مقالات

ترامب والسياسة النقدية في الأردن!

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- محمد عاكف الزعبي*- فاز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية . وما كان في الأمس مفاجأة أضحى اليوم واقعا. لكنه واقع مرتبك يكتنفه الكثير من الغموض وعدم الوضوح.
الاقتصاديون، كغيرهم، ما يزالون في حيرة من امرهم. مرد حيرتهم تصريحات ترامب التي لم تخل من التناقض والتضارب والشعارات العريضة وابتعاد ترامب عن الخوض في التفاصيل.
وسط هذه الفوضى كلها، يلتقي الاقتصاديون عند نقطة واحدة وهي أن أميركا مقبلة على سياسة مالية توسعية تشمل حزمة انفاق بقيمة قد تصل إلى تريليون دولار خلال السنوات العشر القادمة، بالإضافة إلى حزمة حوافز ضريبية.
ما سبق يعني شيئا واحدا بالنسبة للاقتصاد الأميركي: التضخم!
سوق السندات، وكما هي العادة، استشعر المستقبل؛ حيث ارتفعت أسعار الفوائد طويلة الاجل بشكل حاد لتعكس توقعات المستثمرين بتحسن معدلات النمو الاقتصادي، وسرعان ما تبعتها الفوائد قصيرة الاجل التي عكست توقعات المتعاملين في الاسواق بسياسة نقدية اقل توسعا قد تتضمن رفعات على أسعار الفوائد بوتيرة أسرع مما كان متوقعا قبل انتخاب ترامب.
ارتباط الدينار بالدولار، قد يملي على صاحب القرار النقدي أن يبدأ هو الاخر بتضييق سياسته النقدية. يدعم ذلك مؤشران رئيسيان هما: الهامش الضيق بين سعر فائدة الاساس وسعر فائدة الودائع للدينار الأردني، بالاضافة إلى تساوي أسعار الفائدة بين سندات الخزينة لعشر سنوات واليوروبوند 2027.
لم يستجب المركزي لرفعة الفيدرالي الأولى في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2015، لكنه قد يكون مضطرا لذلك في كانون الأول كانون الأول (ديسمبر) 2016 ، ومن غير المستبعد أن يكون أكثر تشددا من الفيدرالي بعد ذلك ليحافظ على جاذبية الدينار.
العام 2017 ، سيكون عاما صعبا من الناحية الاقتصادية، اذ تعتزم الحكومة اتخاذ سلسلة من الاجراءات التقشفية وأمام الظروف المشار اليها سابقا، وقد لا يكون أمام البنك المركزي متسع من المساحة لتحقيق التوازن مع السياسة المالية.
*الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى