الرئيسيةخاصريادة

صانعة الأفلام ألاء حمدان : لا تكن ضحية رأي الآخرين بك

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي – إبراهيم المبيضين

منذ ان تبدأ أول خيوط حلمك الخاص بالظهور … عندما تبدأ الأفكار المميزة تلمع في رأسك وتباشر العمل عليها والحديث عنها امام المحيط، ولدى تعلقك بموهبة تحاول تطويرها وصقلها والانتقال بها الى مرحلة متقدمة، تتفاجأ بالكثير من الاراء المضادة في مواجهة تيار شغفك وموهبتك، اراء كثيرة – معظمها سلبية محبطة – يبثّها كثيرون ممن حولك : الاهل، الأقارب، الأصدقاء وزملاء العمل ……

تعليقات وأراء وملاحظات يطرحها كثيرون أمامك ، بداعي الخوف عليك، واخرى قد يقف وراءها حسد وغيرة، واخرى بداعي ابقاءك في محيط الروتين والاشياء الاعتيادية، وجميعها تحمل أسئلة على شاكلة : لماذا تريد ان تفعل شيئا مختلفا؟، ما الفائدة مما تقوم به لك ولمحيطك؟، لماذا تترك عملك وراتبا شهريا لتنفذ فكرة او مشروعا لا تعرف نتائجه؟، هل يمكن ان تنجح في موهبتك هذه؟، هل يمكن ان تكفل لك رضا ونجاح في المستقبل؟، وغيرها العشرات من الاسئلة اليت يواجهها الشباب والرياديين لدى مباشرتهم العمل على فكرة جديدة، او تنفيذ حلم خاص بهم،….

جميع الرياديين واصحاب الاحلام والمواهب واجهوا العديد من الاسئلة والتعليقات اعلاه، فهل يتوقفون ويلتزمون باراء مجتمعاتهم واهليهم والمعارف والاصدقاء؟، هل نتوقف لمجرد راي او تعليق او مثبط اي كان نوعه، رغم ايماننا العميق وشغفنا الكبير بما نقوم به؟

ذلك ما اجابت عليه المخرجة وصانعة الافلام ألاء حمدان التي نشرت مؤخرا على صفحتها الشخصية على شبكة الفيسبوك نصيحة للرياديين واصحاب المواهب والافكار كانت خلاصتها : ” لا تَكُن ضحيّة رأي الآخرين بك”.

حمدان – التي اخرجت افلاما قصيرة حصد بعضها جوائز في مهرجانات دولية – ضربت في منشورها الفيسبوكي امثلة من الاراء والتعليقات والاحكام التي تعرضت لها في بداية مسيرتها وتعلقها بموهبة التصوير، مشيرة الى انها كانت تسأل نفسها دائما وفي كل حالة : “من أعطى المجتمع الحقّ ليقرّر كيف أريد قضاء بقيّة عمري؟”…

وقالت حمدان – التي تنشط بايجابية على شبكات التواصل الاجتماعي ويتابعها الاف المتابعين في الاردن والعالم العربي – بان معظم ما نتعرض له كشباب في بداية طريقنا ولدى تنفذي احلامنا، هدفه في معظم الاحيان ابقاءنا ضمن ” جوقة” الاعتيادية والروتين، وابعادنا عن الاختلاف والتميز.

في منشورها الفيسبوك كتبت المخرجة ألاء حمدان السطور التالية :

” — #ماذا_ستكون —
عندما أمسكت أول كاميرا لي “كوداك زهريّة بقيمة ٥٠$”، وأظهرتُ اهتماماً بالتّصوير، قال لي بسخرية “ايش يعني؟ بدّك تصيري مصوّرة؟!”…
ردّت أُخرى “كلّ اللي بهالمجال عالمخدّرات”..
وقال ثالث “في رجل بتزوج بنت بتصوّر؟ لمصلحتك بحكي ها..”..
ورابع “ايش يعني؟ بدّك تلفلفي بالشّوارع تصوري؟”..
وخامس “نفرض عندك تصوير بكرة، وابنك مريض، مين بتختاري؟”..
وآخر “بنت ناعمة تمسك كاميرا وترايبود، كيف زابطة؟! عمرها ما بتزبط”..
وأخيراً “لشو هالغلبة، خديلك ٢٥٠ دينار آخر الشّهر واشتري فيهم أواعي وعيشي حياتك”..
كانوا يتكلّمون وأقول في نفسي: “من أعطى المجتمع الحقّ ليقرّر كيف أريد قضاء بقيّة عمري؟”…
هل سيكون أولئك معك عندما تصيبك ضائقة ماديّة؟ أو تشعر بالاكتئاب لقلّة الانجاز؟ فإذاً، كيف ستترك من لن يكون معك في الأفراح والأتراح، يقرر من أنت وإلى أين ستذهب؟
في حال تركت أذنك تسمع من الجميع، فأنت تعرّض شخصيتك لخطر الانتهاك. انسان واحد لا يستطيع أن يبني مستقبله من خلال رأي ١٠٠ شخص لهم تجارب مختلفة ١٠٠٪ عن تجربتك. عائلة مختلفة، دين، تفكير، ثقافة، مكان سكن، الحالة المعيشية..الخ
خبير واحد قد يغنيك عنهم جميعاً..
في الآونة الأخيرة، وبفضل الله لم أسمع أيّ من الجُمل أعلاها.. مع أنّني أتذكّر من قالها..
ما الذي جعلهم يتوقّفون عن الكلام؟
ما الذي سيجعل من حولك، يتوقّف عن تحجيم انجازاتك؟ مهما كانت بالفعل متواضعة..
شجاعتك لغيرك جنون
الجرأة لغيرك غباء
أفكارك بالنسبة لهم أحلام..
أنتَ تخيفهم.. تخيف بعضاً من الشجاعة التي فقدوها، حماسهم الذي احترق، بعض الرغبة التي ضمرت.. هم لا يخافون عليك.. هم يخافون من نكزاتٍ تذكّرهم بمن كانوا.. وبدل العمل على تحسين أنفسهم، يعملون على دفن ما لديك… لتنضمّ لجوقتهم..
لا تَكُن ضحيّة رأي الآخرين بك
( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ . قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) الشعراء/ 61 ، 62”.

نبذة عن صانعة الافلام الاء حمادن :
ألاء حمدان صانعة أفلام شابّة، بدأت تشقّ طريقها وهي على مقاعد الدّراسة الجامعيّة. تعمل على إخراج محتوىً هادف إنساني وتوعوي وصل إلى ملايين المشاهدات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
كما وأخرجت أفلاماً قصيرة حصد بعضها جوائز في مهرجانات دوليّة.
تظهر الاء أيضاً كمُتحدّثة في فعاليات متعددة حول تمكين المرأة مهنيّاً، وحول مسارات إنسانيّة أخرى كحقوق الطّفل والانسان.

_

يمتلك مبيضين خبرة تقارب الـ 10 اعوام في مجال العمل الصحافي، ويعمل حاليا، سكرتير تحرير ميداني في صحيفة الغد اليومية، وصحافيا متخصصا في تغطية أخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الملكية الفكرية، الريادة، والمسؤولية الإجتماعية. ويحمل مبيضين شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة – تخصّص ” إدارة الأعمال”، كما يعمل في تقديم إستشارات إعلامية حول أحداث وأخبار قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني. Tel: +962 79 6542307

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى