ريادة

عصفور: يد واحدة تصفق ولو كانت مبتورة!!

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

بكل هدوء وثقة، صعد طاهر عصفور، الذي لا يتجاوز عمره الـ25 ربيعا، على المنصة ليروي قصة نجاحه، التي أبهرت الحضور وأجبرتهم على التصفيق بين الحين والآخر والوقوف احتراما لهذا الشاب “النادر”.
روى طاهر قصته، التي بدأت قبل أعوام، عندما وصل الى صف “التوجيهي”، وقرر عدم مواصلة الدراسة والبحث عن عمل حتى يساعد أهله، بسبب وفاة والده.
يقول طاهر:”بحثت عن شغل واشتغلت لمدة سنة ونصف في شركة لإنتاج اللحوم،.. وبعد ذلك..”، غص طاهر وتوقف للحظة عن الحديث، ليكمل بصوت متحشرج: “تعرضت لإصابة عمل وانبترت يدي اليسرى”.
ويضيف: “وقتها يئست وتملكني تفكير سلبي.. فبعد إصابتي أحسست بالفشل وأني لن أستطيع العمل في يوم من الأيام، خصوصا أن الشركة التي عملت فيها تخلت عني وتقدمت لشركات أخرى رفضت توظيفي، وأحسست أن أبواب الدنيا أغلقت في وجهي”، حتى “في الدراسة كان هناك عائق أني شخص أشول (أكتب بيدي الشمال)، ولن أستطيع الكتابة وحمل القلم اذا قررت إكمال دراستي”.
يكمل طاهر:”بعد فترة قررت أن أفكر بإيجابية وابتعدت عن كل شخص ممكن أن يؤثر في سلبيا، وقررت أن أعود لدراستي، وبالفعل أعدت دراسة التوجيهي، ونجحت وأكملت الدبلوم وتخرجت بشهادة تقدير”.
وبعد ما تخرجت بحثت عن عمل، وساعدتني منظمة شركاء للأفضل، المنبثقة عن مؤسسة مجتمعات عالمية في إيجاد عمل كمندوب مبيعات في شركة سما الزرقاء للدعاية والإعلان.
اليوم، يعمل طاهر في شركة “نسيم الدادا وشركاه”، كمدخل بيانات وهو المجال “الذي يحبه” كما يصف، ويضيف طاهر بأنه يلعب أيضا في ناد لكمال الأجسام ويرفع الأوزان الثقيلة وهو ما كان يرغب بممارسته قبل تعرضه للإصابة.
ختم طاهر قصته بجملة: “إنك لن تفشل إلا إذا انسحبت”.
كان طاهر أخذ دورة تدريب مهارات حياتية ومهارات النجاح في سوق العمل ودورات أخرى داعمة تحت برنامج “تمكين الشباب” الذي تطبقه منظمة مجتمعات عالمية بتمويل من منظمة “كاتر بيلر” الخيرية.
قصة طاهر استعرضت بالأمس خلال لقاء حواري عقد بالأمس بعنوان: “نحو أجندة مشتركة للعمل على قضايا التشغيل والتدريب للشباب”، والذي نظم من قبل منظمة مجتمعات عالمية ومنظمة شركاء للأفضل.
وشارك في اللقاء مجموعة من المؤسسات والهيئات الحكومية والجهات الممولة وممثلون عن القطاع الخاص وجهات تدريبية وتعليمية ومجموعة من الشباب وأولياء الأمور ومؤسسات أعلامية ساهمت في طرح مبادرات للتشغيل.
وتمّ خلال اللقاء بحث التحديات الرئيسية في مجال التدريب والتشغيل ووضع خطوات عملية للحلول المقترحة وآلية تضمينها ضمن خطط وبرامج محددة مع الاتفاق على آلية تنسيق مستدامة للاستمرار في تنسيق الجهود في مجال التشغيل والتدريب.
وتم اختيار فريق محوري للعمل على تصميم كيفية تنفيذ آلية التنسيق والأعداد للقاء التنسيقي المقبل، وجرى خلال اللقاء استعراض مخرجات سابقة للقاءات حوارية نفذت مع مجموعات من الشباب من مختلف مناطق المملكة، وعرض دروس مستفادة من تجربة التشغيل والتدريب التي طبقها برنامج تطوير الشباب في منطقة الشرق الأوسط MENA YES، وتسليط الضوء على الاستدامة في المشاريع كمكون رئيسي لنجاحها.
ومن بين التحديات التي تمّ عرضها كانت التحديات الاجتماعية والثقافية؛ حيث تمّ تلخيصها بضعف البرامج التطوعية والثقافيه وكثرة أوقات الفراغ عند الشباب، ووجود سلوكيات سلبية خارجة عن الأنماط المجتمعية، والعنف المجتمعي، وضعف الترابط الاجتماعي، والانطباع السلبي عن الشباب غير العاملين.
كما كان من ضمن التحديات عدم وجود نماذج قدوة حسنة، وارتفاع نسبة التسرب من المدارس، وضعف جودة مخرجات قطاع التعليم الحكومي ووجود مفاهيم اجتماعية خاطئة مثل رفض الآخر، ثقافة العيب، وإطلاق حكم مسبق، إضافة إلى تكريس القيم التي تساعد على تفكيك الروابط المجتمعية، ومفاهيم مجتمعية سلبية حول دور الإناث (عدم جدوى التعليم والعمل، والمقارنة مع الرجل).
وعن التحديات الاقتصادية تم تحديدها بقلة فرص العمل في القطاع الخاص والعام، وعدم ملاءمة قدرات الشباب مع احتياجات فرص العمل، وقلة الخبرة العملية لدى الخريجين، وضعف جودة وعدد البرامج التدريبية، وعدم التزام الشباب في الوظيفة، ومفاهيم سلبية لدى القطاع الخاص عن جدوى تشغيل الشباب الذكور والإناث، إضافة إلى أنّ بيئة العمل طاردة للإناث وساعات عمل طويلة في بيئة غير مناسبة ومن دون راتب إضافي، والمواصلات غير المؤمنة، والرواتب غير الكافية لتلبية احتياجات الشباب، مع عدم مرونة القطاع الخاص في تلبية احتياجات الشباب.
كما كان هناك تحديات أخرى تلخصت في عدم امتلاك الشباب للقرار المهني أو التعليمي وتأثير العائلة والمجتمع المحيط بهذه القرارات، والزواج المبكر وتأثيره على المشاركة الاقتصادية والاجتماعية للفتيات، وقلة المراكز الثقافيه التي تتبنى المواهب، وتهميش ذوي الاحتياجات الخاصة بالأنشطة المجتمعية والمنافسة الشديدة من قبل العمالة الوافدة واللاجئين السوريين، والواسطة والمحسوبية.
يشار إلى انّ مؤسسة مجتمعات عالمية هي مؤسسة دولية غير ربحية تعمل على تمويل مشاريع الإسكان، والمساعدة الإنسانية وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والاستثمار في قطاعي المرأة والشباب وبناء وتطوير القدرات وتنمية المجتمع المدني والصحة والتنمية الاقتصادية والتنمية الريفية وتطوير البنية التحتية.
أما منظمة شركاء للأفضل فهي منظمة غير ربحية انبثقت عن مؤسسة مجتمعات عالمية، تهدف الى تطوير وابتكار منهجيات تشاركية لتمكين الشباب والمرأة والفئات الأخرى ذات الحاجة، اقتصاديا واجتماعيا بتزويدهم بالمهارات والمعارف والفرص ليصبحوا مواطنين فاعلين معتمدين على أنفسهم.

-الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى