ريادة

“مبتكرون صغار” يستعرضون اختراعات علمية متميزة

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- استعرض أطفال مشاريعهم التي اعتمدت على ركائز التفكير الناقد والتحليلي والبحث العلمي والعمل الجماعي، من خلال مختبر “المبتكرين الصغار” الذي أطلقته مؤسسة عبد الحميد شومان للعام 2015، بالتعاون مع منتدى العلماء الصغار.
هؤلاء الأطفال استطاعوا أن يجدوا حلولا عملية وعلمية للكثير من المشاكل اليومية التي تواجه المجتمع، كان ذلك عبر مختبر التفكير الناقد، وهو برنامج عالمي تمت ترجمته إلى العربية، ليتسنى لجميع الطلبة الراغبين بالمشاركة قراءة التفاصيل والتعرف على طبيعة المختبر، وهو طريقة عالمية مبتكرة تساعد الأطفال على الاستنباط والتقييم والقدرة على التفكير وكيفية تحليل السؤال، من خلال امتحان تحليلي مقسم على مستويات عدة، بحسب الفئة العمرية.
وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبدالحميد شومان، فالنتينا قسيسية، في الحفل النهائي لمختبر المبتكرين الصغار الذي أقيم يوم أول من أمس، “نحتفي اليوم باثنين وعشرين مبتكرا ومبتكرة، تم اختيارهم من خلال اختبارات عالمية لقياس مهارات التفكير الناقد من أصل 163 طالبة وطالبا أعمارهم بين 10 و13 عاما تقدموا للمشاركة، ونرى نتاج عام وأفكار مشاريع اعتمدت على ركائز التفكير الناقد والتحليلي والبحث العلمي والعمل الجماعي”.
وأضافت “هذه الركائز هي أساس نهضة الدول ودعامة تطورها، كانت هذه رؤية البنك العربي عندما بادر بإنشاء مؤسسة عبد الحميد شومان العام 1978، فعندما كانت الضرورة ملحة لتعزيز وتوجيه جهود البحث العلمي، كانت أولى خطوات المؤسسة إطلاق جائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب العام 1982 كأول جائزة عربية تُعنى بتحفيز العلماء الأردنيين والعرب للعطاء والتميز. ولما كانت هناك حاجة لتحقيق البحث العلمي قامت المؤسسة بإطلاق صندوق دعم البحث العلمي العام 1999، لدعم المجهود البحثي في الأردن”.
وبينت “سعينا لإيجاد سبل لتفعيل البحث العلمي وتشجيعه كفعل إنتاجي في الجامعات والمؤسسات. عقدت المؤسسة مباحثات عدة مع جهات وقامات وطنية مثل الدكتور أمين محمود والدكتور وليد ذيب لتطوير برامج تعمل على تنمية روح الابتكار والتفكير الناقد والتحليلي والبحث العلمي منذ الطفولة. وهو نموذج تشاركي مجتمعي يقوم على استقطاب متطوعين شغوفين من طلبة الجامعات وتطوير مهاراتهم بما يمكنهم من إرشاد وإلهام مبتكرينا الصغار على مدار رحلتهم”.
وخاض المبتكرون مراحل عدة من تدريبات علمية وتطبيقات عملية طوروا من خلالها مهاراتهم وقدرتهم على العمل الجماعي وقاموا بتحديد مشاكل تواجه المجتمع والخروج بحلول باستخدام الميكروكنترولر مبنية على المعارف والمهارات التي اكتسبوها خلال المراحل السابقة فقدموا بمساندة مشرفيهم أفكار ستة مشاريع علمية.
وذهبت قسيسية إلى أن هذه الدفعة من المبتكرين تواقون لإحداث أثر إيجابي في مجتمعاتهم أساسه المعرفة والابتكار.
وحرص القائمون في مؤسسة عبد الحميد شومان، على أن يكون هناك مساحة علمية وعملية للطلاب، لتساعدهم على تنمية التفكير الناقد لديهم، وذلك من خلال مواجهة مواقف وأسئلة تحثهم على البحث عن حلول ومن ثم تقييم الحلول واختيار الأنسب منها، ومن خلال المراحل النهائية للمشروع، تم الطلب من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و13 عاماً أن يقوموا باختراع وإنجاز مشروع باستخدام حقائب إلكترونية “ميكروكنترولر”.
وأشرف على المشاريع والدورات التي تم إعطاؤها للطلاب في المدارس، صاحب فكرة المشروع في الأردن الدكتور وليد ذيب، وهو مهندس من فلسطين، ساعد على نقل التجربة التي يقوم بها مع فريق متكامل في جامعة USLA، في أميركا، إلى مختبرات شومان في الأردن، لتكون الأولى من نوعها في مجال التفكير الناقد، والتي يمكن من خلالها تقييم الوضع العلمي والنقدي الفكري لدى الأطفال في الأردن، بالمقارنة مع الأطفال في مختلف دول العالم التي تقوم بالتجربة ذاتها.
المشاريع الستة التي تم عرضها في مؤسسة شومان، كانت تدل على تفكير عميق وتحليل دقيق وقدرة على التفاعل مع المشاكل اليومية وإيجاد الحلول لها من قبل الأطفال، على صغر سنهم، والتي أكد المشرفون عليها من طلبة الجامعات أن دورهم كان يقتصر على التحفيز والدعم في الأمور الإنشائية، بدون التدخل في الحلول التي يقوم بها الأطفال، وهي الطريقة التي يسعون من خلالها إلى ترك المجال للأطفال ليحلوا مشكلاتهم وينقاشوها ويضعوا لها الحلول العلمية.
وحرص الفريق المشرف على المختبر في مؤسسة شومان، على أن تكون هناك متابعة بين الأهل والمؤسسة، للتعرف على طبيعة التغيير الذي حدث للأطفال، سواء من الناحية العلمية أو السلوكية، ومدى تأثير مشاركتهم في المختبر على تحصيلهم الدراسي؛ حيث إن التنسيق تم بأن يكون العمل في المختبر في العطل الأسبوعية فقط والتوقف خلال فترة الامتحانات.
وحول آلية العمل في المختبر، تم تقسيم العمل على مراحل عدة، وهي ورشة التفكير الناقد، وورشة التجارب العلمية وورشة الكهرباء والإلكترونيات، وورشة تطبيقات عملية، وأخيراً مرحلة إنجاز المشاريع، والتي تكللت بنتائج مباشرة للمختبر أبرزها وجود ما يقارب 25 طالبا وطالبة يستخدمون مهارات التفكير الناقد في كل مناحي حياتهم، وما بين 6 و10 مشرفين قادرين على تشجيع وتحفيز الطلبة على استخدام التحليل واستنباط الحلول، وفي النهاية وجود مشاريع علمية مشتركة قائمة على أفكار مبتكرة لحلول قضايا مجتمعية.
ومن الأمثلة على ذلك مشروع “الخيمة الذكية”، والتي تعبر عن مدى تفاعل الأطفال مع القضايا التي تمس المجتمع الأردني وفيها حس إنساني، خاصة مع توافد اللاجئين بأعداد كبيرة إلى الأردن وبحاجة إلى مبالغ كبيرة لسد احتياجاتهم.
ومن هنا، جاءت فكرة الخيمة الذكية التي قالت إحدى المشاركات في إنجازها، جود الكايد، إنها تعمل على أنظمة الطاقة البديلة مثل الرياح والطاقة الشمسية، ويمكن استغلالها في المناطق الصحراوية التي يوجد فيها عدد كبير من الخيم للاجئين.
ومن الاختراعات الأخرى التي قدمها فريق أحمد وبشار وراشد وعمرو؛ “مطفأة الحريق الإلكترونية”، والتي تساعد على الإحساس المبكر للحريق في المباني، وتقوم بإطفائه بشكل ذاتي وبسرعة قبل أن ينتشر على مساحات واسعة ويسبب أضرارا مادية وبشرية، وقد اعتمد التصميم على استخدام المجسات الليزرية عالية التحسس والبرمجة التي تعمل على إعطاء الروبوت الأوامر، وأشرف على الفريق كل من أسامة الصفدي وماهر فاخوري.
المشروع الآخر كان عبارة عن فكرة مبتكرة تحت شعار “هيا نرعى البيئة”، والتي تسهم في رعاية النباتات آلياً، باستخدام مجسات استشعار الحرارة والرطوبة وري النباتات ذاتياً، والحد من حدوث الصقيع، أو رعاية النباتات بغياب السكان عن المنزل، على سبيل المثال في حالات السفر.
وقام بعمل هذا الاختراع، حلا وسينثيا وعبدالرحمن وليث، وأشرف على الفريق كذلك أسامة الصفدي وماهر خوري.
ومن خلال مشكلتهم اليومية في رفع الأشياء الثقيلة التي يمكن أن تصادفهم، ومنها قارورة المياه، قام فريق عامر وفاروق وعبد الكريم، باختراع روبوت قارورة المياه، يعمل بآلية معينة على رفع القارورة عن الأرض وتركيبها في مكانها المخصص، والتي يمكن أن يطوروها فيما بعد إلى رفع أشياء أكثر ثقلاً بحيث تكون عملية أكثر، وكان المشرفان على المشروع في هذا الاختراع؛ براء الكيلاني وحلا حماد.
ومن فكرة تنظيف الشبابيك اليومية لربات المنازل، خرج فريق حنان ورناد وزيد ومحمد بفكرة “الشباك ذاتي التنظيف”، والتي يمكن تطبيقها في البنايات الكبيرة التي تحوي مساحات شاسعة من الزجاج، والتي يمكن أن تخفض كلفة تنظيف تلك العمارات، والمحافظة على أرواح الذين يعملون على تنظيفها، وتم تصميم الاختراع بطريقة علمية دقيقة يمكن تطويرها فيما بعد لتكون أكثر من آلة تنظيف شبابيك، وأشرف على المشروع إبراهيم العمايرة ولمى أبو سالم.
أما الاختراع الأخير فكان عبارة عن “جهاز النقش الآلي”، الذي يسهم في توفير أجهزة تساعد المصممين على تطبيق تصاميمهم على الخشب بكلفة أقل، ويقوم الجهاز من خلال تقنية معينة تم تطبيقها في هذا الاختراع بالحصول على نقش 2D، بدقة، وقام بعمل الاختراع كل من حلا وخالد وسارة ومجد، وبإشراف حلا حماد وبراء الكيلاني.
الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى