ريادة

“إلهام” طبيبة بيطرية تثبت أن الأنثى قادرة على علاج الحيوان

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

“المغص هو السبب الاول لوفاة الخيول وهو السبب الذي يخرجني منتصف الليل لإنقاذها”، بهذه الكلمات بدأت الطبيبة البيطرية إلهام العمري حديثها، وهي تتحدث عن وظيفتها التي تشكل خطرا على الرجال قبل النساء وهي الطب البيطري.

وتضيف الدكتورة الهام في حديث لوكالة الانباء الأردنية بأنها لم تعش مسبقا في المزارع، ومع الحيوانات، ولم يكن طموحها هذا العمل، ولكنّ قبولها في كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا، جعلها تنتمي الى هذا العالم الآخر الذي يحتاج الى المساعدة دون أن يطلب.

“سنتان كاملتان مع الخيول” تقول الهام، مؤكدة أنه شعور لا يوصف بأن تفهم ألم المريض دون أن يشكي، و أن تساعده، وتخفف ألمه، وتتابع حالته حتى يتحسن، وأن شكر الحيوانات لا يأتي دائماَ على هيئة كلام، فامتثال الحصان للشفاء، وعودته إلى تمارينه الطبيعية هو أكثر ما يمكن تمنيه، وهو ما يحفز الهام على الاستمرار والتعلّم.

“مهمّتي الأساسية أن أكون موجودة لأجل الحيوانات حين تحتاجني “، تشير الهام، مضيفة أنه إذا كانت الحالة المرضية للحيوان تحتمل التأجيل كجرح سطحي مثلاً، يتم التأجيل حتى الصباح مع إعطاء التعليمات اللازمة للعناية به، وبقاء حالته مستقرة، أما إذا كانت حالة مغص – و هو السبب الأول في وفاة الخيول في العالم- فإن التأجيل لا يحتمل، ويجب التحرك بأسرع وقت حتى في أوقات متأخرة.

“عليك أن تغيري تخصصك ولن تتحملي ضغط العمل”، تقول الهام أن هذه هي أغلب النصائح التي وجهت لها خلال الدراسة، إلا انها واجهت ذلك، وبعد التخرج واجهت صعوبة في كسب ثقة الناس كطبيبة بيطرية خاصة، وان هذا العمل يحتاج إلى قوة جسدية، وقدرة على العمل لأوقات طويلة ومن الصعب اقناع الناس بأن الأنثى تقوم بهذا العمل وبإتقان، لذا كان الصبر ومزيد من الوقت والهدوء؛ لإثبات كفاءتي في ممارسة العمل الميداني.

وتشير احصائيات نقابة الأطباء البيطريين الأردنية، إلى أن عدد الإناث المنتسبات للنقابة هو 336 طبيبة مقابل 1596 طبيبا بيطريا، يعمل منهن 50 في المئة في القطاع الخاص و 20 في المئة في القطاع العام، وتبين الدكتورة إلهام أن عدد الطالبات في الفوج الذي تخرج معها في الكلية كان 20 طبيبة وهو عدد كاف ليبين نسبة الاقبال على هذا التخصص من عدمه.

“العمل بعد التخرج هو المشكلة الحرجة للطبيبات” تشير الهام، مبينة أنه من الصعوبة اقناع صاحب الحيوان أن الأنثى تستطيع التعامل مع هذه الكائنات نظرا للصورة النمطية المأخوذة عن الأنثى، إلا ان كثيرا من المشاكل تستطيع حلها قدرات الأنثى مع هذه الحيوانات ومعرفة الألم والقدرة على كثير من الصبر.

وتؤكد الهام، أن التعامل مع الحيوانات ليس بالأمر السهل، الا أن تشجيع الأسرة ودعم جمعيات تعتني بالحيوان مثل جمعية سبانا SPANA كان سببا رئيسا؛ للتعامل مع الحالات الطارئة، والتعامل مع الخيول في الاسطبلات الخاصة بالجمعية.

“أصبحت الآن أحصد نتيجة المحاولة والثبات في هذا العمل” تقول الهام، مضيفة انها أصبحت طبيبة معالجة معتمدة من اتحاد الفروسية الملكي الأردني، كما تعمل كطبيبة طوارئ مع عيادة متنقلة وتشرف طبيًا على عدد من الاسطبلات.

وتبين الهام أن هذا التخصص تسبب بصقل شخصيتها، وأصبحت أكثر صبرا وقدرة، وأن التعامل مع الحيوانات عزز ارتباطها بالأرض والطبيعة، وأنها انتسبت لنقابة الأطباء البيطريين لتزاول المهنة التي أصبحت علامة فارقة في حياتها.

وعن حماية نفسها من الخطورة التي قد تتعرض لها من الحيوانات تقول إلهام، “لكل حيوان شخصيته التي تميزه، وطريقة يجب معاملته بها، الحيوانات لطيفة و لا تؤذ إلا إذا شعرت بالتهديد أو الخوف، المهم أن تعرف ما يثير غضبها و تبتعد عن فعله، يجب أن تواجههم بعقلك لا بعضلاتك لأنك ستدخل في معركة خاسرة، وأحرص دائما على حماية نفسي وحماية الحيوان قبل البدء بالفحص والعلاج.” وتشير الى أن الخطورة تكمن في امكانية تعرض الطبيب أو أي عامل مع الخيول إلى ضربة من الحصان قد تكون مؤذية، وأحياناً قاتلة! لذلك يجب توخي الحذر في التعامل مع هذه الكائنات والحصول على المساعدة المحترفة في السيطرة عليها خلال الفحص وتقديم العلاج، وقد نحتاج أحياناً إلى إعطائها جرعة من المهدئ لحماية الطبيب والعمّال والحيوان على حد سواء.

وتؤكد أن هذه المهنة مليئة بالمشاعر والمغامرات والضربات و”الرفسات”، لكن حقيقة أن يكون لك يد في تقرير مصير كائن حي دون أخذ رأيه، هي من أصعب الأمور وأكثرها تأثيراُ، ومنذ فترة ليست ببعيدة، تم الاتصال لحالة طارئة لأحد الخيول بسبب مغص شديد وكان له مضاعفات سريعة أدت إلى تدهور حالته ولم تفلح معه جرعات المسكن وبعد الفحص تبين أن الحالة تستدعي تدخلاً جراحياً، إلا أنه وخلال 5 دقائق تدهورت حالته ومع تسارع المضاعفات أصبحت الحالة لا تحتمل أيّ تدخل طبي، وتم أخذ موافقة صاحب الحصان بأنه ليس بالإمكان القيام بأي إجراء سوى القتل الرحيم، ليترك الخيار لي كطبيبة.

وتضيف أنه وبالرغم من انه الحل الوحيد والأكثر رحمة في هذه الحالة إلا أنه قرار صعب في تقرير مصير كائن حي وأن يتم انهاء حياته، لكن ليس من الرحمة أن يتم تركه ينزف حتى الصباح ثم يموت مع معاناته و ألمه، مضيفة “أخذت القرار الأصعب بنظري، وسيظل صعباً مهما استمرت المسيرة في هذه المهنة، فالقتل الرحيم هو قرار تأخذه حين يستسلم الحيوان، لا حين تستسلم أنت.” وفي النهاية تأمل الطبيبة إلهام أن تكتسب الخبرات والمهارات الحديثة والتدريب على مختلف الأجهزة التي لم تتوفر في الأردن بعد، من خلال التدريب والعمل في مستشفيات وعيادات حول العالم، و من ثم فتح عيادتها الخاصة وتساهم في علاج الخيول وتحسين نوعية حياتها.

” بترا”

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى