مقالات

تمكين الأجيال والأولويات الإنمائية

شارك هذا الموضوع:

د. خالد واصف الوزني

منذ يومين اختتم المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعه التاسع في الأردن، وقد كان العنوان الرئيس للمنتدى هو “تمكين الأجيال نحو المستقبل”.
وبالرغم من الأهمية الكبرى لانعقاد هذا الملتقى العالمي للمرة التاسعة في البحر الميت وما يعنيه ذلك من مزيد من الثقة بالاقتصاد الأردني وما يؤديه ذلك من وضع البلاد على الخريطة العالمية وتحت الأضواء على مدى فترة انعقاد المنتدى إلا أن الموضوع الذي تم التركيز عليه يكاد يكون الموضوع الحيوي الأكبر على مستوى العالم.
ذلك أن الخصوصية في المنطقة العربية أكبر بكثير في موضوع الأجيال ومستقبلها عنها على المستوى العالمي. فالمنطقة العربية تتسم بأنها منطقة شابة بمعيار التوزيع الديموغرافي للسكان مقابل العالم؛ حيث يشكل الشباب نحو 70 % من مكوناتها السكانية بكتلة بشرية فاعلة تتجاوز 270 مليون نسمة.
تلك الكتلة يجلس ما يزيد على نصفها على مقاعد الدراسة والتعليم المختلفة.
وعليه فالحديث عن تمكين الأجيال نحو المستقبل هو المفتاح الرئيس لبوابة المنطقة العربية إلى الاندماج العالمي خلال العقود المقبلة.
فكما أشار سمو ولي العهد، في كلمته الافتتاحية في المنتدى، تعتبر التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وخاصة في مجال الابتكار والتكنولوجيا والتطبيقات المرتبطة بذلك حالة تحتم على صناع القرار الاقتصادي والتنموي والمخططين على كافة المستويات مواكبة تلك التسارعات واستيعابها بشكل سريع والعمل على ادماج وتمكين الشباب منعا لاستقطابهم من التيارات السلبية التي تعمل بكل ما لديها لاستقطابهم نحو العنف والتطرف.
وفي إطار آخر، انعقد عقب المنتدى الاقتصادي العالمي مباشرة المؤتمر الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول التحديات والأولويات الإنمائية في المنطقة العربية المتغيرة.
وقد جاء الاتفاق أيضا على أهمية تمكين وادماج الشباب والمرأة في الاقتصادات العربية. وقد أشرت في الورقة الخلفية التي قدمتها حول التنمية الشمولية المطلوبة إلى أهمية الاهتمام بالشباب العربي، خاصة في ظل الظروف التي تشير الى أن البطالة بين الشباب العربي هي الأكبر بين دول العالم اجمع وبنسبة تتجاوز 30 % وأن التحديات الإقليمية اليوم جعلت من عنصر الشباب الأكثر استقطابا، وفي الوقت نفسه فإن التسرب من التعليم بات الأكبر على مدار التاريخ الحديث للمنطقة، ناهيك أن عمالة الأطفال قد زادت في المناطق غير المستقرة وبشكل اثر حتى على الدول المستقبلة للاجئين، كما هو الحال في الأردن ولبنان.
وفي الختام؛ فإن أهم ما يجب الانتباه إليه اليوم هو ضرورة تطوير العملية التعليمية لتتجاوز المؤسسات التعليمية على كافة مستويات التعليم المدرسية أو الجامعية مرحلة منح الشهادات الأكاديمية نحو مرحلة التأهيل وبناء قدرات الشباب بما يتناسب وادماجهم وتمكينهم من مواجهة متطلبات الابتكار والريادة التي تتسم بها التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم. تطوير وإصلاح التعليم هما مفتاح تمكين الشباب وإدماجهم في الاقتصاد العالمي وهما البوابة الوحيدة لحماية الشباب العربي من أي استقطاب سلبي نحو العنف أو التطرف.

-(الغد)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى