اقتصاد

لاغارد: النمو المتوقع لا يكفي لتقليص معدلات البطالة المرتفعة

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

أكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، أن النمو المتوقع لهذه السنة والعام المقبل «لا يكفي لتقليص معدلات البطالة المرتفعة وبناء دخل الطبقة المتوسطة». واعتبرت في مؤتمر صحافي عقدته أمس مع بدء اجتماعات الربيع للصندوق والبنك الدولي، أن النمو العالمي المقدر لهذه السنة بـ3.5 في المئة هذه و3.8 في المئة عام 2016 هما أفضل قليلاً من العام الماضي». لكنها لم تغفل أن «ما يبعث على الارتياح هو استمرار التعافي لكن المحدود وغير المنتظم». كما لفتت إلى وجود «تنوع كبير بين اتجاهات الاقتصادات الوطنية خصوصاً في الأسواق الناشئة».
وأوضحت لاغارد أن الاجتماعات مع محافظي المصارف المركزية والوزراء، «ستبحث في كيفية تجنّب تحوّل الأداء الاقتصادي الباهت إلى واقع جديد». وشددت على ضرورة «تحقيق زيادة في معدل النمو حالياً ومستقبلاً»، وأوصت على مستوى السياسات، بما فيها حزمة التدابير الداعمة للنمو، بأن «تُصمّم بحسب وضع كل دولة، أي اعتماد تيسير في السياسة النقدية في المواقع المطلوبة وتشديدها حيث يمكن وتطبيق سياسات مالية ذكية». لكن أوضحت أن «ذلك لا يكفي، إذ يجب أن يشمل طرق التعامل مع الأخطار التي تهدد الاستقرار المالي نتيجة انخفاض أسعار الفائدة وتقلّب أسعار السلع الأولية والصرف، والارتفاع الممكن في أسعار الفائدة القصيرة الأجل المتوقع في المستقبل القريب».
ولاحظت لاغارد أن «هذه الأخطار المالية مرتفعة منذ فترة وهي متنقّلة، من الاقتصادات المتقدمة إلى اقتصادات الأسواق الناشئة، وتنتقل من المصارف إلى المؤسسات المالية غير المصرفية، وكذلك من مسائل الملاءة السيادية سيولة الأسواق». لذا يتطلّب الأمر «سياسات مالية أقوى لمعالجة هذه الأخطار». ولتحقيق الهدف «تجب مضاعفة الجهود».
ولم تنف لاغارد وجود «بشائر في آفاق الاقتصاد العالمي»، لافتة إلى أن «الاقتصاد الأميركي يحقق تعافياً ونرصد إشارات جيدة للفترة المقبلة، كما أن الاقتصاد البريطاني متماسك إلى حد بعيد، فيما تدل المؤشرات إلى انتعاش منطقة اليورو وتعافيها. كما تخرج اليابان من مرحلة ركود طفيف مع دلائل جيدة». وعن أداء اقتصادات الأسواق الناشئة، لاحظت أن دولاً «تشهد تباطؤاً وأخرى تسجل أداء أفضل».
وعن احتمال موافقة الصندوق على تأخير تسديد دفعات المستحقات لليونان، ذكرت لاغارد أن الصندوق «لم يمنح تأجيلاً على مدى الأعوام الثلاثين الماضية باستثناء بعض البلدان النامية»، وأشارت إلى أن التأجيل «لم يؤد إلى نتائج إيجابية». وأعلنت أن الصندوق «قائم على قواعد وكل الخيارات متاحة لكل البلدان، لكنه ليس مساراً يمكن أن نوصي به حالياً».
وعن مدى غموض آفاق الشرق الأوسط في ظل انخفاض أسعار النفط والصراعات الإقليمية، وتداعيات الصراعات القائمة في بعض دوله، أعلنت لاغارد أن في هذا المكان من العالم «توترات جيوسياسية تتزامن مع تراجع في أسعار النفط والغموض، ويمكن كل ذلك أن يقترن فيؤدي إلى توقعات مثيرة للقلق، لكن لا يمكن وضع كل البلدان في سلة واحدة، لأنها تضم دولاً مصدرة للنفط متضررة من انخفاض أسعاره». كما أن في المنطقة، وفق ما قالت، «دولاً لديها اقتصادات كلية قوية واحتياطات جيدة، فضلاً عن دول مستوردة للنفط، ينفّذ فيها الصندوق بالتعاون معها برامج، مثل الأردن وتونس والمغرب»، مؤكدة أن «أداءها ليس سيئاً».
ولفتت إلى أن الصندوق يوصي بـ «اعتماد سياسات اقتصادية قوية، ولجوء الدول اللجوء إلى احتياطاتها الوقائية سواء كانت صناديق ثروة سيادية أو غيرها». وعن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، أكدت لاغارد أن «الاقتراح بإنشاء مؤسسة متفرغة لقضايا البنية التحتية على أساس إقليمي فكرة جاذبة، ووجودها محل ترحيب، ويعتزم الصندوق التعاون معها».
واجتمع وزراء المال ومحافظو البنوك المركزية من دول مجموعة العشرين في واشنطن أول من أمس للبحث في كيفية ضمان استمرار الانتعاش الاقتصادي. ومن المتوقع أن يكون الارتفاع الحاد في سعر الدولار أمام اليورو والين من المواضيع التي ستتركز عليها المحادثات بين كبار صناع القرار الاقتصادي في العالم المجتمعين في واشنطن في إطار اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي التي تختتم غداً.
وشدد المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي على عدم وجود «أي تحضير» لخروج اليونان من منطقة اليورو على رغم التقدم «البطيء جداً» من جانب أثينا في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. وأكد على هامش اجتماعات الربيع: «لا يوجد تفكير حول خروج اليونان. لا توجد خطة بديلة ولا يوجد أي تغيير في وجهة النظر». واستدرك: «مع ذلك نعمل ونسجل تقدماً، ولكن هذا التقدم بطيء جداً، وفي هذه المرحلة ضعيف جداً. بدأ الوقت يدهمنا».
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن العراق ملتزم بإجراء إصلاحات صعبة لجهازه الإداري واللوائح التنظيمية للشركات الأجنبية من أجل اجتذاب استثمارات يحتاجها بشدة. وفي منتدى لغرفة التجارة الأميركية قال العبادي الذي يقوم بأول زيارة إلى واشنطن منذ أن اصبح رئيساً للوزراء، إن حكومته ملتزمة بإصلاحات ضرورية، بما في ذلك خفض العراقيل أمام قطاع الأعمال والتصدي للفساد. وأضاف: «هدفنا تقديم المساعدة وتشجيع القطاع الخاص وعلينا أن نزيل العوائق البيروقراطية والمعوقات الإدارية».

المصدر : صحيفة الحياة اللبنانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى