجه الريادي في طريق بناء مشروعه حتى ولو كانت فكرته متميزة، وعليه العمل على مواجهة ههذ المشاكل والعمل بجد وصبر واصرار وهذه الامور هي المكون الاساسي لشخصية الريادي الحقيقي.

ويقول الخبراء بان نسبة تصل الى 90% من الشركات الريادية حول العالم تواجه الفشل وبان نسبة 10% هي التي تلقى النجاح، ومحليا كانت بيئة حاضنة الاعمال ” اويسس 500″ التي تدعم وتؤهل الشركات الريادية الاردنية منذ اربع سنوات قد كشفت بانه من بين 96 شركة ريادية استثمر بها الصندوق طيلة السنوات الربع الماضية الا ان 19 شركة منها خرجت من الشوق وفشلت في اكمال مشيرتها ولاسباب مختلفة لعل اهمها عدم فهم السوق بالشكل الكافي.

وبشكل عام يؤكد الخبراء بان ريادة تقنية المعلومات على ما تتميز به من سهولة في البداية وانخفاض تكاليف انشاء المشروع وسهولة تسويقه في كثير من الحالات عبر الانترنت، الا ان الريادة في هذا القطاع ليست طريقا سهلة على الاطلاق وقد تواجه الفشل في مراحل متعددة من حياة المشروع لا سيما عند البدء بتسويق المنتج وتوزيعه، عندما تبدا باكتشاف ردة فعل الناس وتقبلهم للمنتج.

دراسة عربية لمؤسسة ” ومضة ” – وحملت عنوان ” تخطي العقبات أمام رواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقا لتطوير وتوسيع أعمالهم” – اكدت قبل سنتين على ان البيئة الداعة لريادة الاعمال في المنطقة هي في توسع ونمو، ورصدت وقتها اكثر من 140 مؤسسة نشطة تعمل مع رواد الأعمال في المنطقة.

وذكرت الدراسة – التي كانت باكورة دراسات مختبر ومضة للأبحاث – أنّ أهم التحديات التي تواجه ريادي الاعمال في المنطقة تكمن في صعوبة استقطاب المواهب وتسويق المنتجات إضافة إلى قلة التمويل التي قد تعيق رواد الأعمال حتى هؤلاء الذين قد تتوفر لهم مصادر تحقق لهم التقدم بشكل أكبر من غيرهم.

ويقول وزير الاتصالات الأسبق – رئيس مجلس ادارة صندوق ” اويسس 500″- مروان جمعة بان الريادي الاردني والمجتمع بشكل عام يفتقرون اليوم الى ” ثقافة تقبل الفشل” ، مؤكدا بان الفشل هو جزء من عمل الريادي يعلمه الكثير اكثر ما يتعلم من النجاح.

ويرى جمعة بان ريادة تقنية المعلومات على الرغم من ميزاتها وتسهيلاتها مقارنة بالريادة في قطاع اخرى، الا انها طريق صعبة، وعلى الريادي ان يدرك ذلك منذ البداية، باختصار يقول جمعة : ” على الريادي ان يقتنع منذ البداية بانه يخاطر”.

ويقول جمعة – الذي يمتلك رصيد كبير من الخبرات في انشاء شركات تقنية – ان على الريادي ان يبدأ بتصميم وارادة ويواصل طريقه بهذا الشكل، مشيرا الى ان الريادي قد يحرم نفسه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي من الكثير في بعض مراحل مشروعه الريادي وذلك في سبيل في الوصول الى النجاح الذي قال انه يقوم على فكرة مشرو تحل مشكلة او تسد حاجة منقوصة في السوق وبان تقليد فكرى غربية وتطبيقها في السوق المحلية ليس بالامر السلبي اذا كنات هذه الفكرة غير معربة او غير موجودة بقالب محلي.

وينصح جمعة الريادي بضرورة التحلي بقناعة وحب وشغف بالفكرة التي يبني عليها المشروع وتكوين فريق العمل المتكامل الذي من شانه ان ينجحه في الوصول الى النجاح، ولكن الاهم دراسة السوق ومعرفة احتياجاته وتكوين المنتج بشكل يلبي تلك الاحتياجات.

ويقول : ” على الريادي ان يدرك بان النجاح لن ياتي بسهولة، واذا ما فشل عليه المحاولة مرة تلو الاخرى حتى يصل الى ما ينشد اليه”.

خلال العام الحالي 2014 التقت ” هاشتاق عربي” بالريادي الاردني الذي يعمل في مهندسا في شركة ” جوجل” العالمية وله العديد من التجارب والاختراعات في قطاع تقنية المعلومات سامي شلبي الذي اكد بان الريادة ليست طريق سهلة على الاطلاق وبان الريادة في افضل بيئات الاعمال وبتواجد افضل حاضنات الاعمال ليست سهلة على الاطلاق فالامر يتعلق بمنتج يجب على المجتمع ان يتقبله ويجب على الريادي ان ينجح في توزيعه وتسويقه.

ويقول شلبي – الذي يعمل في “جوجل” منذ العام 2007 ويمتلك خبرة تزيد عن 10 سنوات في مجال البرمجيات؛ إن “الريادة ليست بامتلاك الفكرة فقط وإن كانت فكرة فريدة من نوعها، ولكنها طريق طويلة سيصادف فيها الريادي الكثير الكثير من المتغيرات والحواجز”.

ويضيف شلبي : ” على الريادي في كل مرة التغب على هذه الحواجز والمتغيرات ويطوع منتجه بالشكل الذي يتواءم وتغير السوق”، مشيرا الى أن الدراسات والارقام العالمية تظهر ان 9 من 10 افكار ريادية تتعرض للفشل في اكثرية المجتمعات الريادية حول العالم.

ويشير شلبي إلى أن على الريادي اختبار السوق بالاعتماد على التجربة والخطأ، واذا ما فشل مرة عليه المحاولة مرة اخرى، ويقول : ” ان الريادي الحقيقي هو الذي ينهض من ن جديد ويحاول مرة اخرى……”.

وخلال السنوات القليلة الماضية شهدت صناعة الالعاب الالكترونية الاردنية خروج عدد من شركات الالعاب الالكترونية اما بتصفية اعمالها بشكل نهائي او بتحويل عملياتها الى نموذج اخر، وهو الأمر الذي ارجعه رئيس رابطة الالعاب الالكترونية الاردنية نور خريس الى ” التحديات” الكبيرة التي يواجهها رياديو الاعمال في هذا القطاع على راسها عدم توافر التمويل والاستثمار لتوسيع الاعمال، او عدم دراسة الشركة الريادية للسوق بشكل مستفيض وعدم ملاحقة التطورات المتسارعة في القطاع.

ويرى خريس الريادة بأن الريادة في اي قطاع كان ليست بالامر السهل فهي طريق طويلة مليئة بالتحديات والمشاكل المفاجئات في كثير من الاحيان، وهنا تظهر ملامح الريادي الحقيقي الذي يجب ان يتحلى بالجلد والصبر والقدرة على التكيف وتحويل هذه التحديات الى فرصة.

ويقول خريس في حديثه لـ ” هاشتاق عربي” بان ريادة الاعمال في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشكل عام وفي صناعة الالعاب الالكترونية بشكل خاص تتميز بالكثير من المزايا التي تشجع الريادي على البدء بعمله الخاص بتكاليف منخفضة وسهولة في الوصول الى اسواق خارجية بتكاليف منخفضة ايضا عبر الانترنت ومتاجر التطبيقات، ولكنه يجب ان يدرك اهمية تقبل السوق للمنتج الذي يعمل عليه، وان يحرص على اخراجه بجودة عالية لان المنافسة في هذا القطاع لم تعد محلية بل هي عالمية بامتياز، وبالتالي يجب على الريادي ان يعمل على تصميم منتج يلاقي اعجابا واهتماما من قبل مستخدمين يتواجدون في دول مختلفة.

ودعا خريس رياديي تقنية المعلومات لعدم التوقف في حال تعرضوا للفشل والمحاولة اكثر من مرة للوصول الى منتج يلبي احتياجات السوق ويوصلهم الى النجاح الذي يتطلعون اليه.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى