ريادة

‘‘قول يا طير‘‘.. معرض يروي حكايات مهجرين فلسطينيين لتبقى حية بالذاكرة

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

بهدف توثيق الذاكرة والتاريخ الاجتماعي لفلسطين، افتتح مؤخرا معرض “قول يا طير” الذي نظمته مؤسسة “الرواة” للدراسات والأبحاث في دارة الفنون في عمان.

معرض “قول يا طير” يروي حكايات المهجرين الفلسطينيين العام 1948، بشكل فني، عنوانه من الأمثال الفلسطينية المعروفة، التي يستخدمها الناس وهم يتوقعون خبرا طال انتظاره، وهو يشير إلى تداول الحكاية بين الأجيال المختلفة، ويعد رمزا لتناقلها عبر فن الحكي.

المعرض متعدد الأبعاد، ويتكون من شهادات لبعض من عايشوا مرحلة الترحيل القسري، جمعت بواسطة “مؤسسة الرواة للدراسات والأبحاث”، وتقدم ثروة من المعلومات عن حياة الفلسطينيين حتى العام 1948.

وضمَّ المعرض صور الرواة الفلسطينيين الذين التقتهم مؤسسة “الرواة للدراسات والأبحاث”، إلى جانب مقاطع الفيديو التي يتحدثون بها عن حكاياتهم الفردية، وبالتالي يسهمون في كتابة تاريخهم.

واتفقت جميع الروايات التي جمعتها باحثات المؤسسة “على أن القوات الصهيونية لجأت إلى الطرد المنظم لعائلات فلسطينية بأكملها، بوسائل عدة، منها: القتل المباشر بقصف الطائرات والدبابات، والمصفحات، وإطلاق الرصاص الحي، ومنها القتل غير المباشر، بواسطة الترويع، وبث الذعر في النفوس، من خلال ارتكاب المجازر، وفي مقدمتها مجزرة “دير ياسين” والاعتراف بهذه المجازر، بل وتضخيمها لبث الرعب في نفوس الفلسطينيين، ودفعهم إلى الرحيل مما يؤكد أن ما حدث هو تطهير عرقي بامتياز”.

تقول الراوية رشيدة فضالات، المهجَّرة من عراق المنشية-غزة، وتقيم في مخيم البقعة-الأردن: “إحنا كنا في عراق المنشية مسعدين ومليحين، وعايشين بأرضنا، ويا باي ما أحسنا! كنا الخير اللي كنا فيه ما كانش حدا فيه”.

ويحكي الراوي محمد أمين عبد المعطي، المهجَّر من صفورية، ويقيم في الناصرة، عن الحياة في قريته قبل الترحيل القسري: “إحنا في صفورية، كل إشي كان حلو، يعني الناس اتديون مع بعض، في العراس يكيفوا، يقعدوا جمعة يعللوا، كل شي كان حلو”.

وتبيِّن شهادات الرواة، حين يصفون حياتهم الجميلة في قراهم ومدنهم، أنهم لم يفكروا يوما في الرحيل.

كما يتبين من وصفهم لطرق التهجير؛ أنهم حين شرِّدوا من بيوتهم؛ اعتقدوا أنهم سوف يعودون إليها بعد فترة قصيرة، وكانوا ينوون العودة إليها بعد انتهاء الهجوم المباغت، كما عبَّر الراوي أمين عبد المعطي: “وقعدنا نستنّا، إسّا بتنتهي، أخرى شوي بتنتهي، أخرى نصّ ساعة بتنتهي، إلى آخره، ما انتهتش، الساعة ثلاثة ونص الصبح كانت محتلة البلد”.

تحدَّثت مؤسِّسة ومديرة مؤسسة “الرواة للدراسات والأبحاث”، الدكتورة فيحاء عبدالهادي، عن هدف تنظيم المعرض المباشر، والهدف بعيد المدى، قائلة “يهدف المعرض إلى إشراك الجمهور الواسع في معرفة تفاصيل تجربة التهجير، وخصوصا من لم يعايشها أو يعرفها من الشباب، حتى تبقى حية في التاريخ وفي الذاكرة”.

وتردف “من خلال روايات المهجَّرين العام 1948، يسهم الفلسطينيون في إثراء الرواية الفلسطينية الأخلاقية، وتشكيل الرواية الفلسطينية الجمعية”.

وأوضحت عبد الهادي “نتطلع إلى مجتمع يستفيد من طاقات أبنائه، نساء ورجالا، ويعيد كتابة تاريخهم الاجتماعي، بالتركيز على روايات الفئات المهمشة، التي أقصيت عن كتابة روايتها التاريخية، مثل النساء”.

وأضافت “من أجل تحقيق رؤيتنا، تتبنى مؤسستنا رسالة معرفية ثقافية تعتمد على تسجيل روايات الإنسان العادي الذي يحمل مخزونا ثقافيا”.

وخلال افتتاح المعرض، تم توقيع كتاب “ذاكرة حيّة” الذي أعدَّته وحرَّرته د. فيحاء عبد الهادي، ونشرته مؤسّسة الرواة للدراسات والأبحاث، باللغتين؛ العربية والإنجليزية.

ويضمّ الكتاب شهادات شفويّة وصوراً للمهجرين الفلسطينيين تروي قصصاً عن حياتهم قبل النكبة وأثناءها وبعدها.

ويتضمّن 6 شهادات حول تهجير فلسطين من أصل 115 شهادة جمعتها باحثات المؤسسة. وهو ثمرة المشروع الرئيسي للمؤسسة منذ العام 2012 وحتى الآن.

يشار إلى أن مؤسسة الرواة للدراسات والأبحاث (www.alrowat.com) تعنى بتوثيق التاريخ الاجتماعي الفلسطيني، عن طريق جمع الروايات الشفوية، التي تحمل مخزونا ثقافيا.

وتركز على تسجيل تجارب النساء، ضمن رؤيتها لأهمية التركيز على روايات الفئات المجتمعية المهمشة، التي أقصيت عن كتابة روايتها التاريخية.

وتعمل المؤسسة في فلسطين (شمال، جنوب، وسط، القدس، غزة، فلسطينيو 1948) والشتات (الأردن، لبنان، مصر وتشيلي) من خلال أربعة مشاريع هي؛ مشروع تهجير العام 1948 من خلال توثيق شهادات الروايات والرواة ممن هجروا العام 1948 أو العام 1967، ومشروع توثيق سيرة نساء رائدات الذي يوثق سيرة نساء فلسطينيات تميزن بعطائهن وإسهاماتهن ضمن مسيرة النضال الفلسطيني، على الصعيد الوطني والعربي والدولي.

وأيضا، مشروع جرحى العدوان على غزة العام 2014، ومشروع فضة زمان (www.faddetzaman.com) وهو مشروع توثيق قطع فضية تراثية مما كانت ترتديه النساء والفتيات الفلسطينيات، وإعادة إنتاج قطع فضية مماثلة، وإنتاج قطع فضية جديدة تستلهم التراث.

وتعمل على مشاريع المؤسسات مجموعة باحثات، من مناطق جغرافية متعددة، لديهن خبرة في حقل التاريخ الشفوي.

– الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى