ريادة

مبدعون يعاينون جماليات قصائد الشاعر حيدر محمود

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- ناقش اكاديميون ومبدعون وكتاب واعلاميون في منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الاربعاء، مسيرة الشاعر حيدر محمود، وجماليات قصائده وتقنياتها في احتفالية تكريمية حملت عنوان “حيدر محمود شاعراً وإنساناً”.
واستهلت الاحتفالية الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية لافتة الى ثراء مسيرة محمود الأدبية، التي انارت الحياة الثقافية الاردنية والعربية بالكثير من القصائد العذبة الجميلة “وهي تخاطب وجداننا .. وتلامس أحاسيسنا لتسمو بنا إلى عشق الأرض والإنسان، مثلما نقشت ورسمت على الدفلى، ودغدغت قامات السنابل فرسخت في الأرض نشامى يحبون الورد، لكن يعشقون الأرض أكثر”.
وتناول وزير الثقافة الاسبق الدكتور صلاح جرّار، حضور المتنبي في شعر حيدر محمود، لافتا الى تأثر الشاعر حيدر محمود بالمتنبي مثلما تأثر بالشعراء الصعاليك وبقصائد عرار فهو كان يرى في المتنبي الجد الاكبر كما رأى في عرار والده، مبينا ان محمود لاذ بروح المتنبي في شعره فإنه اتخذ من المتنبي مثله الأعلى في شعره ومواقفه.
وقدم الدكتور زياد الزعبي ورقة نقدية بعنوان حيدر محمود في دراسات النقاد كاشفا فيها انه منذ نصف قرن وحيدر محمود يكتب الشعر ويغنيه ويغنيه، ويودع فيه حالاته الذاتية المتأرجحة بين الصعلكة والتمرد، بين الرضا والغضب، يودعه تعبيره عن الوطن وجراحه وأفراحه، وعن رؤاه في الحياة والحب والحرية، وأسكن أمكنة الروح في القصائد التي غدت أيقونات وطنية، غنى عمان كما لم يفعل أي شاعر آخر، وسطر نصوص الأمكنة الأردنية مقرونة بتاريخها وهويتها وأصوات الناس البسطاء فيها، الا انه كشاعر متميز لحقه حيف على مستوى الدراسات النقدية الجادة وهو ظلم بين لحق بالشاعر حيدر محمود جراء مواقفه السياسية وهو ثمن كبير غير مبرر على الإطلاق لا سياسياً ولا أدبياً.
وعرض الناقد محمد سلام جميعان في قراءة بعنوان (تمرُّد الذات في شعر حيدر محمود) مشيرا الى ثلاثة عناصر مركزية يمكنُ عدُّها مفاتيح التمرُّد في تجربة حيدر الشعرية، هي: الحرية، والعدالة الاجتماعية، والحزن، فعالمه الذاتيّ والشعري معبّأ بالتصورات والأحلام والأخيلة الذاتية الباحثة عن معاني العدالة والحرية، وهما القيمتان الجوهريتان والمركزيتان اللتان سعى حيدر إلى تخليصهما مما علق بهما من تشويه في محاولاته الدؤوبة للبحث عن عالم آخر يستوعب رؤى الذات في صراعها مع الواقع.
واعتبر الدكتور محمد المجالي في مشاركته التي حملت عنوان النقد الذاتي في شعر حيدر محمود ان النقد الذاتي عند حيدر محمود لم يكن عبثياً مقطوع الصلة عن ظروفه، بل كان قائما على رؤية فنية وتصور ذهني واضح ومعاناة أكيدة، إذ كان الوطن هو المحرك الرئيس لكل قصائده، وعليه فقد جاء صوته قوياً عالياً ومؤثراً.
وعاين الشاعر الدكتور راشد عيسى الأنا الصوفية في شعر حيدر محمود حيث يتنوع الاتجاه الصوفي في الشعربحسب المنزع الوجداني عند الشاعر فثمة نزوع ديني خالص في تماس مع الإيمان و ثمة نزوع نحو الحب الالهي وثالث نحو الحب البشري ورابع نحو السؤال الوجودي والقلق وسادس ينزع إلى تأملات شجنية محضة مثل طائر يحلّق في غيمة .
وبين الاعلامي جرير مرقة دور الإعلام في حياة الشاعر حيدر محمود وهو المذيع الذي واكب الاحداث الكبرى وصوته المميز في نشرات الأخبار الرئيسية الامر الذي جعله حاضرا في بيوت الاردنيين ، وكان الاستماع اليه في حد ذاته مبهرا للسامعين، ويحمل سمة إنسانية من طراز خاص .
وقدمت الدكتورة صبحية علقم قراءة نقدية حول عمان في شعر حيدر محمود لافتة الى ان محمود مسكون بهاجس المكان الذي يعبر من خلاله عن عمق تجربته الشعورية، إذ يحمله كثيرا من انفعالاته، وجزءاً كبيراً من ذاته وعمان واحدة من تلك الامكنة التي شكلت في قصائد محمود رمزاً للحياة العربية المعاصرة واختزلت طبيعة المرحلة.
والقى الشاعر اللبناني هنري زغيب شهادة في الشاعر محمود أُوضح فيها تلك الخصائص الانسانية في الشاعر حيد محمود الذي يـبقى على تناغُم في شفافية الأَداء وهو الذي يتَطَلُّعٌ إِلى قِمَم القِيَم شَرُفَتْ به الوزارةُ رؤْيويًّا كما امتشاقُ القصيدة، وشَرُفَتْ به السفارةُ دبلوماسيًّا كما أَناقةُ الشِعر فنَصَّع صورة الوطن كما ينصِّع القصيدة.
واشار الدكتور نايف العجلوني الى “شعرية البساطة” في قصائد حيدر محمود مقابل شعرية الغموض مبينا أن حيدر محمود اختار منذ البداية شعرية البساطة والوضوح، إذ كانت هي الأقرب في الغالب إلى اتجاهه الشعري المكرّس للانخراط مع الواقع الاجتماعي السياسي الملحّ.
بدورها عرضت الشاعرة زُلَيْخَة أبوريشة في الاحتفالية التي شارك فيها وزير الثقافة الاسبق جريس سماوي والكاتب احمد طملية محطات في حياة الشاعر حيدر محمود شهدت فيها ذلك التنوع الخصب في مسيرته الشعرية وعمله الاعلامي وهي التي تعرّفتُ عليه كشاعر وإذاعي نابه صاحب صوت رخيم وحضور لافت.
واعتبر الدكتور عماد الضمور في ورقته النقدية المسماة (حيدر محمود شاعر الوطن وقصيدته الخالدة) ان حيدر محمود أحد الشعراء البارزين في الحركة الشعريّة الأردنيّة المعاصرة، بكلّ ما تحمل من غنى وتنوّع وجداني، وخصب فكري في المضامين والرؤى التي تتشكّل وفق تجربة شعريّة ذات أبعاد فكريّة ومعرفيّة واضحة، تتداخل فيها الوطنية بالقومية، مبينا ان حيدر محمود أبدع قصائده بداية مرحلة مهمة عاشها الشعر في الأردن، إنّها مرحلة التحوّل من القصيدة العمودية إلى شعر التفعيلة بإيقاعه التصويري، واختزاله للمعنى.
بترا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى