ريادة

فرح سلامة.. تبدع بفن ‘‘الانيميشن‘‘ ورسم قصص الأطفال

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

منذ نعومة أظفارها.. كانت تشعر بعلاقة تشدها نحو الريشة والألوان، كبرت وكبر الحلم معها، لونت أيامها وروت التفاصيل بقصصها المصورة ورسومها المتحركة.
منذ أن كانت في الرابعة من عمرها ركبت فرح سلامة أولى أمواج الفن والإبداع وبدعم والديها وايمانهما بتلك الرسوم المميزة التي تخطها، لذلك أصرت على أنها ستكون في يوم ما فنانة تفتخر بها عائلتها.
علب الألوان وأوراق الرسم ومجموعة من أفلام الكرتون كانت البداية لدى فرح منذ صغرها، وهي تتابع كونان، بوكيمون، توم آند جيري.. ليس للمتعة كباقي الأطفال وإنما لتتعرف على الطريقة التي رسمت بها الشخوص، الشعر، اليدان والملابس.
تقول “كنت أهتم بكل تفاصيل الحلقة وأحاول أن ألتقط فنون الرسم”، لافتة أنها لم تتوان يوما عن متابعة كل ما يتعلق بالرسم، خصوصا وأن تلك الموهبة من الله ولم تكتسبها بالتدريب والدراسة.
درست سلامة في مدارس الوكالة وكانت دائما تحصد المراكز الأولى في مسابقات الرسم التي كانت تقيمها المدرسة، فضلا عن اهتمامها الكبير في تنمية موهبتها من خلال التسجيل بالنوادي الصيفية والاشتراك في المسابقات التي تقيمها.
وحصلت على المركز الأول على مستوى المملكة في جوائز النادي الصيفي، وكانت تشعر بالفرح الكبير لتكون أكثر إصرارا على المتابعة والتميز، معتبرة حصولها على المركز الأول في جائزة الأونروا للرسم الإبداعي نقطة مفصلية ومهمة في حياتها.
استمرت سلامة بصقل مواهبها، وحرصت على المشاركة بكل مسابقة ودورة متخصصة تسنح لها فرصة المشاركة فيها خلال دراستها في المدرسة، كانت آخرها مسابقة نادي السيارات الملكي بمسابقة عنوانها “لا لاستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة”، للفئة العمرية من 15-18 حصلت خلالها على المركز الأول وحازت على شهادة تقدير ومبلغ مالي لدعم موهبتها. على الرغم من موهبة سلامة وتعلقها بالرسم، إلا أنها اتجهت لدراسة الأدب الإنجليزي في الجامعة الهاشمية، ولكن لم يمنعها ذلك من متابعة موهبة الرسم، حيث شاركت بالفعالية التي نظمتها الجامعة بعنوان “هاشمية تالنت” في العام 2013، وحازت حينها على المركز الأول، كما اشتركت بمجلة الجامعة كرسامة للترويسات لمدة سنة كاملة.
وبدا تميز سلامة بالموهبة والتعليم واضحا من خلال مزجها الفن بالتدريس، من خلال رسم القصة على اللوح وتحويل الأحرف والكلمات إلى صور حيوانات ونباتات لتشغيل الإبداع والتصوير في اللغة الإنجليزية كونها مادة نظرية وجامدة.
وكانت تستغل سلامة موهبة الرسم بتشجيع الطلبة داخل الحصة، من خلال رسمهم أنيميشن وإعطائهم صور لتلوينها مكافأة لهم على اجتهادهم، الأمر الذي كان يشعرهم بسعادة كبيرة. بعد انتهاء سلامة من الدراسة حاولت أن تتجه بموهبتها نحو العالمية لتثبت موهبتها على نطاق أوسع فشاركت بالمسابقة الدولية التي تقيمها اليابان للقصص المصورة “جائزة المانجا الدولية”، وكانت من واحدة من ثلاث أردنيات شاركن في هذه المسابقة وترشحت رسوماتها للنهائيات.
تقول “كنت من المشاركين القلائل في الوطن العربي، إلا أن الجائزة حينها ذهبت لشرق آسيا”، متابعة أن تميزها في الرسم مكنها من العمل مع مجلات الأطفال المشهورة كرسامة لقصص الأطفال مثل مجلة الرسام، مجلة وسام ومجلة جنة للأطفال من خلال قصة “الوردة القرمزية”، وقصص وترويسات للمجلات الأخرى.
كما حرصت سلامة على المشاركة سنويا بمجموعة المسابقات والنشاطات التي تطلقها مؤسسة عبدالحميد شومان التي تتعلق برسم قصص الأطفال، حيث ترشحت للفوز بجائزة المؤسسة على مستوى الوطن العربي عن قصة الولد المقلد ومسرحية الأطفال “الحلم الأخضر”.
وتعكف سلامة على الانتهاء من اللمسات الأخيرة لمسلسل أنيماشن آكشن يحمل عنوان “جوريوس كومباك”، بدأت العمل عليه منذ العام 2007 بمجهود شخصي منها ومن شقيقتها التي تشاركها الموهبة، حيث تعلمت الرسم وإنشاء الفيديوهات على الكمبيوتر، من خلال أبسط البرامج للرسم.
كما كان لسلامة إبداع حقيقي في إخراج الأفلام، حيث تعمل الآن على إنتاج أفلام أنيمشن، كما شاركت ببرنامج “قمرة” من خلال تقديم فيديو مصور، كان عملها من الأعمال التي رشحت للمراحل النهائية في البرنامج.
وتصف مشاركتها في معرض الكتاب الشامل التي أقامته مبادرة “وحي قلم” الأولى من نوعها بالمميزة، حيث حازت رسوماتها على إعجاب عدد كبير من زوار المعرض الذين تهافتوا على لوحاتها، ما اشعرها بفرحة كبيرة، خصوصا عندما شاهدت الإعجاب الكبير بموهبتها.
كما كان للمعرض فضل كبير على سلامة وفق قولها، حيث حصلت على مجموعة من المشاريع الفنية وطلبات عمل، زادت من حماسها وثقتها بنفسها. وكانت ومن خلال مشاركتها بالمعرض تشجع الأطفال على الاهتمام بمواهبهم، ودعت أهاليهم إلى تنمية مواهب صغارهم ودعمهم ومشاركتهم تلك الموهبة والرسم معهم حتى وإن كانت الإمكانيات بسيطة، لافتة أن التشجيع والمديح أهم مسببات النجاح، عازية الفضل الكبير في ماهي عليه الآن بعد الله إلى والديها اللذين لم يتوقفا يوما عن دعمها وتشجيعها.

-(الغد)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى