اتصالاتتطبيقات ذكيةتكنولوجياريادة

عالم التكنولوجيا يتحسس طريقه إلى «إنترنت الأشياء»

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – ريتشارد ووترز

معرض آخر للإلكترونيات الاستهلاكية، ومجموعة أخرى من الأفكار التي يبدو من المستبعد أن تنتهي قريبا إلى ربط الأشياء بالإنترنت.

أصبح التجمّع السنوي للصناعة في لاس فيجاس بمثابة معرض لمثل هذه الأشياء. من عروض هذا العام روابط على لوح التزلج على الجليد تتعقب توزيع وزن الراكب، وأجهزة لاستشعار النشاط للتأكد من أن كلبك حصل على ما يكفي من التمرين، وموازين المطبخ التي تتصل بتطبيق على الأجهزة الذكية.

مثل هذه الأمثلة هي أحدث الأدلة على الصعوبة التي يواجهها عالم التكنولوجيا الاستهلاكية في إيجاد طريقه نحو التطبيقات الناجحة بالنسبة لأمله الكبير التالي المتمثل في إنترنت الأشياء. المشكلة ليست مجرد العثور على استخدام مفيد للأغراض الكافة التي يمكن، من الناحية النظرية، أن تُعطى فرصة جديدة للحياة. هناك أيضاً المسألة الأعمق حول كيفية كسب المال.

توجد ثلاثة خيارات تطرح نفسها. الأكثر وضوحاً هو فرض علاوة على الإصدارات “الذكية” لأشياء “غبية” مثل ألواح التزلج على الجليد، وأطواق الكلاب، والموازين. الأمر الأساسي الذي يتوقعه الجميع هو إضافة أجهزة استشعار على أغراض مألوفة، ومن ثم وصلها بتطبيق حتى يتمكن صاحبها من مراقبتها، وفي بعض الأحيان، السيطرة عليها.

بالنسبة لكثير من الأشياء التي نواجهها في الحياة اليومية، هذا الجانب سيكون محدود الاستخدام. ومن المرجح أن يكون معظم الأشخاص سعداء تماماً في التعامل مع الواجهات التناظرية المألوفة. فليس هناك الكثير من الجانب الإيجابي في فتح تطبيق على الهاتف الذكي من أجل إضاءة الأنوار أو فتح الباب الأمامي. ومناطق الجذب للقيام بمثل هذه الأشياء عن بُعد من خلال الإنترنت تبدو محدودة. وبالنسبة لمعظم الأشياء اليومية، مجرد إضافة كلمة “ذكي” لتكون ميزة تسويقية لن تجعلك تصل بعيداً جداً.

الخيار الثاني، أن هناك نهجا أكثر وعداً لجني المال سيأتي من استخدام الربط الجديد للأجهزة اليومية لتحويل مبيعات الأجهزة لمرة واحدة إلى خدمات مستمرة. من الأمثلة الواضحة على ذلك الأجهزة التي تتولى مراقبة المنزل من أجل الأمن، أو تتابع حياة أحد الأقارب المسنين الذي يعيش وحده.

استخدامات أخرى يمكن أن تتضمن الأغراض الساكنة التي تراقب نفسها وتقوم بتقديم تقرير عندما تتآكل وتتناقص، أو تحتاج إلى إعادة شحن، أو حين تكون مُعرّضة لخطر الكسر. وتكلفة تقديم الخدمات، أو إعادة الشحن، أو الاستبدال قد تكون ضمن دفعات الاشتراك العادية، الأمر الذي يتخلّص من بعض التكاليف “مسبقة الدفع” بالنسبة للزبائن.

الخيار الثالث – والأكثر إثارة للاهتمام – هو أن فرصة الأعمال هي أيضاً الفرصة الأبعد منالاً. فهي ستأتي من استخدام البيانات التي يتم جمعها من خلال شبكة واسعة الانتشار من الأدوات لجعل العالم يعمل بشكل أفضل. والأمثلة الأولى موجودة بالفعل، مثل أنظمة التدفئة المحلية التي تبدأ بالعمل حين تشعر أنك على وشك أن تصل إلى المنزل.

من الناحية النظرية، مع مزيد من البيانات والفهم الأفضل، في إمكان التكنولوجيا أن تبدأ باستباق الأمور وتلبية مجموعة متنامية من احتياجات ورغبات المستخدمين. والتكنولوجيا نفسها قد تتلاشى عن الأنظار. مثلا، بدلاً من النظر باستمرار في الشاشات وفتح التطبيقات، أكثر ما يمكن أن يحتاج المستخدم إلى القيام به هو إصدار الأمر الصوتي المناسب.

في هذا العالم، يمكن أن تصبح التكنولوجيا غير مرئية وأتوماتيكية. وقد يتم توفير السلع والخدمات عند الحاجة، بمجرد أن تفهم التكنولوجيا تفضيلات المستخدم. هل أنت ذاهب إلى اجتماع؟ لست بحاجة لفتح تطبيق أوبر – ستصل سيارة بدون سائق إلى الباب عندما تكون جاهزاً للمغادرة. وسيتم التفاوض على الأجرة في الخلفية، من آلة إلى آلة.

بالنسبة لجامعي البيانات، الاختبار سيكون العثور على التطبيقات الأكثر جدارة بالاهتمام، بدون الدخول في الأمور الغريبة، أو التي تدس أنفها في شؤون الناس. الشركات التي تنجح في اقتصاد البيانات الجديد هذا سيكون عليها أن تصبح بارعة في استخدام البيانات الشخصية للإعلان عن الخدمات التي توفرها، وفي الوقت نفسه إعادة تعبئتها من أجل البيع لأطراف ثالثة بأنسب الطرق.

مثلا، سيستفيد المستخدمون من فهم المزيد عن صحتهم، أو كيفية التعامل مع المخاطر التي تواجههم في حياتهم اليومية – لكن المعلومات نفسها ستكون أيضاً قيّمة للغاية بالنسبة لمزودي الرعاية الصحية وشركات التأمين، ناهيك عن بائعي المنتجات الغذائية، ومعدات السلامة، وآلات التمارين الرياضية، وكثير من السلع والخدمات الأخرى.

لكن ليست البنية التحتية وسلسلة القيمة لهذا الجمع الواسع للبيانات هي التي لا تزال بحاجة إلى أن يتم تجميعها، بل أيضا حالات الاستخدام، والبروتوكولات الأمنية، وأنظمة الخصوصية جميعها لا تزال في مرحلة التطوير.

والأجهزة الغريبة والمسلية المعروضة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية هي تذكرة بأن الخيال المتوقد للمولعين بالتكنولوجيا، ما زال يعمل بمنتهى النشاط – لكنها أيضا تذكرة بالمسافة التي لا تزال تفصل بيننا وبين العوائد التي سنحصل عليها من إنترنت الأشياء.

المصدر: FINANCIAL TIMES

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى