مقالات

أفكار ريادية مجنونة.. لمَ لا؟

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – معاذ فريحات

نسمع بين فترة واخرى عن افكار غريبة يمكن ان تصل الى حد الجنون، ولكن هذه الافكار المجنونة يمكن ان تتحول الى مشروع اقتصادي يدر دخلا ويجذب اهتمام المستثمرين.

خلال الفترة الماضية اعلن احدى البنوك البريطانية عن تقدمه بطلب لتقديم خدمات الخزائن الرقمية لحفظ البيانات الرقمية فيها للمستخدمين، وهي فكرة منسوخة من الخزائن التقليدية الموجودة في البنوك، والتي يحتفظ عادة فيها الناس بأغراضهم الشخصية مثل (المجوهرات، الوثائق….).

وفي السابق لو قلت لاحدهم ان احد الاجهزة المنزلية الموجودة لدي سيتحدث مع جهاز اخر البيت او ان سيارتي ستبلغ منزلي انني في الطريق بحيث يتم تشغيل التدفئة وتهيئة الاضاءة، فمن المؤكد انه سيصفك بالجنون، ولكن حاليا اعلنت بعض كبرى الشركات عن طرح اجهزة منزلية ترتبط بشبكات الانترنت ضمن نظام كامل يعرف بـ”المنازل الذكية” يستطيع عمل ذلك.

هذه الافكار الجديدة التي ستواجه العديد من التحديات، تعتبر مبتكرة وجديدة ولربما تلبي حاجة المستخدمين الذين يبحثون عن الراحة من خلال استخدام التكنولوجيا الى ابعد حد، إذ ان التطورات السريعة التي يشهدها العالم تدفع بنهم المستخدمين في البحث عن المزيد.

الخزانة الرقمية، تعتبر مبتكرة وجديدة ولربما تلبي حاجة للمستخدمين الراغبين بحماية بياناتهم الخاصة ذات الاهمية الشديدة خاصة في ظل تزايد الحديث عن الانتهاكات التي يقومون بها قراصنة الانترنت.

اما المنازل الذكية، فقد كانت تعتبر احدى اماكن التصوير لافلام الخيال العلمي سابقا، الا انها الان اصبحت حقيقة وواقعا لا يمكن انكاره، لتعيد بذلك تشكيل الحياة التي نعيشها لتصبح اكثر اتصالا، حيث تشير توقعات الشركات الكبرى الى انه في 2020 سيبلغ عدد الاجهزة الالكترونية المتصلة ببعضها حوالي 50 مليار جهاز.

وباعتقادي ان ما نحتاج اليه في البحث عن الافكار الريادية، ليس تقليد المشاريع ونقلها الى الدول العربية، بقدر ما يمكن ان تلعبه هذه الافكار في تلبية احتياجات المستخدمين لتصبح جزءا من حياتهم.

ولا ارى ان تكرار القيام بتقليد الافكار الموجودة اصلا في الدول الاوروبية او امريكا يستطيع ان يخدم نمو وانتشار المشاريع الريادية، فما نحتاجه افكار ريادية تستطيع تلبية حاجات المستخدم العربي ضمن الاطر التي يعيشها وليس ضمن محددات موضوعة مسبقا، وعلى سبيل المثال يستطيع المستخدم غير العربي الشراء عبر الانترنت والدفع مسبقا وهو على ثقة انه سيحصل على المنتج الذي طلبه، ولكن يستطيع المستخدم العربي الثقة بالمنتج الذي يريد شراؤه من خلال الصورة المنشورة له عبر الانترنت، حيث لا يزال الدفع عند التسليم يستحوذ على النسبة الاكبر في عمليات البيع عبر الانترنت.

وهنا اعتقد ان الصراع الذي يجب ان يظهر في عالمنا العربي، في تحديد ماهية الفكرة الريادية وعدم الانسياق وراء التقليد فقط، وتحديد الاطر لكل من: الابتكار، الاختراع، المشروع الاقتصادي.

-(أويسس500)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى