مسؤولية اجتماعية

مبادرون يستخدمون ‘‘التواصل الإجتماعي‘‘ لإغاثة المحتاج

شارك هذا الموضوع:


هاشتاق عربي

” نداء إلى أهل الخير”، عبارة لم تغب عن صفحات العديد من المواطنين الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي الذين بادروا لتقديم يد العون والمساعدة للعائلات الفقيرة والأسر المحتاجة.

الإحساس بالمسؤولية والشعور بالواجب إتجاه كل محتاج في هذا الوطن هو ما يدفع العديد من متابعي مواقع التواصل الإجتماعي من استخدام صفحاتهم الشخصية لتكون منبرا لنشر الخير وإغاثة المحتاج. وتنوعـــت البوستات الذي نشرها مبادرون لمساعدة مختلف الشرائح بين مسنين بلا مأوى وعائلات تكاد تجد سبلا للعيش الكريم وأخرى تعيش في بيوت لا تحفظ كرامتها الإنسانية، بينما صفحات أخرى تحوي نداءات لمواطنين لاغاثة مرضى على أسرة الشفاء بحاجة إلى دماء وآخرين لا تسعفهم جيوبهم لإجراء عملية جراحية ضرورية.

” طفل عمره ثلاث سنوات بحاجة لعملية طارئة لوضع اسياخ في قدمه تكلفة العملية 1500-2000 دينار أي مبلغ يساعد في العملية” بوست وضعه أحد رواد مواقع التواصل الإجتماعي والذي لاقى إعجابا ومشاركة من قبل العديد من أصدقائه ومعارفهم الأمر الذي ساهم في نشره خلال ساعات وتأمين المبلغ الذي يحتاجه الطفل للعملية.

وفي خبر آخر تم نشره عن طفل عمره 10 سنوات تعرض لحادث سير وبحاجة لـ17 وحدة دم محددين مكان التبرع واسم الطفل، الأمر الذي سهل على الجميع تداول الخبر وتقديم المساعدة خلال فترة زمنية قصيرة.

“عاجل، عاجل، عاجل مساعدة مستعجلة وضرورية” عبارات تصدرت خبر طالبة كلية الإعلام في جامعة البترا التي تعرضت لحادثة حرق كامل من الدرجة الثانية وتحتاج أربع وحدات دم يومياً على مدى شهر في مدينة الحسين الطبية.

كما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرجل مسن يتخذ من جانب الطريق سكنا له في ظل الأحوال الجوية القاسية، الصورة أثارت مشاعر العديد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي الذين سارعوا إلى نسخ الخبر وإعادة إرساله حتى يصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس ويتمكن أحد من مساعدته لتأمين مسكن لهذا الرجل المسن، وقام ناشر الخبر الأصلي بعد إقدام مجموعة من فاعلي الخير على مساعدة هذا الرجل على نشر الخبر، مؤكدا أن إستجابة الناس وتلبيتهم النداء هو تأكيد على أن المجتمع الأردني “لسه بخير”.

“فاعل خير مستعد لتقديم مساعدة لعائلات محتاجة للمأكل بهذا الشهر الفضيل في مناطق عمان ومادبا “ بوست تم نشره خلال شهر رمضان الماضي، حيث دعا صاحبه ، أي نشمي بيعرف عن عائلات فقيرة بالأردن التواصل معه على الرسائل للحصول على عناوينهم ويقدم يد العون لهم.

“لست ادري ماذا اقول فنحن أمام كارثة إنسانية نعم هذا البيت يسكنه ثمانية أطفال يرافقهم البرد والجوع وقلة الحيلة”، هكذا عبرت إحدى ناشطات مواقع التواصل الإجتماعي عن مأساة عائلة يعيلها أب يعمل عامل مياومة بالكاد يعود بخبز لأطفاله.

وتناول الخبر صور تبين وضع تلك العائلة الأردنية التي تناشد أهل الخير تقديم المساعدة وإحداث تغيير في حياتهم ، مبينة أن مكان سكنهم عبارة عن غرفة ومطبخ فقط والمطبخ سقفه زينكو”.

لم تقتصر المساعدات والبوستات على العائلات الأردنية وإنما شملت العائلات السورية اللاجئة ، خصوصا في ظل موجات البرد القارسة والثلوج التي قد تزور المملكة في أي وقت.

ودعت هذه النداءات إلى جمع تبرعات لأهل المخيمات والعائلات الفقيرة وشراء صوبات وحرامات وبطانيات ومونة لفصل الشتاء بالاضافة لملابس شتوية، مناشدين اهل الخير للفزعة في تلبية متطلباتهم.

من جهته يؤكد اختصاصي علم الإجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن هذا العمل هو نوع من أنواع العمل الإجتماعي الإلكتروني وهذا ما أفرزته ثورة التكنولوجيا وثورة التواصل مع الآخرين بعملية العمل التطوعي.

ويشير إلى ان هذا النوع من العمل التطوعي الفردي يقوم بسرعة ومعرفة تامة عن الحالات والقضايا الإجتماعية كافة التي يتناولها والتي تحتاج للمساعدة والعون.

ويعتبر الخزاعي هذا العمل نوعا من أنواع التكافل الإجتماعي بين أفراد المجتمع وترسخ قيم التعاون والتكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع وحل مشاكل الناس المحتاجين بكل سهولة ويسر وسرعة.

ويعتبرها نوعا من أنواع الدوافع الفرجية التي تعبر عن إحساس الفرد بالمسؤولية وأنه جزء من تكوينة المجتمع الذي لطالما كان كالجسد الواحد وأن أي وجع يصيب أحد أبنائه كأنه أصاب المجتمع بأكمله.

ويخشى الخزاعي على هذا النوع من السلوكيات حقيقة هذه الرسائل وصدقيتها وضرورة التأكد من محتوى الخبر وضرورة أن يكون هناك وعي في التعاطي مع كل ما ينشر، خوفا من وجود بعض الناس الذين يسعون إلى حب الظهور على حساب هذه الحالات الإنسانية.
الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى