ريادة

بقاعين يحظى بوسام الملك عبدالله الثاني للتميز يوم ‘‘الاستقلال‘‘

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

تقديرا لجهود دؤوبة في نهضة الفن التشكيلي واكتشاف مواهب دفينة للطلبة المكفوفين، حظي الفنان التشكيلي سهيل سالم بقاعين بوسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة بمناسبة عيد الاستقلال.
أطلق بقاعين مبادرة “ما وراء اللون” قبل خمس سنوات في الأكاديمية الملكية للمكفوفين، ثم انتقل لإقامة معرض “قارئ اللون” برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله، وصولا لـ”عبق اللون” الذي أقيم مؤخرا.
حرص بقاعين على رفع قدرات الطلبة المكفوفين في مرسم الأكاديمية، وتحفيزهم على التعبير عن مكنوناتهم وأحاسيسهم بالألوان، الى جانب تعزيز ثقتهم بأنفسهم ودمجهم بالمجتمع من خلال عرض أعمالهم الفنية في معرض “عبق اللون” محليا وعربيا وعالميا.
وفي تصريحات خاصة لـ”الغد”، عبر بقاعين عن فرحه وامتنانه وفخره بهذا الوسام “اليوم العيد عيدان؛ عيد استقلالنا الواحد والسبعين، وتكريمنا بوسام الملك عبدالله الثاني من الدرجة الثالثة، وسام أفتخر به، وهو حلم كبير تحقق بالإرادة والعزيمة”.
يضيف: “منحني هذا التكريم مسؤولية كبيرة تجاه وطني وبلدي والفن، وإن شاء الله سنواصل المسيرة التي بدأنا بها منذ العام 2012”.
ويذهب الى أن هذا التكريم لجميع الأردنيين، ولطلابه المكفوفين في الأكاديمية، الذين أحبوا الألوان والفن، خاضوا التجربة واجتهدوا حتى استطاعوا تقديم أعمالهم الفنية بأبهى صورة في عبق اللون، و”ها نحن نحصد اليوم ثمار الاجتهاد والمثابرة بتكريم سيد البلاد”.
ويشكر بقاعين وزارة التربية والتعليم التي أتاحت له فرصة أن يكون متطوعا في أكاديمية المكفوفين، وكذلك تعاون وتكاتف مدير مديرية ماركا، ومدير الأكاديمية والمساعدين والطلبة والأهالي جميعا.
وعن “عبق اللون”، يقول: “عرضت الأعمال في لبنان العام الماضي، وفي مهرجان كان/ فرنسا، وستعرض الأعمال أيضا في شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في مدينة هافانا/ كوبا”، لافتا إلى أن هنالك معرضا فنيا جديدا في نهاية شهر تموز (يوليو) تحت عنوان “ناثر اللون”.
بدأت رحلة بقاعين في عالم الجمال واللون منذ الصغر، واكتسب طاقة إنسانية منسجمة مفعمة بالعطاء الإنساني جسّدها في تجاربه الفنية من خلال تعامله مع الطلبة وتقريب الفن لنفوسهم والنبش عن موهبة اللون داخل كل منهم للتعبير عنها، وكان نشطا حيويا متنقلا بمشاريعه من مكان لآخر في المملكة، مما جعلها تلقى صداها دوليا.
يبحث بقاعين عن التميز والإبداع في تجديد الفن الإنساني، وعليه تم التعاون مع الأكاديمية الملكية للمكفوفين بتخصيص حصة أسبوعية لتعليم الطلبة الرسم واكتشاف مواهبهم من خلال ابتكار طرق مادية وحسية ومعنوية مكنتهم من إطلاق العنان لحواسهم المكبوتة، وبدأ الرسم بالبصيرة باعتمادهم على الصورة في مخيلتهم.
برزت مبادرة بقاعين عندما استطاع نقل مخيلة المكفوفين من الأذهان للورق؛ حيث يجسدونها بانتقاء الألوان عن طريق حاسة الشم، فالأحمر لون الكرز والتفاح، والأخضر لون النعنع، والأصفر لون الليمون، والبرتقالي لون البرتقال وهكذا.
حقق بقاعين حلم المكفوفين المبدعين بمشاركتهم في إنجاز أكبر جدارية في الأردن تحت عنوان “قارئ اللون” عرضها 12 مترا وطولها 50 مترا.
تلتها مبادرة ومعرض “عبق اللون” الذي يأتي استكمالا لمسيرة خمس سنوات من العمل الدائم مع طلبة الأكاديمية.
ويلفت بقاعين إلى أن قصة “عبق اللون” الذي طبع منها نحو ألف نسخة، تعد بمثابة القصة المتنقلة في مدارس المملكة لتعريف الطلبة بقصة نجاح طلاب الأكاديمية وكيف تحولت الإعاقة الى طاقة.
ومن إنجازات بقاعين أيضا، فكرة المتحف المتنقل بالتعاون مع المتحف الوطني للفنون الجميلة التي حملت هدف الاقتراب بالفن إلى كل الفئات والمدارس ومراكز الإحاطة بالمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة ليدخل عالمهم فيتعلم منهم ويعلّمهم وينجز ويساعد ويقدم أعمالهم للعالم ويقدمهم كفنانين تشكيليين بكامل الحضور.
وهذا المشروع الحيوي هدفه نبذ العنف والأفكار الظلامية الهادمة ونشر الطاقة الإيجابية وثقافة الفنون التي تسهم في خلق الانفتاح الجمالي على الوطن والعالم عند الأطفال وكل الفئات العمرية.

-(الغد)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى