مقالات

كتب التنمية البشرية… هل هي واقعية أم محض هراء خيالي؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- نادية فوزي- نقرأ الكثير من كتب التنمية البشرية، تلك التي تقول لك أن الحياة ستكون أفضل، وإنك ستجد العمل الذي ترغب فيه، وتسكن في الحي الراقي الذي طالما حلمت به، وستحصل على شريك حياة رائع، وغيرها وغيرها من الكتابات التي تلهب عقلك وإحساسك.

فتقرأ عن تطوير الذات، والتحكم في الانفعالات، وكيف تصبح محبوبًا عند الأخرين، وأفضل الوسائل لتربية طفلك والتعامل معهم… وغيرها من المهارات والأساليب التي – بلا أدنى شك – ساعد هذا العلم الشيق في أن نتعلمها لتساعد في أن تجعل حياتنا أفضل، تمسك في يدك إحدى هذه الكتب وتذهب بعقلك بعيدًا تصدق حقًا ما تقوله لك هذه الكتابات…

عندما تغمض عينيك، تجد تلك الحياة الرائعة التي تحلم بها، وما إن تفتح عينيك، تنظر لتجد واقع لا ترغب به… فتستمر بقراءة مثل هذه الكتب التي تعد بالكثير والكثير… ولكن في الحقيقة أنت لا تتحرك… أنت هو أنت والواقع من حولك كما هو… فماذا يحدث؟ هل المشكلة في هذه الكتابات؟ هل هي كاذبة؟

الواقع مقابل الخيال

في الحقيقة، معظم هذه الكتابات ليست كاذبة… ولكن المشكلة في أنك لا تعرف كيف تستخدمها بشكل فعال يحقق لك ما تريد. فعليك فقط أن تتعلم كيف تنتقي منها ما يناسب احتياجاتك، وتسخرها لما يحقق هدفك.

فعلم التنمية البشرية يهدف في الأساس إلى تطوير قدرات الأفراد النفسية والاجتماعية، وإكسابهم مهارات جديدة وهو علم هام للغاية في المجتمعات المتقدمة وتستخدمه لتحسين قدرات أفرادها لرفع مستويات الإنتاج والدخل، لذلك لا يمكننا أبدًا التقليل من قيمة كتب التنمية البشرية، ولكننا سنتعلم فقط كيف نتعامل معها بأفضل الطرق لنحصل منها على ما نريد وذلك عبر ثلاث نقاط هامة:

أولًا: اعرف ما الذي تحتاجه من كتب التنمية البشرية

التنمية الذاتية

اسأل نفسك أولًا من أنت؟ ما هي صفاتك؟ ما هي طريقة تفكيرك؟ سلوكك وأفعالك؟ تعرفك على نفسك سيساعدك كثيرًا على أن تتعرف على احتياجاتك من كتابات التنمية البشرية وتحصل بالفعل عليها.

ثانيًا: ما هي مشكلتك حقًا

تساؤلات

ما هي مشكلتك التي تواجهها وتجعلك تشعر بالحاجة إلى قراءة مثل هذه الكتب، هل مشكلة داخل نفسك؟ في طريقة تفكيرك أم في تعاملك مع الأخرين؟ هل مشاكل عملية، عاطفية، أم مشاكل عائلية؟ حدد حقًا ما هي مشكلتك بصراحة ووضوح.

ثالثًا: حدسك هو الأساس

الحدس

عليك أن تعلم أن كل كتابات التنمية البشرية هي تجارب وأفكار لأشخاص، وليست كتابًا مقدسًا أبدًا، فإذا أتيحت لهم الفرصة أن ينشروا تجاربهم على إنها هي الأفضل لك، فذلك ليس صحيحًا، فتجاربك أيضًا في الحياة هامة وتعبر عنك، فما يناسب غيرك قد لا يناسبك.

رابعًا: ما الذي استفدته حقًا

الثورة عن المألوف

عليك أن تحدد ما استفدته حقًا وتبدأ في تنفيذه، لن يمكنك معرفة إذا ما كان ما قرأته مفيد لك أم لا إذا بدأت في استخدامه. فلا يمكنك الاكتفاء بالقراءة والاطلاع فقط… عليك أن تضع ما تقرأه موضع التنفيذ، وإذا وجدت أن “أسلوب ما” غير مُجدي فلتبحث عن أساليب أخرى تصلح لشخصيتك ومواقفك في الحياة.

في النهاية، لا يمكننا أن ننكر أن الكثير من هذه الكتابات قد أفادتنا كثيرًا، وإن لم تحقق لك الفائدة التي ترغب بها على أرض الواقع سواء في حياتك الشخصية، العائلية، أو العملية… ولكنها على الأقل ساعدت على تمسكك بالصورة التي ترغب بأن تكون عليها. عليك فقط أن تتناول منها الجرعة المناسبة لك.
arageek

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى