ريادة

الملكة رانيا تدعو للتفكير الإبداعي لتحسين مستوى الطلبة

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله أن “نتائج امتحانات (تيمس) تعتبر مؤشرا على الاتجاه الذي نسير فيه”، متسائلة جلالتها إن “كان المحتوى الذي يقدم للطلبة يعتمد على الفهم والاستنتاج أو يركز على الحفظ”.
جاء ذلك، خلال زيارة جلالتها إلى مدرسة ماحص الثانوية للبنات، بحضور مجموعة من التربويين، ومشاركتها في ورشة عمل حول نتائج أداء الطلبة في اختبار (تيمس).
وحضرت جلالتها جانباً من تدريبات عملية لمعلمات مشاركات في دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة الذي تنفذه أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين.
وخلال ورشة العمل التي حضرها خمسون تربوياً وأدارها الدكتور أحمد قبلان، قالت جلالتها إن “التطوير يحتاج الى وقت، ولن نقبل أن تدفع الأجيال الحالية الثمن حتى يحدث التغيير، ولكن يمكن التفكير بطرق خلاقة وإبداعية لتحسين مستوى طلابنا حاليا، كاستخدام تطبيقات تقنية غير مكلفة تساعد المعلم وتعطيه أدوات لتوصيل المعلومة للطلبة وكيف يطبقها في حياته اليومية”.
وأشارت جلالتها الى العمل على إنشاء كلية لتدريب المعلمين بالتعاون مع الجامعة الأردنية، لاستيعاب أكبر عدد من المعلمين قبل التحاقهم بالخدمة.
وأكد التربويون المشاركون في الورشة أن “المناهج تركز على المعرفة وليس على الفهم والاستيعاب، كما أن أساليب التدريس تركز على التلقين ولا يتم دمج الطالب بنشاطات عملية تربط المعارف بمهارات الحياة والتطبيقات الحياتية”.
وأشادوا بشبكات تدريس الرياضيات والعلوم التي أنشأتها أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، كونها تعمل على ربط المفاهيم بواقع الحياة، وتدرب على استخدام وسائل بسيطة ومتوفرة لإيصال المفاهيم للطالب.
وفي حديثهم عن المناهج، أشاروا إلى أن هناك “كثافة وحشوا بالأفكار، وفي المقابل فإن الوقت المعطى لحصص العلوم لا يكفي لاستخدام استراتيجيات التدريس الفعالة، وبالتالي يحدث خلل في إيصال المفاهيم والمهارات للطلبة”، مؤكدين أن المنهاج “يجب أن لا يكون ثابتاً وجامداً ويحتاج إلى تطوير مستمر”.
وطالبوا بإثراء المادة بالأنشطة اللامنهجية، وتعزيز قدرة الطالب على توظيف المعرفة، وزيادة الوعي بأن يكون الطالب “ليس جامعا للعلامات بل قادرا على حل المشكلات”، مشيرين إلى أن “من بين التحديات التي تواجه معلمي العلوم والرياضيات ضعف الطلبة في القراءة وصعوبة فهم لغة السؤال”.
وحول تراجع أداء الطلبة في اختبار “تيمس”، أشاروا إلى “عدم الجدية في الأداء، كون النتيجة لا تحتسب في تحصيل الطالب النهائي، يضاف الى ذلك ضعف أساليب التدريس وعدم القدرة على تحويل الغرف الصفية إلى ورش عمل، وعدم الوصول بالطالب إلى استخدام عمليات التفكير العليا من تركيب واستنتاج وتحليل”.
وقال البعض، إن “الامتحانات تقام حاليا لغايات التصنيف وليس من أجل التقييم أو كشف نقاط الضعف والقوة لتعزيز القوي منها ومعالجة الضعيف، وهذا ما يتم تعزيزه في “التوجيهي”، فيكون الاختبار من أجل العلامة وليس لقياس مهارات الفهم والتحليل”.
وجرى التأكيد على “عدم الاهتمام بالسنوات الاولى من عمر الأطفال، وضعف الاهتمام بالطلبة في مراحل الصفوف الأساسية الثلاثة الأولى”.
وبحضور مديرة المدرسة رزان الزعبي ومديرة برنامج دبلوم تأهيل المعلمين في أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين الدكتورة سهير الخطيب، حضرت جلالتها جانباً من حصة رياضيات لطالبات الصف التاسع، وحصة علوم لطالبات الصف الخامس.
ويركز دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة، في أسلوبه التعليمي، على إدماج المشاركين التفاعلي مع بيئة التعلم الفعلية، والتي تشمل وحدات ومهمات متنوعة تستخدم أثناء التطبيق العملي، بالتعاون مع المعلمين الموجهين المتواجدين داخل المدارس التي يتم التطبيق فيها.
يشار إلى أن مدرسة ماحص الثانوية الشاملة للبنات تأسست العام 1951، وفيها 24 غرفة صفية للمراحل من الصف الخامس الأساسي الى المرحلة الثانوية، وفيها مختبرات لمباحث العلوم: فيزياء وكيمياء وعلوم الأرض والأحياء، ويدرس فيها 783 طالبة، ويتكون كادرها التعليمي من 53 معلمة.
وفي حديث لـ”الغد”، قالت المعلمة رغد الشراب، وهي معلمة موجهة في العلوم العامة، إنها حصلت في الأكاديمية على تدريب في شبكات العلوم، أحدث لديها نقلة نوعية من حيث استراتيجيات التدريس الحديثة وربط المعرفة بالحياة، وكيفية إيجاد الطرق الأمثل للتعامل مع الطلاب وإعدادهم، مبينة أنها “شعرت بفارق كبير في أسلوب تدريسها، حيث ابتعدت عن التلقين”.
أما معلمة العلوم تخصص كيمياء إسلام نعيم، فقالت إنها “في البداية كانت تجد صعوبة في كيفية التصرف السليم لما فيه مصلحة الطالب داخل الحصة، غير أن التحاقها بالأكاديمية وضعها على المسار الصحيح، وتعلمت كيفية الإدارة المثلى للحصة، وكيف تتعامل مع الطالب الضعيف والآخر المتمكن، سواء من الناحية النفسية أو العملية، وهو ما غير كل فكرتها عن التدريس”.
بدورها، اعتبرت معلمة الرياضيات ملك مصطفى أن بإمكان المعلم أن يبتدع أدوات وأشياء بسيطة ويستخدمها في حصصه لتنمية مهارات الطالب، مبينةً أنه على المعلم أن “يكون في داخله مقتنعا بأهمية التغيير، ثم يأتي دور الأكاديمية لتثري له مخزونه وتزيد من خبراته ومهاراته وأساليبه”.
الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى