تكنولوجيا

الشركات القليلة المهيمنة تجعل ملعب التكنولوجيا غير متكافئ في الصين

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – هيني سندر

تماما قبل نهاية العام الماضي، قامت شركة تشياومي القائمة في بكين بجمع أكثر من مليار دولار في جولتها الأخيرة للتمويل، وهو ما جعل تقييمها يصل إلى 45 مليار دولار. عادة ما يتم وصف شركة تشياومي بأنها شركة صناعة الهواتف الذكية، التي هي كذلك، فضلا عن كونها أكبر مشغل في السوق المحلية الضخمة. لكنها أكثر بكثير من مجرد شركة أجهزة أخرى قد تقوم قريبا بتهميش سامسونج (على سبيل المثال)، تماما كما قامت سامسونج وغيرها من الشركات بتهميش شركة سوني. تشياومي تملك طموحات عالمية وسوف تشكل تحديا على نحو متزايد.

يقول ريتشارد جي، مؤسس صندوق التحوط أول ستارز انفيستمنت في هونج كونج: “إن لاي جون (مؤسسها) ليست لديه نية لجني الأموال من الأجهزة”. علما أن السيد جي قام بقيادة عملية تمويل شركة تشياومي وهو عرف السيد لاي منذ عدة أعوام. “إنها مجرد قناة لاكتساب الزبائن. الأمر يتعلق بالبرمجيات وخدمات الإنترنت. هناك نظام بيئي كامل حيث ستقوم مئات الشركات باستخدام منصة شركة تشياومي”.

تماما بعد العام الجديد، قام شخصية مشهورة، هي لي كيكيانج، رئيس الوزارء، بترأس الافتتاح في تشنزن لبنك “وي بانك”، وهو أول بنك على الإنترنت في الصين، المملوك جزئيا من قِبل شركة تينسنت هولدينجز، وهي شركة إنترنت رائدة أخرى. لقد كان ذلك بمثابة تذكير قوي بأن بكين تبارك جهود شركات التكنولوجيا هذه لتقوم بتبني الشركات المملوكة للدولة الأكثر تمركزا وقوة.

قامت شركة تينسنت بتدمير عمل الرسائل النصية في شركة تشاينا موبايل؛ والآن هي تتحدى المصارف، التي ليس بالضرورة أن يصل شعارها “خدمة الشعب” إلى الزبائن العاديين أو الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم.

لقد قطعت شركات التكنولوجيا والإنترنت الصينية شوطا طويلا. فهي مجتمعة تملك قيمة سوقية تبلغ أكثر من 500 مليار دولار. 80 في المائة كاملة من هذه القيمة السوقية تأتي من شركات الإنترنت الثلاث العملاقة – بايدو وعلي بابا وتينسنت. لقد ارتفع مؤشر بنك يو بي إس للإنترنت في الصين بنسبة 20 في المائة في عام 2014 (بعد أن ارتفع بنسبة 100 في المائة في العام الذي سبق ذلك)، في حين أن الشركات الثلاث ذات الأداء الكبير ارتفعت معا 31 في المائة. دون تلك الشركات، لكن المؤشر قد انخفض بنسبة 5 في المائة. علاوة على ذلك، الشركات الثلاث الكبيرة تمثل 90 في المائة من قيمة جميع عمليات الاندماج والاستحواذ في هذا المجال، ما جعل عقد مثل هذه الصفقات “لعبة الشركات العملاقة الغنية بالسيولة”، وذلك وفقا لتقرير من “يو بي إس”.

الشركات القائمة لم تستغرق وقتا طويلا لتثبيت موقفها. وتيرة التغير من شركة منافسة إلى شركة قائمة تحدث بسرعة البرق. يقول السيد جي: “إن الحد للدخول يصبح أعلى وأعلى. بمجرد أن تحصل على 100 مليون مستخدم، يصبح هناك تأثير شبكة قوي”.

في الواقع عندما قامت إحدى مجموعات الاستثمار بالنظر إلى مجموعة علي بابا، وجدت أن المجموعة تملك 70 في المائة من سوق التجارة الإلكترونية. جزء من علامة الاستفهام بشأن مستقبل مجموعة علي بابا كان المدى الكبير الذي قد تتقلص به تلك الحصة السوقية مع مرور الوقت. يخلص المساهم إلى القول: “نحن لم نقدر مدى أهمية الحجم والنطاق”.

هيمنة عدد قليل من الشركات المشاركة يجعل الملعب غير متكافئ. تلك التي لديها العلاقات والمعارف المناسبة تحصل على المساعدة، في حين أن النجاح يأتي بشكل أصعب بالنسبة للشركات الناشئة. ومع قيام المشغلين المهيمنين بتثبيت قبضتهم على السوق، فإن اختيار الأسهم -والعلاقات والمعارف- سيصبح أكثر أهمية بكثير.

الصين قد لا يكون فيها سيليكون فالي، لكنها تملك بنية تحتية مثيرة للإعجاب بالنسبة للشركات الناشئة. فهي تجتذب كلا من رأس المال والمشورة في كل مرحلة من مراحل تطورها، سواء كان من المساهمين أو مؤسسي شركات التكنولوجيا الكبيرة. إضافة إلى ذلك، أصحاب المشاريع الذين يبنون هذه الشركات أصبحوا بارعين واستراتيجيين.

في الأشهر المقبلة بإمكان المساهمين توقع رؤية مجموعة من شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى تتبع مجموعة علي بابا إلى الأسواق العامة. إحدى هذه الشركات التي من المحتمل أن تقوم بإدراج أسهمها في البورصة هي ميتوان، التي تتلقى الدعم من مساهمين يملكون ثروات كبيرة مثل علي بابا، وجنرال أتلانتك، وسيكويا. حيث تقدم المجموعة صفقات في مجال الترفيه، والفنادق والمطاعم لمستخدميها البالغ عددهم 100 مليون مستخدم.

هناك عديد من العلامات على نشاطات ليست ذات قيمة. مستويات الأسعار لجولات التمويل الأخيرة قوية بشكل مخيف وهناك القليل من الوقت للعناية الواجبة قبل البدء بالاستثمار. قد يكون من السابق لأوانه الإشارة إلى أنه تم كسب القسم الأكبر من الأموال في شركات الإنترنت الصينية. لكن ليس من السابق لأوانه الملاحظة أنه، لإعادة صياغة المثل الآسيوي القديم، عندما تتنافس الفيلة -أي المطلعين- فإن الفئران هي التي تداس.

المصدر: FINANCIAL TIMES

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى