اقتصادتطبيقات ذكية

توتر بين سائقي “النقل الذكي” و”التاكسي الأصفر”

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

أدى الانتشار الواسع لانظمة النقل عبر التطبيقات الذكية إلى زيادة التوتر والشحناء بين مقدمي خدماتها ونظرائهم من سائقي التاكسي الأصفر، فهؤلاء أصبحوا ينظرون إلى الشريحة الأولى “منافسا قويا” بعد أن بات قطاع واسع من المستخدمين يميل إليها طالما أنها توفر الوقت والجهد وقدرا من الطمأنينة والراحة النفسية.
حالة من الفوضى والمشاحنات والمشاجرات اليومية التي يشهدها مستخدمو وسائط النقل بين اطراف المعادلة كما يقول عاهد البنا، أحد مستخدمي النقل عبر التطبيقات الذكية، الذي يشير أيضا إلى اعتداءات أحيانا بين سائقي التاكسي الأصفر والعاملين بالتطبيقات الذكية.
ويلفت إلى أن المنافسة بين التاكسي الأصفر وهذه الشركات اصبح مشهدا واضحا، فاصحاب التاكسي الأصفر يطالبون بوقف هذه الخدمة بينما المستخدمون بحاجة ماسة لتوفير خدمات نقل افضل من الموجودة حاليا.
ويؤكد وزير النقل الاسبق، حسين الصعوب، ان حالة الارتباك والتوتر بين هؤلاء تتسبب بخلق عدائية وكراهية، حيث يعتقد اصحاب التاكسي أن هذه الشركات ستؤثر سلبا على عملهم.
ويقول ان حاجة المستخدمين لقطاع نقل متطور ومتنوع في خدماته هي من اوجدت شركات النقل عبر التطبيقات الذكية.
ويؤكد الصعوب ان ظهور مثل هذه الشركات في الاردن كان لا بد منه، خاصة مع ارتفاع اعداد السكان التي ترفع مستوى الطلب على خدمات النقل.
وتؤكد وزيرة النقل السابقة لينا شبيب أن التأخر بوضع تعليمات تنظم عمل النقل عبر التطبيقات الذكية أدى إلى الفوضى بين العاملين في المجال ومقدمي الخدمة.
وتوضح أن الشارع بات يشهد حالة توتر وشحناء بين العاملين من اصحاب التاكسي الاصفر ومقدمي خدمات النقل عبر التطبيقات الذكية، الأمر الذي يتطلب ضرورة عقد اجتماع مع ممثلين عن اصحاب التاكسي الاصفر ليتم اعلامهم بشكل رسمي أن شركات النقل عبر التطبيقات الذكية ستعمل وفق تعليمات وشروط، وهو ما يعني ان المنافسة بين مقدمي الخدمة ستصبح عادلة.
وتبين شبيب أن التعليمات التي وضعت لتنظم عمل الشركات ستساهم بشكل كبير بالحد من حالة الفوضى بين المشغلين.
وتلفت إلى انه ومع التطور التكنولوجي بالعديد من المجالات بشكل عام كان لابد من دخول انظمة نقل ذكية للأردن خاصة في ظل وجود حاجة للمستخدمين.
من جهته، يقول نقيب أصحاب مركبات التاكسي، أحمد أبو حيدر، أن مشغلي وسائقي التاكسي الاصفر اعتصموا لـ 4 مرات خلال فترة لا تتجاوز 3 اشهر، وذلك للمطالبة بوضع حد لعمل الشركات التي تقدم خدمة مشاركة الركوب مقابل الأجر، معتبرا أنها تشكل منافسة غير عادلة لعمل التاكسي الأصفر.
ويبين أبو حيدر أن هنالك عدة عوامل ساهمت بتراجع عمل اصحاب التاكسي منها ظهور شركات مثل “اوبر” و”كريم” في السوق الأردني، إضافة إلى الازدحامات المرورية التي تشهدها معظم شوارع المملكة في اوقات مختلفة وتتسبب باعاقة حركة المركبات، مؤكدا على أن الكلف التشغيلية للتكاسي تعتبر مرتفعة مقابل الأجور التي يتقاضونها.
من ناحيته، يؤكد رئيس هيئة تنظيم النقل البري، صلاح اللوزي، أن اجتماعا سيعقد اليوم للجنة الفنية الخاصة المشكلة بموجب “تعليمات اسس وشروط ترخيص خدمة دعم وتسهيل نقل الركاب باستخدام التطبيقات الذكية” للنظر بطلبات شركات “النقل الذكي”، والتي تقدمت مؤخرا بطلبات للحصول على التراخيص اللازمة.
ويقول انه سيتم إعادة النظر بهذه التعليمات التي صدرت سابقا ونشرت بالجريدة الرسمية مطلع آذار (مارس) الماضي.
ويضيف اللوزي: “من الممكن ان يطرأ تعديل على هذه التعليمات خاصة وان شركات النقل التي ستقدم خدماتها عبر التطبيقات الذكية وجدت صعوبة ببعض التعليمات”.
ويبين أن التعليمات التي تم وضعها تهدف لتنظيم قطاع النقل، وعدم السماح بتغول جهة على اخرى دون وجه حق.
ويلفت اللوزي إلى أن هنالك عدد من الشركات الأردنية التي تقدمت بطلب للترخيص إضافة إلى الشركات العالمية، موضحا انه يجب ترخيص هذه الشركات بحيث تصبح قادرة على ممارسة عملها بشكل قانوني وضمن تشريعات تحكم عملها لتكون بذلك منافسا عادلا لمقدمي خدمات النقل الاخرين.
ويشير إلى أن شركة كريم قامت بالتقدم لطلب الترخيص من الهيئة إضافة إلى بعض الشركات الأردنية.
يأتي ذلك في الوقت الذي كانت فيه هيئة النقل ووزارة النقل حددت مهلة للشركات التي تقدم خدماتها عبر التطبيقات الذكية للتقدم بالترخيص، إلا أن هذه الشركات عزفت عن طلب الترخيص بسبب صعوبة التعليمات والمطالبة بتعديلها.
بدوره، أكد المدير العام لشركة “كريم” في الأردن، صبري حكيم، إن الشركة تقدمت لطلب الترخيص من الهيئة لقوننة أعمالها في الأردن، خاصة وان العديد من العاملين لدى الشركة يتعرضون للمخالفات.
وأضاف أن الشركة قامت بضم ما يقارب 1500 تاكسي أصفر للعمل بالشركة بعد أن انطبقت عليهم أسس وشروط العمل الجديدة التي صدرت أخيرا لتنظيم عمل شركات النقل التي تقدم خدماتها عبر التطبيقات الذكية.
يذكر ان تعليمات اسس وشروط ترخيص خدمة دعم وتسهيل نقل الركاب باستخدام التطبيقات الذكية” صدرت مطلع آذار (مارس) العام الحالي.
يشار إلى أن شركات خدمات النقل عبر التطبيقات الذكية وجدت في بعض الشروط التي اقرت عقبة أمام ترخيص الشركات، وأبرزها ان يكون طراز المركبات في أسطول كريم من موديلات 2017 أو2016، وهو ما يعني الحاق خسائر بالسائقين الذين يملكون سيارات من طرز أقدم وتحملهم لأعباء ديون وأقساط السيارات التي اشتروها لتلك الغاية.
ولفت أيضا إلى شرط تقديم السائقين كفالات بنكية، ذلك أن معظمهم لا يملك احتياطا نقديا ليتم تجميده ككفالة بنكية، الأمر الذي سيحرم العديد من العمل لدى هذه الشركات، علاوة على انه يجب على السائقين دفع ما قيمته ألف دينار أردني سنويا للحكومة كرسوم تسجيل سنوية، وهو ما سيؤدي إلى فرض رسوم على العاملين بدوام جزئي، والتي تعتبر تكلفة باهظة عليهم.
وتعتبر الهيئة الجهة المسؤولة عن منح التراخيص واستكمال الاجراءات لهذه الشركات، حيث سيكون لدى الهيئة عقود تشغيلية تبرم بين الهيئة والشركات ضمن الشروط والتعليمات المقرة.
ويبلغ عدد سيارات التاكسي العاملة في المملكة نحو 16 ألف سيارة، و10 آلاف مركبة وباص نقل عام (سيارات سرفيس، الحافلات المتوسطة والكبيرة) بحسب هيئة تنظيم النقل البري. ويوجد في العاصمة عمان أكثر من 11 ألفا و500 تاكسي، وحوالي 4 آلاف سيارة سرفيس، وما يقارب 6 آلاف حافلة متوسطة “كوستر”.

– الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى