مقالات

فن الإنطلاق

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

*ترجمة بتصرف بواسطة: محمد الإفرنجي

نقابل في حياتنا الكثير من أصحاب الأفكار، قليل منهم كانت لديهم الجرأة للإنطلاق بتنفيذ أفكارهم و الكثير منهم يقوم بترك الإفكار تتخمر في جوانب مختلفة في دماغهم أو بدون موعد إنطلاق على أجندتهم، عذرهم بإستمرار هو إما أن الوقت لم يحن للإنطلاق، إعتقادهم بعدم توفر الموارد التي ستساعدهم على النجاح، أو خوفهم من الفشل.
من الجيد الآن توفر مقالات، كتب، برامج تحفيزية و أمثلة واقعية للنجاح أكثر من أي وقت مضى و قد قرأت مؤخرا مقال جميل حول “فن الإنطلاق” يعرض كاتبه في ستة عشر خطوة و رأي كدليل قد يساعدكم على الإنطلاق لتنفيذ أفكاركم، و قد إرتأيت أن أقوم بترجمته بتصرف و تعديلات طفيفة لتعم الإستفادة بعد أخذ موافقة الكاتب بالطبع.

هذا رابط الدليل باللغة الإنجليزية The BOOTSTART Manifesto

دليل الإنطلاق في عالم ريادة الأعمال
لن يكون هناك وقت أفضل من “الآن” لتنطلق في تنفيذ فكرتك المهمة. سيرشدك هذا الدليل لأفضل طريقة للإنطلاق

1. الرياديون في كل مكان
في حين اننا نبدوا مختلفين و نتحدث لغات متنوعة، لكن العالم أصغر و مترابط أكثر من أي وقت مضى. نحن نشهد مرحلة نهضة عالمية جديدة يمكن ملاحظتها من خلال الإنتشار الكثيف لبرامج ريادة الأعمال في كثير من الجامعات حول العالم، مسرعات المشاريع الناشئة، و حاضنات الإبداع و اللإبتكار التي أنشأتها الشركات الكبيرة خلال الخمسة أعوام الماضية.
أصبحنا كرياديين نريد الأشياء نفسها و نواجه التحديات نفسها.

2. شخصية الرياديون الذي كانوا ينطلقون من الكراج تغيرت
الرياديون أصبحوا مختلفين عن شخصين بدأوا من الكراج، الأن تجدهم في كل مناحي الحياة، و الأسباب التي جعلتهم يظهرون بشكل كبير يمكن نعزوها إلى :

# إرتفاع رسوم و إلتزامات التعليم الجامعي
على سبيل المثال تعدت ديون الطلاب للجامعات في الولايات المتحدة وحدها مؤخرا حاجز الترليون دولار، و مع ذلك مازالت الجهات التعليمية تدرس و تدرب الطلاب ليصبحوا موظفين و بتكاليف و رسوم أكبر في وقت تقل فيه فرص التوظيف الجيدة، لذلك تجد الطلاب يبحثون عن تطوير مهاراتهم و خبراتهم في مجال ريادة الأعمال من خلال الإلتحاق في برامج مختلفة و هم ما زالوا طلاب جامعين أو حتى و هم في المدرسة، بعضهم يحلم ببناء فيس بوك المستقبل و آخرين يريديون أن يطوروا من قدراتهم و يتسلحون بالمعرفة في هذا المجال.

# إنحسار توفر الوظائف التي تستمر مدى الحياة
أسطورة الوظيفة “الميري” التي تقضي فيها طوال حياتك حتى تحصل على معاش كبير عند التعاقد إنتهت، المزيد من الأشخاص يريديون أن يجلسوا في مقعد السائق و يتحكموا في مستقبلهم، حتى انك تجد المزيد من الأشخاص يعملون على مشاريع جانبية بعد الدوام في الوظيفة التقليدية.

3. حاجة الشركات و المؤسسات الكبرى للإبتكار و التميز
لقد إرتفعت وتيرة الحاجة للإبتكار و التميز بشكل متسارع خلال القرن الماضي، و تركز إهتمام الإعلام على النجاحات الكبيرة للمشاريع الريادية. حتى أن الشركات التي تميزت و قدمت إبتكارات رائعة كان هناك من تخطاها بإبتكارات أفضل من لاعبون جدد مما سلط الضوء على المبدعون و المبتكرون و جعل لهم دور أكبر.

3. لا داعي لإنتظار فرصة مواتية للبدئ بالمشروع
من أهم الأسباب التي ساعدت على تسارع ثورة ريادة الإعمال عالميا و لأول مرة في التاريخ البشري أننا جميعا “على أقل تقدير” لدينا قدرة على الإستفادة من نفس الموارد، المعرفة و الأدوات بمساندة من شبكة الإنترنت، العولمة، و التكنولوجيا المدعومة بالحوسبة السحابية و التكنولوجيا مفتوحة المصدر. أن تبدأ مشروع ناشئ الآن أصبح أقل تكلفة و أكثر سرعة و أصبح أفضل وقت تبدأ فيه مشروعك هو الآن.
هذا يمثل فرصة لا تعوض لنا و لكن لا تنسوا أن هناك تحديات مستمرة في هذه الرحلة.

4. غالبية المنتجات و الخدمات تفشل
في حين أننا نقوم بتطوير منتجات و خدمات أكثر من أي وقت سبق، تبقى الحقيقة المؤلمة التي لم تغير من معدل النجاح، للأسف تتعدد الأسباب التي تقف في وجه نجاح المشروع الناشئ و تجعل الفشل من نصيب الكثير من هذه المشاريع.
و هذه هي المشكلة الحقيقة، نحن نصرف الكثير من الوقت، المال و الجهد في هذه المشاريع و خصوصا الرياديون الجدد، مما يجعل الفشل إخفاق كبير على المستوى العاطفي و المالي.

5. أسباب كثيرة تتسبب في الفشل
يمكننا عرض 12 سبب شائع تتسبب في فشل المشاريع الناشئة:
عدم توفر الأموال
فريق عمل قليل الخبرة
منتج غير ملائم
وقت غير مناسب
لا وجود للزبائن
منافسة غير مدروسة
تشتت الإنتباه و التركيز
إنحسار الشغف
سوق غير مناسب
أرباح قليلة
إستهلاك الموراد المتاحة
مشاكل قانونية

6. السبب الأكثر شيوعا لفشل المشاريع الناشئة
إذا نظرتم لكل الأسباب السابقة سيكون هناك المرجع الأهم و هو:
أننا ببساطة نطور شيء لا يحتاجه أحد
تبقى كل الأسباب الأخرى ثانوية أو تبرير لهذا الواقع المرير.
لماذا يحدث هذا؟ أنا أرجع السبب لشغف و حب الريادي المتفرد للحلول التي يقدمونها. هذا الذي يسمى “تحيز المبتكِر” الذي يوقع في عشق الفكرة و المشروع الذي يقدمه و يفعل كل ما في وسعه ليقدم طفله للعالم و يجعل هذا هدفه الأول و الوحيد.
لذلك يجب أن تتحول منهجية بناء المنتج مسبقا إلى دراسة المشكلة و الحاجة في السوق و تطوير منتج مناسب.

7. السبب الثاني للفشل
الفشل في شيء يتطلب ان يبدأ هذا الشيء في العمل، لذلك السبب الثاني لفشل المشاريع الريادية هي ان المنتج لم يبدأ بالعمل. نحن نقضي الكثير من الوقت في التحليل، التخطيط، إنتظار الإنتهاء من تطوير خطة العمل، إنتظار المستثمر المناسب، إنتظار فرصة للإنتقال لوادي السليكون أو إيجاد أعذار أخرى لتبرير تأخر إطلاق المنتج.

8. الريادي لا يحتاج لموافقة أو تصريح من أحد ليبدأ
العالم قد تغير، قبل قرن من الزمن كانت هناك تكاليف كبيرة لتؤسس شركة، فقد تحتاج لشراء تراخيص برمجيات لتطوير منتجك، أو إستإجار مقر لتقابل فيه فريقك، أو تأمين رأس مال لتبدأ به. اليوم، أصبحت الكثير من هذه الأمور متوفرة مجانا.
السؤال اليوم هو ليس: “هل نستطيع بناء هذا المنتج؟”
بل أصبح: “هل توجد حاجة لبناء هذا المنتج؟”
ولن تحتاج إلى أموال، فريق كبير، أو وقت للإجابة على هذا السؤال. و سأقول لك كيف يتم ذلك ..

9. حب المشكلة و ليس الحل الذي توفره
يبدأ الأمر بتغيير أساسي في تفكيرك. زبائنك لا يكترثون بالحل الذي تقدمه بل يكترثون لأهدافهم. تحديد المشاكل أو المعيقات التي تقف في طريق تحقيق أهدافهم و بعد ذلك حدد الحل المناسب لتقوم بتطويره.
كونك تحب الحل الذي تقدمه أكثر من المشكلة التي تواجه زبائنك هو مشكلة.

10. لا تكتب خطة عمل
خطط العمل كثيرة التفاصيل و طويلة و تحتاج وقت كبير للتطوير و لا أحد يقرأها كلها. بدلا من ذلك طور نموذج لعملك من صفحة واحدة، سيستغرق الأمر 20 دقيقة بدلا من 20 يوما. حينها يمكن للناس الإطلاع عليها و مشاركة رأيهم معك و هذا بحد ذاته مهم جدا.
إقض وقت أكثر في البناء من التخطيط للمشروع
يعرض الكاتب هنا نموذج الأعمال “Lean Canvas” الذي قام بتطويره كمثال لنموذج العمل

11. بناء نموذج العمل الخاص بك حول “المنتج”
لا توجد فرصة لنجاح نموذج العمل الخاص بك بدون العائد المالي، الذي هو مثل الأكسجين، حيث أننا لا نعيش بهدف أن نتنفسه بل نحتاج له لنعيش، و فكرتك التي ستغير العالم هي كذلك.
قبل تحمسك للبدء بتطوير المنتج، تأكد من أن وجود حل “منتج” للمشاكل التي حددتها في البداية يمكن أن يدر دخلا ماليا مناسبا.
أفضل دليل لوجود عائد مالي من حل هذه المشكلة هو دخل فعلي في حساب المشروع.

12. التركيز على الوقت و ليس التوقيت
ليس بإمكانك التحكم بأفضل توقيت لفكرتك و لكن يمكنك التحكم كم من الوقت تستطيع قضاءه على الفكرة. على عكس الموارد المالية و البشرية التي تزيد و تنقص فإن الوقت يسير بإتجاه واحد “النقصان”
الوقت هو المورد الأكثر ندرة. إصرفه بذكاء..
قدر الوقت لكل المهمات و حدد موعد نهائي للتسليم، أهم قيمة للموعد النهائي لإنتهاء من أي مهمة أن هناك وقت محدد و ملزم.
حدد وقت مع فريقك لمشاركة النتائج و نقاش كيفية التقدم، و في حال التأخر بالتسليم حدد موعد جديد، هذه أفضل طريقة لإدارة الوقت بفعالية و تحديد المسؤوليات و تفعيل الإلتزام الجماعي.

13. التأني و ليس السرعة
إدارة الوقت بفعالية لا يعني محاولة إنهاء الأعمال بأكبر سرعة ممكنة، بل التأني للتركيز على الأعمال المهمة، معادلة 80/20 المشهورة تنطبق هنا، حيث أن أهم إنجازاتك ستأتي من بعض المهمات ذات الأهمية و القيمة العالية.
حدد أولوياتك من حيث إنجاز المهمات المهمة و الملحة أولا و تجاهل المهمات الأخرى حتي تزداد قيمتها.

14. النشاطات المجدية مالية أهم من مزايا منتجك
لا تعتبر عدد المزايا التي يقدمها منتجك، حجم فريقك، أو كم من الأموال لديك في البنك هي العوامل الصحيحة لقياس تقدم و تطور مشروعك.
العامل الوحيد الذي يهم هو “النشاطات المجدية ماليا”، و ذلك يعني المعدل الذي تحصل من خلاله على قيمة مالية من زبائنك.
لا تسأل الناس عن رأيهم بفكرتك، فقط وجود الزبائن هو الأهم.
لا تسأل الزبائن عن رأيهم بفكرتك، فقط قم بقياس سلوكهم و تصرفاتهم.

15. قم بإزالة كلمة “فشل” من قاموسك
يجب أن تؤمن بأن الفشل هو جزء من هذه الرحلة، الأمر الغريب أن الناس تحاول بشكل كبير تجنب الفشل مما يقلل من الإنتاجية بكثير من الأحيان، لذلك يجب أن تستبدل كلمة “فشل” بمفاهيم أخرى مثل “تجارب”، و أن يكون هذا الجزء الذي تتعلم منه و يساعدك في تطوير إداؤك و خبراتك.
قسم أفكارك الكبيرة و خططك إلى أقسام صغيرة، سريعة التنفيذ و قابلة للنمو.
نفذ أفكارك على مراحل، كل منها تتطور و تتقدم بناء على المرحلة السابقة.
ضاعف الجهد على الأفكار الناجحة و تخلص بصمت من الغير ناجحة.
عندما تلتزم بهذا الأسلوب فإنك لم تفشل بل تصحح مسارك بإستمرار بإتجاه تحقيق الأهداف الكبيرة.
كن قاسيا على أفكارك و لكن كن مؤمنا بقدراتك.

16. لقد حان الوقت لتنفذ أهم أفكارك
مشاكل العالم في إزدياد و ليس تناقص، كريادي أنت مبرمج بطريقة مختلفة عن الآخرون، أن تفكر دائما بتوفير حلول. كل ما تحتاج فعله هو تنظيم إهتماماتك حول المشكلة الصحيحة، التي مهما فعلت ستنتهي نشاطاتك بتركك تأثر أفضل على العالم، أليس ذلك هو جل ما نسعى إليه؟
لا تضيع حياتك، لقد حان الوقت لتنفض الغبار عن الإفكار المخزنة في دماغك وقم بتنفيذها.
لقد حان الوقت لإعادة تشغيل دماغك، تنظيم أفكارك و تنطلق.

لمزيد من المعلومات و التفاصيل قم بزيارة دليل الإنطلاق

آش مايورا هو مؤلف “Running Lean” أحد الكتب الأكثر مبيعا، مطور نموذج العمل التجاري “Lean Canvas”. يهدف آش لمساعدة رياديو الإعمال في أي مكان للإنطلاق و النجاح في مشاريعهم الناشئة.

لا تتردد في مشاركة هذا الدليل مع المهتمين .. و المساعدة في تحسين و تطوير الترجمة إذا أمكن لتعم الفائدة .. ففي النهاية هذه هي الغاية ..

* متخصّص ومدرّب في مضمار ريادة الأعمال والتسويق
المصدر: موقع “منشر”

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى