مقالات

كيف صنع دونالد ترامب ثروته؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

* ترجمة: ينال أبو زينة

بدأت قصة دونالد ترامب عندما هاجر جده، فريدريتش، من ألمانيا إلى أميركا. حيث وصل إلى مدينة نيويورك في العام 1885، في عمر الـ16 عاما، آملا بصنع ثروته الخاصة.
وكان فريدريك نشأ في “كالستاد”، وهي قرية صغيرة في جنوب غرب ألمانيا، حيث يعرف المحليون باسم “برولجيسماتشير”، أو “المتفاخرون”. وكان اسم عائلة أسلافه “درابف”، ولكن الاسم تغير في القرن السابع عشر، ربما لتحسين حالة العائلة الاجتماعية.

وبعد بضع سنوات من عمله كحلاق في نيويورك، انتقل فريدريك إلى “سياتل”، محولاً اسمه إلى “فريدريك”. وفتح منشأة صغيرة في منطقة “الضوء الأحمر” في المدينة. ووفر لعملائه هناك خدمة 24 ساعة من الطعام والمشروب الكحولي، فضلا عن “غرف خاصة للسيدات”.

وحقق الجد نجاحات هائلة، فتوسع في مقاطعة “يوكون” الكندية، وفي العام 1901، أمر قائد شرطة بحملة على المقامرة ومبيعات الكحول والأماكن الخاصة، ما أجبر ترامب الجد على الفرار عائدا إلى نيويورك مجدداً مع كيس من بيض العش “الأرباح والذهب”.

وخلال زيارة له إلى موطنه الأصلي “كالستاد”، تزوج ترامب بسيدة محلية، تدعى إليزابيث كرايست، وحاول أن يستقر في ألمانيا. ولكن السلطات قامت بترحيله لتهربه من الخدمة العسكرية خلال السنوات التي قضاها في أميركا. وتبعاً لذلك، عاد الزوجان إلى نيويورك. وعندما لقي حتفه متأثراً بالانفلونزا الإسبانية عن عمر يناهز الـ49 عاماً في 1918، كان ابنه “فريد” هو من واصل إرث ريادة الأعمال الخاص بالعائلة.

وفتح فريد ورشة عمل للإصلاحات مع أمه عندما كان في الثانوية. وحققت إليزابيث وابنها نجاحات باهرة، وفي عشرينات القرن التاسع عشر، بدأت قطب العقارات التي أسسها فريد تبني منازل الأسر الواحدة في حي كوينز. وكان معروفا عن فريد أنه مقتصد إلى حد خيالي، بحيث كان يتمشى في مواقع الإنشاء الخاصة به ليجمع المسامير الساقطة من مواضعها. وفي العام 1936، تزوج فريد بمهاجرة اسكتلندية باسم، ماري آن ماكلود؛ ويضم أولادهم الخمس ماريان، إحدى أكبر قضاة محكمة استئناف اتحادية في الوقت الراهن، ودونالد، الرئيس الراهن للولايات المتحدة.

وبعد الحرب العالمية الثانية، استغل ترامب الأب منحا إسكانية اتحادية كبيرة لبناء مجمعات سكانية للتأجير في بروكلين وكوينز. ومدركا أن إرثه الألماني يمكن أن يقف عائقا في طريق أعماله التجارية، فزعم فريد بأن والداه سويديان. وفسر إبن أخيه، جون وولتر، في لقاء أجري معه الأمر في أن فريد: “كان لديه الكثير من المستأجرين اليهود. ولم يكن شيئاً جيداً أن تكون ألمانيا في تلك الأيام”.

وبحلول سبعينيات القرن العشرين، كان فريد صاحب أموال طائلة. وعندما مات في العام 1999، كانت ثروته تراوح الـ300 مليون دولار. ولكن خط فريد الوظيفي لم يخلو من الجدل، لاسيما فيما يتعلق بقضايا العنصرية. فقد تم إلقاء القبض عليه في كوينز خلال العام 1927، بعد إحدى معارك الشوارع التي حدثت في مسيرة لجماعة “كو كلوكس كلان”.

وفي العام 1973، تم رفع دعوى على شركة العائلة، وعلى دونالد ترامب نفسه، من قبل وزارة العدل بتهمة التمييز ضد السود الذين يريدون استئجار الشقق؛ ووجدت تحريات أن طلبات السود كانت تعلم بحرف “C” نسبة إلى “Colored”، وكانت ترفض في كل وقت. ولكن الشركة وافقت في نهاية المطاف على وضع تدابير مكافحة التمييز في نصابها.
ترك دونالد بروكلين وكوينز خلف ظهره، وانطلق إلى صنع الثروة في ضواحي مانهاتن الأكثر سحرا. بحيث قال: “لقد كانت لدي أحلام ورؤى أسمى”. وبعد 3 سنوات ليس إلا من تخرجه من الجامعة، اقترض دونالد مليون دولار من والده وأكثر من 100 مليون دولار من القروض البنكية التي ساهم والده في تأمينها له، وحولها إلى سلسلة من مشاريع البناء الرئيسية في مانهاتن، بما فيها فندق “جراند هيات” “وبرج ترامب” و”ترامب بلازا”. وتفرع ترامب أيضاً إلى إنشاء ملاعب الغولف، والمنتجعات الفاخرة، وإلى عشرات الصناعات الأخرى. وبوصفه رجل استعراض بطبيعته، أدرك دونالد –الذي أخبر الناس أساساً بأنه سويدي الأصل- قيمة التسويق بنفسه، حيث قال في العام 1987: “لو أخذت صفحة كاملة من نيويورك تايمز لأعلن فيها عن مشروع، فإن ذلك سيكلف 40 ألف دولار. ولكن في حال كتبت الصحيفة حتى مقالة عمود واحدة إيجابية حول إحدى صفقاتي، فلن يكلفني الإعلان أي شيء”.

وقضى دونالد ترامب حياته ليجعل من اسمه يرادف الثروة والنجاح، وعلى الرغم من الثمن الغالي الذي قد يدفعه، فهو لا يلبث يحاول وضع “ترامب” على كل شيء تقريباً. وبالإضافة إلى الفنادق الشهيرة، وأقفال أبراجه ملاعب الغولف، شملت مشاريع الميلياردير أموراً أخرى مثل “مجلة ترامب” ولعبة الألواح “ترامب”. ويمكن لمعجبيه أيضاً أن يرتشفوا “ماء ترامب” أو “نبيذ ترامب” أو “فودكا ترامب”؛ ويمكنهم أن يؤثثوا منازلهم بـ”مفروشات ترامب المنزلية”، وأن يرتدوا قمصان وربطات عنق ماركة ترامب (المصنوعة في المكسيك والصين)، وأن يضعوا عطر “ترامب”، الذي يجسد “روح الرجل المدفوع بالطموح”.

* ” الغد” …. ترجمة عن ” ذا ويك “

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى