الرئيسيةريادة

أطفال أردنيون ينسجون احلاماً كبيرة بتعلمهم البرمجة وإبتكار التطبيقات الرقمية

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

تعودنا في عالمنا العربي وفي الاردن على إستهلاك التكنولوجيا فقط، بعيدين في كثير من الاحيان عن انتاجها والمساهمة فعليا في التحول الرقمي عبر ابتكار التطبيقات والافكار الذكية التي قلبت عالمنا وحياتنا رأسا على عقب.

كما تعودنا على الانطباع السائد بانّ ” البرمجة علم صعب ” والخوف من الخوض في نقاشه وبأنه مضمار يحتكره الكبار ، ويتعلمون علومه في المستويات الجامعية فقط ، وهي المفاهيم الخاطئة التي بدأ أطفال اردنيون بتحطيمها عندما تعلموا أسس البرمجة وكتابة ” الاكواد” بمهارة عالية تفتح لهم ابوابا واسعة للابتكار وابداع التطبيقات اليت قد تنتج يوما ما ” فيسبوك” أو” واتساب” او” سنابشات” عربي.

من هؤلاء الأطفال الاردنيون، اولئك الذي خاضوا غمار تعلّم البرمجة في أكاديمية شركة ” هللو وورلد كيدز” – المتخصصة في تعليم البرمجة للصغار، والذين حكوا حكايتهم مع ” الاكواد” والبرمجة يوم الاحد في جلسة حوارية خصصت لهم على هامش حفل اعلان نتائج اول مسابقة وطنية للمبرمجين الصغار والتي نظتها شركة ” هللو وورلد كيدز” بالتعاون مع شريكها للمبادرات الاجتماعية ” شركة بروجرس سوفت” وبرعاية وحضور وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز.

في الجلسة الحوارية، جلست الطفلة ماريا حبنكة ابنة الصف الاول والتي انهت المستوى من منهاج ” هللو وورلد كيدز” والذي تعملت فيه اسس البرمجة.

ماريا ببراءة الطفولة وصوتها الغض كانت تؤكّد بان البرمجة سهلة حيث تعلمت اساسيات البرمجة ولغاتها لا سيما ” السموول بيسك”.

وقالت عن حلمها المستقبلي : ” احلم ان اخترع شيء افضل من مايكروسوفت وورد”.

ان ماريا بدات بتعلّم البرمجة في ” هللو وورلد كيدز” بموازاة تعلمها للكتابة والقراءة، ومع لك فهي تؤكّد سهولة تعلم البرمجة وتحلم بان تنتج تطبيقها المستقبلي في العالم الرقمي،
وتعتبر البرمجة الاساس لانشاء ونهوض اسماء كبيرة في العالم الرقمي والاقتصاد الرقمي من امثال : جوجل، فيسبوك، واتساب، انستغرام، اوبر، كريم، بوكيمون وغيرها العشرات من التطبيقات التي اصبحت تمثل اقتصادات قائمة بحد ذاتها.

وتشير الأرقام العالمية إلى أن الطلب على مهنة البرمجة سيزيد بنسبة 29 % خلال السنوات العشر المقبلة، ما يفتح المجال والفرص أمام أطفالنا وشبابنا لإيجاد أعمال وخلق إيرادات من هذا المجال”.

على شمال ماريا كانت تجلس الطفلة زينة حامد 11 سنة واليت انهت جميع مستويات منهاج هللو وورلد كيدز السبعة، وقد انتجت تطبيقا على شكل لعبة لتقوية الذاكرة يستهدف الاطفال والكبار.

وقالت زينة بان البرمجة فتحت لها افاق لللتفكير في ابتكار تطبيقات هامة في المستقبل مثل ” تطبيق يمثل دكتور منزلي ليساعد المستخدم في حياته اليومية”.

وتميز في الجلسة الحوارية الطفل يوسف المصري الذي يعاني مشاكل في السمع ورغم ذلك كله تعلّم البرمجة وكان يحكي بثقة قصته مع البرمجة ومع اكايديم ” هللو وورلد كيدز”.

وعبّر الطفل يوسف ابن الـ 12 سنة بان البرمجة سهلة التعلم وبانها تفتح الباب للاطفال للتفكير في اعمال ومهن مختلفة عما يفكر به معظم الذين يعانون من مشاكل السمه وقال : ” كل من هو مصاب بمشكلة السمع يفكر ان يعمل ميكانيكي، او دهّان او مهن اخرى تقليدية ، لكن اذا تعلموا البرمجة راح يفكروا يعملوا ويبتكروا اكثر”.

واكد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز أهمية البرمجة في حياتنا ولقطاع تكنولوجيا المعلومات مشيرا الى ان مسابقة المبرمجين الصغار اطلعتنا على اهمية البرمجة للطفل واكدت لنا اهمية المشاركة في بناء المستقبل بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.

واشار الرزاز الى أن البرمجيات لم تعد حكرا على المتخصصين، بل أصبحت متاحة للجميع،” ونحن بحاجة الى غرس هذه المهارات لطلابنا وطالباتنا، والتي تمثل لغة عالمية تحل مشاكل كثيرة في حياتنا”

وقال : ” ان ما شاهدناه وسمعناه من الطلبة الصغار يثبت لنا اهمية البرمجة وما تفتحه من افاق واسعة امام الطلبة.

واضاف : ” ان البرمجة اليوم اساس للقرن الواحد والعشرون ……. تدريب الطلبة على البرمجة هام جدا وهو اساس لمحو الامية الرقمية في وقتنا هذا”.

وقالت المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة ” هلو وورلد كيدز” المتخصصة في تعليم الصغار البرمجة، حنان خضر، ان المسابقة الوطنية للبرمجة التي تنافس فيها 42 طالبا من المدارس الحكومية ومدارس الاونروا ومن المدارس الخاصة في الفئات العمرية من الصف الثالث حتى السادس، اثبتت مقدرة الاطفال على تعلم صناعة البرمجات والتفوق في مضمار البرمجة التي تعد اساسا للاقتصاد الرقمي.

واضافت خضر بان البرمجة ليست صعبة كما يعتقد كثيرون فهي عبارة عن مفاهيم يجب تعلمها في البداية، وسهولة تعملها تعتد على طريقة ايصال هذه المفاهيم، مشيرة الى تجربة ” هللو وورلد كيدز اثبتت اهمية وامكانية تعليم الاطفال من كل المستويات البرمجة وكتابة الاكواد، حيث تمكنت الاكايديمية من تعليم البرمجة لحوالي 5 الاف طفل في الاردن ولبنان.

وأكدت من واقع تجربة الأكاديمية، أنه من بين 10 أطفال يجري تدريبهم على البرمجة، يخرج 3 أطفال يتميزون بكونهم أطفالا موهوبين قادرين على إنتاج تطبيقات جديدة، لافتة الى أهمية تعميم تجربة تدريس وتعليم البرمجة والريادة على جميع مدارس المملكة وتبني ومواكبة البرمجيات والتطبيقات الحديثة التي تتغير وتتطور بسرعة كبيرة.

وأكدت اهمية دعم مؤسسات وشركات القطاع الخاص، الذي اسهم في انجاح مونديال البرمجة للصغار والذي يعني بتشكيل فرق بأسماء هذه الشركات الداعمة، من الاطفال في الفئات بين الصف الثالث حتى الصف السادس من المدارس الحكومية والأونروا وتعاون الجامعات والكليات التي دعمت واحتضنت الاطفال داخل مختبرات الحاسوب في الجامعة.

وأضافت ان ” هلو وورلد كيدز” تهدف الى وضع معايير وأهداف دقيقة في تعليم البرمجة وتبسيط مفاهيمها للاطفال في المدارس، على ان تعكس كل ما هو جديد في عالم البرمجة والتكنولوجيا على هذه المناهج، وعلى وضع آلية لبناء كفاءة معلم البرمجة حسب قدراته وحسب مخرجات تعليمنا الجامعي الحالي.

واشارت الى ان الشركة تمكنت مؤخرا من استقطاب استثمارات ستمكنها من التطور والنمو واستقطاب الكفاءات والمساعدة في نشر ثقافة تعليم البرمجة للصغار.

وبرنامج او منهاج ” هللو وورلد كيدز” يتكون من سبعة مستويات ويستهدف تعليم البرمجة للاطفال من الصف الاول الى السادس .

وضمن هذا البرنامج يتعلم الطفل كيف يفكر الكمبيوتر، و كيف نستطيع نحن (الانسان) أن نأمر الأجهزة الذكية (حاسوب – تابلت – موبايل) فتستجيب لأوامرنا، ويتكون البرنامج من عدة مستويات تدريبية تتدرج من مستوى المبتدئ حتى يصل الطفل الى التمكن من أنواع البرمجة المختلفة، حيث يشتمل على تعليم كيفية برمجة تطبيقات الحاسوب، برمجة الويب، و تطبيقات الأجهزة الذكية (الموبايل و التابلت) بالاضافة الى التعرف على مبادئ الريادة.

” الغد”

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى