الرئيسيةريادة

كنزي بشماف.. موهبة أردنية تشق طريق البطولة في ‘‘الجوجيستو‘‘

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

كنزي بشماف، طفلة أردنية لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها، ولكن الصدفة والدعم وضعاها على طريق رياضة الجوجيستو، ذات المهارات البدنية والذهنية، لتكون من أوائل الفتيات اليافعات في الأردن اللواتي يقفن على أولى درجات البطولة في هذه الرياضة، لتحصد الميدالية الذهبية مؤخراً في الإمارات العربية، كما أنها أصغر فتاة في الشرق الأوسط تحصل على الحزام “أصفر أسود”.
لم تكن كنزي ترغب بدخول عالم رياضة الجوجيستو التي كان شقيقها الأكبر يمارسها، كونها لدى مرافقتها شقيقها عند التدريب لا ترى سوى “الذكور” يمارسونها، على حد تعبيرها.
لكن محاولة والدة كنزي في انخراط ابنتها في هذه الرياضة نجحت بعد أن اقتنعت الثانية بأهمية هذه الرياضة في حياتها وقدرتها على أن تكون إحدى بطلاتها في المستقبل، وتابعت التدريبات الرياضية، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن في مرحلة عمرية مبكرة، تبشر بإمكانية وجود لاعبة في رياضة الجوجيستو في الأردن تنافس على مستوى العالم ككل، وهو ما تطمح له كنزي وتحاول جاهدة أن تكون كذلك.
رياضة الجوجيستو عندما التحقت فيها واجهت بداية استهجان صديقاتها في المدرسة، كونها تقتصر على الفتيان فقط، وهذا كان يجعلها أحياناً تشعر بالحرج، ولكن بعد أن أصبحت لاعبة وتشارك في البطولات الدولية، بدأت النظرة لها تختلف من قِبل المحيطين وحتى مدرستها التي وجدت منها كل الدعم والتشجيع، عدا عن الشعور الذي أصبح يرافق كنزي في حياتها وهو “الثقة بالنفس والقوة في بدنها وعقلها”، فالجوجيستو هي رياضة تعتمد على التحكم بالخصم ومتابعة كل حركاته وتقويض قوته، لتصبح في صالحها وليس ضدها، وهذا هو الهدف المنشود من اللعبة.
والجوجيستو هي رياضة عريقة وتتميز بفلسفتها التي تعتمد على توظيف طاقة المهاجم ضده والاستفادة منها قدر المستطاع، بدلاً من مقاومة ضرباته والتصدي لها، واعتمادها على القتال الأعزل، الذي يساعد على تحسين مستويات اللياقة والمرونة البدنية والانضباط الذاتي وزيادة التركيز والهدوء وتعلّم كيفية تحديد الأهداف وتحقيقها، وتعد الهند الدولة المنشئة لهذه الرياضة، والتي انتقلت فيما بعد إلى دول آسيا وتم تطويرها إلى ما هي عليه الآن.
ولكن كنزي كانت كغيرها من المبدعين والموهوبين في الأردن بحاجة إلى الدعم المعنوي والمادي، لأن تكون لاعبة ضمن الفريق الأردني، الذي يحاول أن يرفع اسم الأردن عالياً، وهنا تكمن أهمية دور المؤسسات والقطاع الخاص كذلك، في رعاية ودعم الموهوبين لأن يكونوا منافسين في المحافل الدولية، عدا عن الأهمية في التعريف بالرياضة الأردنية والأطفال الذين يشقون طريقهم فيها، ليكونوا أبطالاً على مستوى عال من المهاراة في البطولات التي تُقام سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
وكنزي كغيرها من المواهب الأردنية التي تلقت الدعم؛ إذ وجدت الدعم من صالون “عماد بزي” إحدى مؤسسات القطاع الخاص التي تبنتها وهيأت لها فرصة الوصول إلى الإمارات واللعب ضمن الفريق الأردني، وحصدت الميداليات الذهبية والفضية في أكثر من منافسة.
وبينت والدة كنزي، أمل تغوج، أن صالون “عماد بزي” عرض عليهم أن يكون الداعم لكنزي في مسيرتها الرياضية، وهو بالفعل ما حصل، وقدم أوجه الدعم كافة لكنزي من “دعم معنوي ومادي” لتستمر في التدريب والمشاركة في البطولة.
وتعتقد تغوج أن كثيرا من الأطفال الموهوبين لديهم القدرات في كثير من المجالات الإبداعية، ولكنهم قد يحتاجون إلى الدعم ليصلوا إلى المهارات المتقدمة مع التدريب والمتابعة، لذلك قد يكون لمؤسسات في القطاع العام أو الخاص دور في ولادة نجوم على أرضنا من خلال دعمهم ودعم الأهل الذين يتشجعون في حال توفر لديهم دعم لابنهم ليكونوا خير ممثلين للأردن أينما حلوا.
وكنزي التي حصدت العديد من الميداليات، تطمح إلى المزيد من البطولات والمشاركات في أي مسابقة سواء محلية أو دولية، ولكنها تؤكد حاجتها للدعم بأشكاله كافة، وهذا يتطلب أن يقف معها المسؤولون عن هذه الفئة، أو كما أسهم عماد بزي في مساعدتها لأن تكون الآن بطلة دولية.
ولا تنكر كنزي فضل والديها وعائلتها في تشجيعها على الاستمرار في اللعب وتطوير موهبتها، لتكون رياضتها المفضلة فيما بعد، متمنية أن يستمر الداعمون في تقديم يد العون لكل طفل لديه موهبة، كون الموهبة لا تكفي لأن يكونوا أبطالاً، بل بحاجة إلى دعم ومتابعة.

– الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى