اقتصاد

الفاخوري: الأردن بوابة مهمة ستساهم بجهود إعادة إعمار المنطقة

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

قال وزير التخطيط والتعاون الدولي، المهندس عماد الفاخوري، إن الأردن سيكون أحد البوابات المهمة التي ستساهم في جهود إعادة إعمار المنطقة.
جاء ذلك خلال مشاركة الفاخوري في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي عقد في بكين للبحث في استكشاف السبل الكفيلة بمعالجة المشاكل الاقتصادية الاقليمية والعالمية وتعزيز فرص التنمية.
وأكد الفاخوري، في بيان صحفي وزعته الوزارة الثلاثاء، أهمية مبادرة الحزام والطريق في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التنمية الرابحة للجانبين.
وأوضح أن دعوة الأردن للمشاركة في المنتدى جاءت في ضوء دوره المحوري في المنطقة، مؤكدا أهمية مبادرة الحزام والطريق للمملكة التي تسعى للاستفادة من منافعه.
وقال إن المبادرة ترتكز على أسس صلبة من التعاون السلمي والانفتاح والتسامح والتعليم المتبادل والمنفعة المتبادلة والنتائج الرابحة للجانبين.
وأن الأردن ينظر إلى مبادرة الحزام والطريق باهتمام بالغ نظرا لموقعه الجيوسياسي الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط والذي يجعله حلقة وصل بين ثلاث قارات، ويتيح الوصول إلى أكثر من مليار مستهلك في العالم وكبوابة للوصول إلى 350 مليون مستهلك في العالم العربي بالاعتماد على اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة مع العديد من الدول.
وأضاف أن الأردن يمتلك أيضا ميزة ارتباطه بالعديد من اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية مع العديد من دول العالم، إلى جانب وجود المناطق التنموية الصناعية والحرة واللوجستية وللأعمال والتي يدار العديد منها من قبل القطاع الخاص، في حين توفر منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بوابة لوجستية وللأعمال وتشكل نقطة الانطلاق كمركز إقليمي متطور سيخدم مبادرة الحزام والطريق في موقع استراتيجي من الشرق الأوسط وليكون حلقة من حلقات التنمية والتطوير.
وقال إن الأردن إضافة إلى هذه الفرص وضمن وثيقة الأردن 2025 وخطة تحفيز النمو الاقتصادي للأردن 2018 -2022 سيوفر فرصا استثمارية أخرى لمشاريع كبرى في مجالات البنى التحتية تتكامل وستستفيد كلها من إمكانات التمويل والمشاركة الصينية والتي تقدمها مبادرة الحزام والطريق.
وأضاف بان الأردن سيتفاعل مع المبادرة بقوة والتي تبنى على مسارات طريق الحرير القديمة، ومن شأنها ان تعزز الحوار متعدد الأطراف والربط التجاري والاستثماري والبنية التحتية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وجذب الاستثمارات والتعاون الإقليمي لبناء منظومة اقتصادية وممر لطريق الحرير البري وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين بما يؤدي إلى تنمية مشتركة تحقيقا لمصلحة مشتركة للدول الواقعة على طريق الحزام الاقتصادي.
وقال إن الأردن يؤكد أهمية أن ترتكز على الربط في المجالات الخمسة المتعلقة بالسياسات والبنية التحتية والتجارة والتمويل والتواصل بين شعوب البلدان المعنية بها وأي دول ترغب بالانضمام.
واشار وزير التخطيط والتعاون الدولي إلى أهمية المبادرة في اتاحة وصول الأردن إلى نوافذ التمويل لمشاريع ذات اولوية المتاحة من مصادر مختلفة ومنها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي أصبح الأردن عضوا مؤسسا فيه وصندوق طريق الحرير حيث تم الإعلان عن مساهمة من الصين لتمويل إضافي للصندوق.
وكان الرئيس الصيني قد أكد في كلمة في المنتدى أهمية المبادرة في تشجيع وتعزيز انسياب التجارة مع الدول الواقعة على طول الحزام الاقتصادي والطريق وان بلاده تستهدف زيادة حجم مستورداتها التجارية من السلع من هذه الدول إلى 2 تريليون دولار خلال السنوات الخمس القادمة.
وقال إن الصين بصدد التوقيع على اتفاقيات مع 60 دولة حيث أبدى الأردن انضمامه لهذه المبادرة لضمان زيادة استفادته من فرص التصدير للصين وكذلك جذب الاستثمارات الصينية للأردن.
وبين الرئيس الصيني أن التجارة بين بلاده ودوّل الحزام والطريق قد تجاوزت 3 تريليون دولار في الفترة 2014-2016 وان الاستثمارات الصينية في هذه الدول تجاوزت 50 مليار دولار.
وعقد وزير التخطيط والتعاون الدولي على هامش مشاركته في مبادرة الحزام والطريق اجتماعات ثنائية مع المسؤولين في وزارة التجارة الصينية ابرزهم نائب وزير التجارة الصيني لغرب آسيا وشمال افريقيا تشيان كه منغ جرى خلالها بحث ملف التعاون الثنائي وسبل تعزيز العلاقات بين الجانبين.
وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي على متانة وتاريخية العلاقات الأردنية الصينية وامتداداتها السياسية والتجارية والاقتصادية والتي بدورها انعكست على التبادل التجاري والسياحي بين البلدين الصديقين حيث تعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن.
وأشار إلى زيارة جلالة الملك الاخيرة إلى الصين والتي ساهمت بشكل ملحوظ في تقدم العلاقات الأردنية الصينية نحو الشراكة الاستراتيجية، لافتا إلى أن الأردن يعول على المساعدات المالية والفنية الصينية خاصة في ظل التحديات والظروف الصعبة التي تحيط به.
وأكد أن العلاقات الثنائية تشهد تطورا سليما ومطردا بين الشعبين خلال السنوات الأخيرة برعاية مشتركة من قيادتي البلدين الصديقين، لافتا إلى المستوى العالي من التنسيق والاتصالات والتشاور في المجالات السياسية ولاقتصادية والتجارية والأمنية، مبينا أن العام الحالي يشهد احتفال الجانبين بمرور أربعين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي أنه وبرغم الظروف الإقليمية الصعبة التي تمر بها المنطقة، فقد نجح الأردن في الحفاظ على منعته، مثمنا دعم الصين للأردن التي ساهمت في جهود تعزيز منعة الأردن في ظل الظروف الاستثنائية وغير المسبوقة.
وأكد أهمية استمرار الصين في دعم الأردن وتقديم مساعدات إضافية لتمكين الأردن من تحمل تبعات الأزمات في المنطقة وخاصة السورية وما نجم عنها من تدفق للاجئين.
كما بحث الجانبان عقد الاجتماع السابع للجنة الأردنية الصينية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني مطلع العام المقبل واتفقا على السير قدما للتوصل إلى برنامج إطاري للتعاون التنموي والاقتصادي والفني للأعوام 2018-2020.
كما بحث الفاخوري مع المسؤولين الصينيين مشاريع محتملة للتعاون في المستقبل وخاصة مشاريع السكك الحديدية والطاقة المتجددة بالإضافة إلى مشاريع المياه وأنابيب النفط والغاز وغيرها من المشاريع الكبرى.
وقال إن التوجه الأردني سيكون لتنفيذ هذه المشاريع من خلال أطر الشراكة بين القطاعين العام والخاص آخذين بعين الاعتبار نجاح الأردن في تنفيذ مشاريع بنى تحتية تجاوزت قيمتها 10 مليارات دولار في السنوات العشر الأخيرة.
وتم خلال الاجتماع مع مسؤولي وزارة التجارة الصينية، بحث الدعم الصيني المنوي تقديمه على شكل منح، لتمويل مراحل اضافية لقطاع المياه والمرحلة الثالثة لنظام المراقبة المركزية لمديرية الأمن العام.
ووفق بيان الوزارة تم التوصل إلى اتفاق مشترك نهائي حول تنفيذ طريق السلط العارضة، حيث سيتم في غضون الاشهر القليلة القادمة التوقيع على اتفاقية تنفيذ المشروع.
ووجه الوزير الفاخوري الشكر للجانب الصيني على دعمه المتواصل للأردن خلال السنوات الماضية، ودوره في تنفيذ مشاريع تنموية في قطاعات المياه والبيئة وتوفير الأغذية والرعاية الصحية الأولية والتعليم ومكافحة الفقر.
كما أكد أهمية الدعم الصيني في تطوير خدمات القطاع الصناعي، وتطوير القوى البشرية، ومن أهم المشاريع التي نفذت بدعم من المساعدات الصينية: مشروع مدينة معان الصناعية، والمرحلة الثانية من مشروع تركيب نظام كاميرات المراقبة المركزية، ومستشفى الأمير حسين بن عبد الله في البقعة، واسكانات لضباط القوات المسلحة، وكل من مشروع إعادة تأهيل شبكات مياه محافظة الرصيفة ومشروع اسكانات الأسر ذات الدخل المتدني.
وناقش وزير التخطيط والتعاون الدولي مع الجانب الصيني فرص التعاون المستقبلي والاستثمار في الأردن والامكانات المتوفرة لدى الأردن والتي تعتبر فرصا هامة للاستثمار والتمويل الصيني التي تساعد على إقامة شراكات مع الجانب الصيني وخاصة في المشاريع الكبرى.
وأكد الفاخوري تطلع الأردن لمشاركة الجانب الصيني في المشاريع الكبرى سواء بالتنافس على عطاءات تطويرها أو بالمساهمة في التمويل والتنفيذ مثل دخول الصين في مشروع توليد الكهرباء من الصخر الزيتي.
وقال إن الجانب الصيني مهتم بمشاريع كبرى في مجالات تشمل السكك الحديدية وتوليد الكهرباء والطاقة المتجددة ومشروع ناقل البحرين (البحر الأحمر-البحر الميت) ومشاريع البنية التحتية في القطاعات الأخرى.
وأكد الجانبان خلال الاجتماعات أهمية التعاون الجاري مع الشركة الصينية هواوي والتي تتخذ من الاْردن مركزا اقليميا للتدريب.
ووفق بيان وزارة التخطيط، أشاد نائب وزير التجارة الصيني بالصداقة المتينة والشراكة الاستراتيجية بين الصين والأردن، كما ثمن الجهود التي يقوم بها الأردن في المنطقة بقيادة جلالة الملك والتي تساهم في تعزيز دعائم الأمن والاستقرار.
وأكد تطلع بلاده للتعاون مع الأردن خاصة في إطار مبادرة الحزام والطريق، لافتا الى أهمية اللجنة الأردنية- الصينية كآلية مؤسسية تنفيذية بين الجانبين للتعاون الاقتصادي والتقني والتجاري، وانه سيولي أهمية لمتابعة المشاريع بين الجانبين لتحقيق أهدافها وتذليل أية عقبات تجاه التنفيذ.
كما بين أهمية تواصل الجانبين لمتابعة سير العمل بالمشاريع الكبرى التي يعمل الاْردن على طرحها وتنفيذها واهتمام شركات ومؤسسات الجانب الصيني للمشاركة فيها.
كما لفت المسؤول الصيني الى استعداد بلاده للمزيد من التعاون مع الأردن في المجالين العلمي والثقافي وبناء القدرات لما لها من أهمية في التطوير الاقتصادي والاجتماعي للأردن.
وأكد أن الصين ستستمر في تقديم المساعدات التنموية إضافة الى الأولويات ضمن خطة الاستجابة الأردنية لتبعات الأزمة السورية 2017-2019.
وكان الرئيس الصيني قد أكد في افتتاح أعمال المنتدى أن مبادرة الطريق والحزام أصبحت واقعا بعد اربع سنوات من اقتراحها وتحمل ثمارا غنية، وانه ليس لدى الصين أي توجه لتشكيل مجموعة صغيرة تضر بالاستقرار أو التدخل في شؤون الدول جراء اطلاقها للمبادرة ولكن تستهدف المساهمة في بناء منطقة من التعايش المتناغم وتحقيق نموذج رابح للجانبين الصيني والدول المعنية بالمبادرة وتستند المبادرة إلى مشاورات مكثفة ستشارك البلدان المعنية في منافعها.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن الدول المعنية بالمبادرة قد شهدت زيادة ملحوظة في الربط بين السياسات والبنية التحتية والتجارة والتمويل وتعزيز الروابط بين الشعوب، وأن المبادرة تلعب دورا مكملا للاستراتيجيات الانمائية للبلدان المعنية، وأن بلاده وقعت مع نحو 40 دولة ومنظمة دولية اتفاقيات تعاون من اصل حوالي 100 دولة ومنظمة عبرت عن دعمها للمبادرة.
ويعد المنتدى الأعلى مستوى من بين المؤتمرات الدولية التي تعقدها الصين منذ طرح الرئيس الصيني شى جين بينغ مبادرة (الطريق والطريق) في العام 2013 وحظي بتأييد واسع من المجتمع الدولي.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) بين وزير التخطيط والتعاون الدولي أهمية مبادرة الحزام والطريق للأردن والتي ستعزز العلاقات الصينية الاردنية بالبناء على الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
وقال إن الأردن يتطلع للاستفادة من المبادرة خاصة وان الأردن يمتاز بأمنه واستقراره في المنطقة وهذه نفس الرؤية والروحية لمبادرة الحزام والطريق التي تتطلب بيئة سلام لنجاحها بصفتها جسرا يربط الحضارات والثقافات والقارات بعضها ببعض لتحقيق الرخاء للشعوب.
كما تزداد أهمية المبادرة بالنسبة للأردن في ظل ما تقوم به المملكة من تطوير مستمر لبنيتها التحتية وفي تنفيذ مشاريع بنية تحتية بالشراكة مع القطاع الخاص تعد قصة نجاح على مستوى المنطقة في هذا الجانب.

-(بترا)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى