اقتصاد

200 مليون دولار منحة إماراتية لتطوير”الحسين الطبية”

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي- قدّم صندوق أبو ظبي للتنمية أمس 200 مليون دولار لدعم مشروع توسعة مدينة الحسين الطبية ضمن مساهمة دولة الامارات في المنحة الخليجية.
ويعتبر هذا المبلغ جزءا من التكلفة الكلية لتنفيذ هذا المشروع الذي تقدر مرحلته الاولى (التصاميم الهندسية والدراسات) بـ600 مليون دولار (420 مليون دينار).
ويتوقع البدء بالعمل الإنشائي في 2019 لينجز المشروع في 2022، وذلك بتمويل مشترك اردني اماراتي.
ويفترض أن يتم توفير بقية تكلفة المشروع (400 مليون دولار) إما من خزينة الدولة بتقسيمه على السنوات المالية في الأعوام التي تبدأ فيها عملية التنفيذ (2019 – 2022) أو من خلال أدوات وبدائل اخرى مثل اللجوء الى الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص في التمويل كأن يكون على أساس التمويل والتأجير ومن ثم نقل الملكية، وفقا لوزير التخطيط والتعاون الدولي المهندس عماد الفاخوري.
وأكد أنّ الحكومة تدرس كل البدائل مع الصندوق، وسيتم الأخذ بعين الاعتبار البرامج التنموية التنفيذية للمشاريع النفقات الرأسمالية المدرجة في الموازنة في السنوات 2019 الى 2022.
وأوضح الفاخوري أنه بهذا الدعم يكون قد تم تخصيص كامل حصة دولة الامارات في مساهمتها بالمنحة الخليجية المخصصة للأردن.
جاء هذا الاعلان خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الفاخوري أمس ومدير عام صندوق ابو ظبي للتنمية محمد سيف السويدي، ومدير عام الخدمات الطبية الملكية اللواء الدكتور معين الحباشنة، بحضور سفير دولة الامارات العربية المتحدة لدى المملكة الاردنية الهاشمية بلال ربيع البدور.
ووفقا للمخطط الشمولي لتطوير مدينة الحسين الطبية، والذي يتماشى مع أحدث المعايير الطبية المعتمدة، تتكون عملية إعادة التأهيل والتطوير من 3 مراحل، الاولى تتضمن بناء مستشفى جديد “برج طبي” بسعة 940 سريرا ليكون بديلا للمستشفى الحالي القديم والذي شيد العام 1973.
وتقدر مساحة المستشفى الجديد الإجمالية بـ223 ألف متر مربع، وسيتم انشاء قسم للطوارئ بسعة 140 سريرا وقسم عناية حثيثة بسعة 144 سريرا، وسيشمل المبنى أيضا 32 غرفة عمليات جراحية و60 وحدة غسيل كلى، وسيضم أقساما متكالمة للأشعة والمختبرات الطبية.
المرحلة الثانية تشمل بناء مستشفى للنسائية والتوليد والخداج بسعة 400 سرير، أما المرحلة الثالثة تتكون من بناء مجمع للمراكز الطبية المتخصصة للعيون والأذن وأمراض وجراحة الأعصاب والعمليات اليومية والأسنان وعيادات الاختصاص بسعة 500 سرير.
من جهته، أكد مدير الخدمات الطبية الدكتور معين الحباشنة أنه وبعد الانتهاء من مراحل تطوير المدينة سيكون هناك قفزات نوعية تتلخص بإضافة 1220 سرير ليصبح العدد الإجمالي لعدد الأسرة في مدينة الحسين 2472 سريرا بزيادة نسبتها 97 % على عدد الأسرة.
وأكد أنه سيكون هناك نقلة نوعية في مجال تقديم الخدمة الطبية والعلاجية من خلال وجود أقسام متخصصة مزودة بأحدث الأجهزة الطبية وافتتاح غرف عمليات جديدة، لافتا إلى أنه سيساهم أيضا في تخفيف الأزمة المرورية داخل حرم المدينة الحسين الطبية من خلال استغلال المساحات الفارغة لإنشاء أماكن اصطفاف للمركبات داخل الأبراج للمراجعين والزوار.
وقال إن عمليات البناء والتحديث في كافة المراحل لن تؤثر على استقبال المراجعين في المدينة، وستبقى كافة المراكز جاهزة لاستقبال المرضى وبنفس الفعالية.
وأكد الحباشنة أن المدينة الطبية تضم كفاءات من كافة التخصصات فيما قامت وتقوم بابتعاث أعداد من الاطباء لأخذ الخبرات اللازمة.
وأكد الحباشنة أن التزايد الكبير في أعداد المراجعين والمرضى حيث يفوق أعداد المراجعين أكثر من 8 آلاف مراجع يوميا والرغبة في تقديم خدمة طبية عصرية ومتميزة لأبناء الأردن دفع إلى الطموح نحو انشاء نظام الابراج بمدينة الحسين الطبية بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية وضمان تقديم الرعاية الطبية والعلاجية لطالبيها.
وقال إن الخدمات الطبية وبتوجيه جلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة وبدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة – الجيش العربي ساهمت في تطوير منظومة الرعاية الصحية في المملكة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام.
وقدم الفاخوري الشكر العميق والامتنان الكبير لدولة الإمارات على الدعم المتواصل الذي تم تقديمه إلى الأردن عبر سنوات من العلاقات الثنائية المتينة والمتميزة، والشراكة الاستراتيجية والتاريخية، وعلى مساهمة دولة الامارات العربية المتحدة في المنحة الخليجية من خلال قيامها بتخصيص منحة بقيمة 1.25 مليار دولار لتنفيذ مشاريع استراتيجية وذات اولوية قصوى للأردن في قطاعات (الطاقة، البنية التحتية، والمياه والري، التعليم العام، التعليم العالي، الصحة) ساهمت مساهمة كبيرة في تمكين الحكومة من تنفيذ المشاريع الرأسمالية التنموية ذات البعد الاستراتيجي، وتوفير الخدمات المناسبة للمواطنين في ظل ما كان ولا يزال يعانيه الاقتصاد الاردني من تحديات مالية واقتصادية نتيجة التداعيات السلبية لحالة عدم الاستقرار السياسي والامني في المنطقة وخصوصاً اللجوء السوري الى الاردن.
وأشاد بالدور الكبير لصندوق أبو ظبي للتنمية، والذي يعتبر شريكاً اساسياً في دعم الجهود التنموية في المملكة، إذ يبذل الصندوق جهوداً كبيرة في إدارته لتنفيذ مساهمة دولة الامارات في المنحة الخليجية، ومساهمته ايضاً بتمويل 11 مشروعا ذا أولوية اقتصادية واجتماعية عبر سنوات من العلاقات الثنائية البناءة بين الحكومة والصندوق بحجم تمويل بلغ حوالي 507 مليون درهم إماراتي (ما يعادل 135 مليون دولار) خلال الفترة (1974 – 2016)، من خلال القروض الميسرة، وقد توزعت المشاريع التي تم تمويلها على القطاعات الإنتاجية كالفوسفات والصناعة، وقطاعي المياه والبنية التحتية، وقطاع المشاريع الاجتماعية كالصحة والتعليم.
وأكد الفاخوري أن الزيارة المهمة لمدير عام صندوق أبو ظبي للتنمية تأتي كتتويج وقطف بعض الثمار للتعاون التنموي بين الصندوق كممثل لدولة الامارات العربية الشقيقة والحكومة الاردنية، وذلك من خلال افتتاح عدد من المشاريع التنموية الاستراتيجية وذات الاولوية تم تمويلها من خلال مساهمة دولة الامارات لتنفيذ عدد من المشاريع في إطار ما خصصته دولة الامارات العربية الشقيقة من مبالغ وصلت الى 1.250 مليار دولار ضمن المنحة الخليجية، حيث سيتم افتتاح سد كفرنجة تحت الرعاية الملكية السامية، وافتتاح مشروع طريق ممر عمان التنموي خلال هذه الزيارة.
كما أشاد الفاخوري بالجهود التي تبذلها الخدمات الطبية الملكية لتوفير الخدمات الصحية المتطورة للشعب الاردني والسمعة الطبية الرائدة على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي.
بدوره، قدم مدير عام صندوق أبو ظبي للتنمية الشكر للحكومة، مشيدا بالعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، ومؤكدا وقوف دولة الامارات العربية المتحدة وصندوق ابو ظبي للتنمية الى جانب الاردن لمواجهة التحديات التي يمر بها نتيجة لحالة عدم الاستقرار التي تمر بها المنطقة، واستعداد الصندوق للنظر والتفاعل مع المتطلبات التنموية للحكومة الاردنية.
وقال ان شراكتنا مع الحكومة الأردنية في تطوير القطاع الصحي وإنجاز المشاريع الحيوية التي تخدم المجتمع الأردني كهذا المشروع الذي يعد صرحا طبيا ما هي إلا دليل على حرص الامارات على تطوير وتنمية العلاقات المشتركة بين البلدين.
وأضاف أن هذا المشروع جاء ليعكس اهتمام الأردن بتقديم أفضل الخدمات الطبية اللازمة للمواطن الأردني، ومواكبة التطور الحاصل في المجالات الطبية وإدخال تخصصات وأجهزة وأدوات جديدة لخدمة المرضى والمراجعين، وهذا ما يتوافق مع سياسة صندوق أبو ظبي للتنمية وأهدافه في مساعدة حكومات الدول الشقيقة والصديقة في تحقيق التنمية المستدامة وتمويل المشاريع الاساسية التي تعود بالنفع على أفراد المجتمع.
وقال إن هذا المشروع له أبعاد تنموية مهمة، حيث سيحافظ على استمرارية تميز القطاع الطبي بما سيحتويه من خدمات متطورة، إضافة الى أنه سيمكن الخدمات الطبية من استيعاب أعداد متزايدة من المرضى والمراجعين، وينعكس ايجابا على القطاع الصحي في الأردن بشكل خاص وإقليميا بشكل عام، حيث سيساهم هذا المشروع في تنشيط السياحة العلاجية في البلاد.
الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى