ريادة

لاجئون يرسمون فنا على القماش يصنع عملا جماعيا

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

بينما يجلس لؤي وفارس على المقعد الخشبي في حي الفنون بجبل اللويبدة في عمان، ينظران عن كثب إلى قطعة من قماش ويتبادلان الأفكار، لم يعرفا بعضهما بعضا حتى أصر معلمهما المشترك على ضرورة لقائهما؛ حيث تخرجا من الجامعة قبل بضعة أشهر كمصممي غرافيك، فهما يتبادلان شغفا واحدا في الحياة وهو فن الخط.
“الكون كله صنع من فن وأنماط متناظرة من الكواكب إلى الخلايا الصغيرة. إنه ترتيب جماعي ومشترك وهذه هي الرسالة التي أحاول إيصالها من خلال عملي”، بحسب لؤي الذي وصل إلى الأردن من سورية في العام 2012 وكان يخشى من أن يُطالب بحمل سلاح في بداية الأزمة في سورية، وفق ما قاله.
ويشير “غادرت دمشق لمواصلة دراستي ولم أتمكن من متابعة دراستي في ذلك الوضع؛ حيث لم أكن أريد أن أذهب إلى الحرب مع أي كان”.
تمكن لؤي من الانخراط في جامعة الزيتونة الأردنية والتخرج مع مرتبة الشرف؛ حيث عاش وحيداً في بلد جديد، وعمل جاهداً لدفع تكاليف دراسته.
أما فارس فهو فنان أردني موهوب، تخرج من الجامعة الأميركية في مادبا وكانت أطروحته حول اللجوء.
ويقول فارس “كان جدي هو ملهمي عندما عملت على مشروع تخرجي؛ حيث غادر بيته مرة واحدة كلاجئ وما أزال أتذكر القصص التي كان يرويها لي”.
ويستمر “كنت أعرف دائما أنني سوف أعمل في الفن؛ حيث شعرت أنها لغة تسافر عبر الثقافات والحضارات وتتواصل خارج الحدود”.
قام كل من لؤي وفارس بدراسة التصميم الجرافيكي، وكلاهما طوّر حبه وشغفه بالخط العربي، وساعد هذا التشابه في الاهتمام على خلق روابط بينهما؛ حيث يصف فارس ذلك بقوله “شعرت بالألفة عندما رأيت أعمال لؤي الفنية، وكوني مسيحي الديانة فذاك ساعدني على معرفة الأنماط والتفاصيل الأنيقة التي تميز الخط الإسلامي”.
تعلم لؤي هذا الفن عندما كان يبلغ من العمر 14 عاماً من خلال عمه في سورية، وتحولت من هواية إلى حب، والآن هو مصدر دخل حياته.
ويقول لؤي “التقيت بالكثير من الفنانين الشباب مثلي خلال دراستي الجامعية وجعلوني أشعر كما أنني في الوطن؛ حيث كان الحديث حول الخط يجعلني أشعر بالثقة من فني ودعمني كوني لاجئا، الطلاب حديثو التخرج يواجهون صعوبات عند دخولهم معترك الحياة بين المجال المهني والعمل الحر”.
يساعد الخط أيضاً كلا الفنانين على التواصل مع المجتمع الذي يعيشان فيه؛ حيث يقول لؤي “الفن هو لغة عالمية فهو يقرب الناس من بعضهم ويساعدنا على تخيل مستقبل أفضل وأكثر إنسانيةً”. ويكمل فارس “قد لا تتمكن من التحدث بلغة، ولكن عند الغناء والرقص والرسم ينتاب الناس شعور عاطفي”.
بالنسبة للؤي يساعده الخط العربي على إيجاد قواسم مشتركة تجعل الآخرين ينسون أنه لاجئ.
ويوضح لؤي “أفضل ترجمة للعاطفة هي من خلال الفن وإن مقدار التعبير الذي يمنحه الفن للفنان لا حدود له وهو شغف يمكن أن يتقاسمه مع اللاخرين”.
وهناك أكثر من 90 ألف لاجئ مسجل لدى المفوضية في الأردن ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما على استعداد لمتابعة دراستهم، ولكن ليس بإمكان معظمهم دفع الرسوم الجامعية وما يزال الالتحاق بالتعليم العالي يشكّل تحدياً كبيراً بالنسبة لهم؛ حيث إن أقل من 1 % من الشباب اللاجئين المؤهلين للتعليم قادرون على تأمين فرص منح دراسية.

إعداد: المفوضية السامية لشؤون اللاجئين

– الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى